• "رحلات إلى شواطئ النار".. عندما يبدع حسين عبد القادر في تقديم مغامراته الصحفية

القاهرة في 17 يوليو /أ ش أ/ "رحلات إلى شواطئ النار".. عنوان الكتاب الذي اختاره الصحفي النابه حسين عبد القادر مدير تحرير "أخبار اليوم" بأسلوب شيق مزج فيه بين الصحافة والأدب بينما كانت السياسة في القلب منه حتى وإن بدا للقارئ غير ذلك للوهلة الأولى.
وفي مقدمة كتابه، يقول الزميل حين عبد القادر: "إنني اعتدت منذ أمد طويل وتحديدا منذ نعومة أظفاري أن أتابع كل جديد وغريب في عالم الصحافة خاصة من النشاطات الصحفية الملفتة والجريئة غير المسبوقة للوصول إلى الحقائق وما يجري في هذه المعمورة وإبراز مظاهر الإقدام من خلال التجارب الصحفية الحية".
ويضيف : "لا أخفى فقد كان تكليفي بالذهاب إلى بعض المواقع الملتهبة من العالم يثير فضولي قبل مخاوفي، وكانت غالبية رحلاتي حول العالم في مهام صحفية. ففي مناطق الصراعات المسلحة أدركت أن للسفر ألف فائدة.. تعرضت خلاله للعديد من لحظات الموت المحقق الذي عشته وسط جبهات القتال مباشرة ولا أعرف حتى الآن كيف كُتب لي النجاة إلا أنه كان أمر ربي ومشيئته".
وأوضح عبد القادر أن رحلاته جعلته وجها لوجه أمام بناظير بوتو رئيسة وزراء باكستان الأسبق فوق أنقاض السفارة المصرية التي دمرها الإرهابيون، ووافقت بوتو لحظتها على إجراء حوارها معي الذي اعترفت فيه لأول مرة بوجود برنامج نووي باكستاني، وهو الاعتراف الذي نقلته وكالات الأنباء عن صحيفتي "أخبار اليوم".
وفي رحلتي إلى إريتريا تعرضت خلالها للموت، وأثناء هذه المهمة لتغطية الحرب مع أثيوبيا في مايو 1998 تقمصت دور "رأفت الهجان" حتى أكشف حقيقة المعلومة المسربة حول وصول قوات إسرائيلية للحرب بجانب إريتريا.
وفي نهاية الثمانينيات ورغم قطع العلاقات الدبلوماسية رسميا بين مصر وسوريا ولكن حكومة دمشق نظمت لي زيارة رسمية للوقوف حول حقيقة جهدها في منع وصول المخدرات عبر حدودها إلى مصر، حيث أثمرت هذه الزيارة عن كشف أخطر عصابة دولية لتهريب الهيروين لمصر بفضل المعلومات التي حصلت عليها وقدمتها لرجال المكافحة في بلادي.
وفي العاصمة النمساوية فيينا عشت مأساة الشباب المصري الذي دفعته الهجرة للعمل في ظروف قاسية كثير منهم يدفع حياته ثمنا لها، أما في الأردن التي ذهبت إليها لمتابعة تكدس المعتمرين بميناء العقبة، تحولت رحلتي إلى عمل صحفي ساهم في إنهاء أزمة ترحيل العمالة المصرية من الأردن، وفي لبنان أتاحت رحلتي للجنوب الانفراد الصحفي من داخل مواقع قوات حزب الله وهي تواجه جنود الجيش الإسرائيلي عند حدود الخط الأزرق بما حققته وشاهدته في رحلاتي حول كثير استمتعت العالم فأصبحت «غاوى سفر».
يضم الكتاب عشرة فصول بأسماء الدول التي زارها الصحفي حسين عبد القادر في انفراداته الصحفية التي اشتبك فيها مع وجع الوطن بوجع المواطن ففي رحلته إلى إريتريا، التي لم يكن عبد القادر يعرف شيئا عنها، استطاع أن يساعد في الإفراج عن صيادين مصريين تم احتجازهم هناك بعد أن كتب تحقيقا صحفيا بل إن شئت فقل بورتريه بريشة فنان.
