أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن أيدي مصر ممدودة إلى المجتمع الدولي للتكاتف وتسخير كافة إمكاناتنا لدعم لبنان وبناء مستقبل أفضل لشعبه، وأهمية أن تلتزم كافة الأطراف بالنأي بلبنان عن التجاذبات والصراعات الإقليمية.
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الأربعاء عبر الفيديوكونفرانس في المؤتمر الدولي الثالث لدعم الشعب اللبناني الذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة بمشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات.
وشدد الرئيس السيسى على أهمية قيام كافة الأطراف بالنأي بلبنان عن التجاذبات والصراعات الإقليمية، وتركيز الجهود على تقوية مؤسسات الدولة، خاصةً وأن المؤتمر يمثل رسالة لكافة السياسيين اللبنانيين بأن المجتمع الدولي على استعداد لدعم لبنان فور إنهاء أزمة الفراغ الحكومي واستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي بما يتيح الانتقال من مرحلة الدعم الإنساني إلى مرحلة الدعم الاقتصادي وبناء مستقبل أفضل للشعب اللبناني.
ووجه الرئيس خلال كلمته برسالة إلى الشعب اللبناني الشقيق بأن لبنان الذي كان دائماً منارة للثقافة والفن والفكر، ورافداً مهماً من روافد الإبداع العربي، لا يزال قادراً بعزيمة أبنائه على النهوض من الكبوة الحالية، والعودة مجدداً ليكون مزدهراً وفريداً كما نحب أن نراه، مؤكداً أن أيادي مصر ممدودة إلى المجتمع الدولي للتكاتف وتسخير كافة إمكاناتنا لدعم لبنان وبناء مستقبل أفضل لشعبه.
وأشار إلى الجهود التي تبذلها مصر منذ وقوع حادث مرفأ بيروت العام الماضي لتوفير السلع الاستراتيجية والدعم للبنية التحتية للدولة اللبنانية لإعادة تأهيل المباني التي تضررت من الانفجار، والتي كان آخرها وصول سفينة حربية مصرية إلى بيروت الشهر الماضي محملة بما يزيد عن 300 طن من هذه الاحتياجات للجانب اللبناني، وذلك بالتكامل مع جهود المستشفى الميداني المصري في بيروت والذي يقدم الخدمات الطبية يومياً للبنانيين، إلى جانب ما تم من توفير كميات من العقاقير والأدوية لعلاج فيروس كورونا في إطار مساعدة لبنان على مواجهة تبعات هذه الجائحة العالمية.
وأكد الرئيس أن الأزمة الاقتصادية في لبنان ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأزمة السياسية المستمرة منذ عام ۲۰۱۹، والتي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم في ضوء استمرار أزمة الفراغ الحكومي التي تحول دون تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق.
وجدد الدعوة للإسراع بإنهاء الفراغ الحكومي درءاً لمخاطر انزلاق لبنان إلى نفق مظلم لا رابح فيه، والذي سيتحمل الشعب اللبناني تبعاته، الأمر الذي يتطلب من كافة الأطراف الارتقاء إلى قدر المسئولية وإعلاء المصلحة العليا للبلاد للإسراع في تشكيل حكومة وطنية مستقلة من ذوي الخبرة والاختصاص، لكي تكون هذه الحكومة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وصون مقدرات الشعب اللبناني ووحدة نسيجه الوطني وسيادة لبنان، مستعرضاً في هذا الإطار الجهود الحثيثة والمستمرة التي بذلتها مصر لحلحلة الأزمة السياسية عبر الاتصالات التي أجرتها مع القيادات السياسية اللبنانية.
كما توجه الرئيس السيسي بالشكر إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة، على الدعوة لعقد هذا المؤتمر، معرباً عن تطلع مصر لأن يساهم في التخفيف من حجم الضغوط التي أثقلت كاهل الشعب اللبناني الشقيق.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، بأن المؤتمر عقد بهدف متابعة واستكمال الجهود الدولية المشتركة من أجل مساعدة الشعب اللبناني الشقيق على تجاوز كافة التحديات التي تواجهه، والتي باتت تخيم على كافة مناحي الحياة في لبنان.
الرئيس السيسي يؤكد أهمية التزام كافة الأطراف بالنأي بلبنان عن التجاذبات والصراعات الإقليمية
مصر/لبنان/سياسة
You have unlimited quota for this service