ويتوقف قلبك وتحتبس أنفاسك ، في رحلة "عبد القادر" إلى باكستان التي ارتبطت بمهام صحفية لتغطية أحداث وقعت فجأة دون سابق إنذار وبحكم عمله الصحفي كان لا بد من السفر بأقصى سرعة كي ينقل صورة من الواقع الذي يحدث في شكل تحقيقات صحفية ميدانية ترصد بالقلم وتسجل بالصور ماذا يدور.
ففي السابعة صباحا تسمرت عيون المصريين أمام شاشة التليفزيون وهي تقطع إرسالها وتبث بعنوان أسود خبر نسف السفارة المصرية في العاصمة الباكستانية إسلام أباد.. لتنقل صورا ثم لقطات فيديو لمشاهد الدمار وأعضاء البعثة الدبلوماسية يبحثون وسط الأنقاض عن زملاء لهم..
وكما أذاعت وكالات الأنباء ثم تصريحات المستشار الإعلامي المصري هناك المستشار أحمد سمير الذي شرح بالتفصيل كيف وقعت الجريمة البشعة بواسطة عناصر إرهابية تابعة لتنظيم الجهاد الذي أصدر وقتها بيانا يعترف بتنفيذ الجريمة عن طريق دراجة بخارية تم تفجيرها في مدخل بوابة السفارة التي انهارت واستشهد الحراس لتندفع سيارة نقل مفخخة بأكثر من طنين من المفرقعات هدمت كل مباني السفارة التي تعد أكبر السفارات على الأراضي الباكستانية.
وفي سوريا وتحديدا في دمشق ، التي عشقها عبد القادر، وكان يتحين الفرصة للمرور عليها ولو لساعة واحدة ، أحب سوريا بسبب أهلها.. عندما تزور سوريا، لا تشعر أنك غادرت مصر.. الشعب متعلق بحب مصر والمصريين وكانوا حتى ذلك الوقت يعيشون ذكريات أيام الوحدة قبل أن تفككها المؤامرات.
ويقول الكاتب : العادات وتقاليد الحياة والأسواق شبه واحدة.. احتفالات وأحياء ليال شهر رمضان والحلويات وموائد الرحمن. شارع ومنطقة الحريقة والبندورية نسخة كربونية من الموسكي والغورية حيث تجارة الملابس والأقمشة بالجملة والقطاعي هناك وسط هذه المناطق التاريخية المسجد الأموي.. وعندنا مسجد الحسين.
وحقق المؤلف مئات الانفرادات والخبطات الصحفية خاصة وأنه تميز بالتغطية الميدانية ولا سيما مصاحبة قوات الشرطة في عملياتها الأمنية الضخمة مثل مكافحة الإرهاب والمخدرات وغيرها وعمل مراسلا للجريدة خارج الحدود حيث تخصص في تغطية مناطق الصراعات والنزاعات الدولية ومن أهم المناطق الساخنة التي عمل بها باكستان والحدود الأفغانية وإرتيريا وإثيوبيا والجنوب اللبناني وسوريا والسودان ..
كما شارك في العديد من المؤتمرات الولية المعنية بالجريمة والإرهاب مثل مؤتمرات الأمم المتحدة بفيينا عاصمة النمسا.. ومؤتمر الإرهاب في الجزائر وكذلك مؤتمرات وزراء الداخلية العرب بتونس ولبنان ومصر..
وله العديد من المؤلفات أهمها كتاب "مغامرات كولومبو في شارع الصحافة" وكتاب "رحلات على شواطئ النار" وحصل على العديد من الجوائز عن أعماله الصحفية.. أهمها المركز الأول في جائزة التفوق الصحفي التي تنظمها نقابة الصحفيين.

ح م د /ج أ ش
أ ش أ