أكد المهندس عبد الصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ، أن المؤسسات الصحفية القومية من ضمن أعمدة الدولة، ولا يمكن الاستغناء عنها بأى حال من الأحوال، مشيرا إلى أن إصلاحها أصبح ضرورة، ويجب تكاتف الجميع للعمل على الانتهاء من الإصلاح خلال أقرب وقت.
وقال الشوربجي - في حوار لصحيفة (الأخبار) نشر في عددها الصادر/ الأربعاء / إنه للوصول إلى الإصلاح السريع يجب على كل مجالس إدارات المؤسسات القومية، والهيئة معهم - داعم لوجيستي - التكاتف معًا، لأن حال المؤسسات الصحفية قد وصل إلى حالة من الصعوبة البالغة وهناك الكثير من الملفات التي لم يتم فتحها منذ فترة..معربا عن تفاؤله بخطوات الإصلاح التي تقوم بها الهيئة خلال الفترة المقبلة للنهوض سريعًا بالمؤسسات للقيام بدورها الأساسي التنويري والإعلامي.
وحول اللجوء إلى دمج المؤسسات ، أوضح رئيس الهيئة الوطنية للصجافة، أن هذه مرحلة ثانية لم يتم التفكير فيها بعد.. مشيرا إلى أن القانون ينص على دمج الإصدارات والمؤسسات، متمنيا أن تنهض كل مؤسسة بنفسها وأن يقف أبناؤها مع الإدارة
وأضاف أن قرار الدمج فى النهاية يتوقف على ما تقدمه المؤسسة نفسها الفترة القادمة وانتماء أبنائها لها، .. معربا عن أمله بأن تبقى المؤسسات القومية الثمانية كما هى.
وبشأن موقف إصدارات المؤسسات الصحفية .. أكد الشوربجي ، أن الأمر يتوقف على مجلس الإدارة وأبناء المؤسسة، وحرصهم على إصداراتهم، وأن يعملوا من أجل زيادة الإيرادات.. مشيرا إلى أن الهيئة لن تعمل وحدها، الا ان لدي تفاؤل أن تستعيد الإصدارات الصحفية مكانتها وأن تعمل قطاعات الإعلانات والتوزيع كما ينبغى.
و فيما يتعلق بالتغييرات الصحفية القادمة وهل ستشهد تغييرا واسعا بين رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الإدارات أو تشهد دمجاً لبعض الإصدارات داخل المؤسسة الواحدة .. قال الشوربجي إنه يوجد 55 رئيس تحرير و8 رؤساء مجالس إدارة في الوقت الحالي .. مؤكد أن معيار الكفاءة والخبرة والإرادة سيكون الأساس في التغيير خلال الفترة القادمة والقدرة على تحقيق النجاح والتطوير المنشود .
وأضاف الشوربجي ، أن دمج الإصدارات في هذه المرحلة سيكون طفيفا نسبيا، ولا يوجد شيء يسمى إلغاء إصدار .. ولكن سيتم تحويل بعض الإصدارات إلى إلكترونية وإذا نجحت التجربة سيتم تعميمها في المستقبل، أما الإصدارات اليومية والأسبوعية ستظل موجودة كما هى فى هذه المرحلة،
وكما قلت فإن الهيئة لديها بيان بحجم التوزيع لجميع الإصدارات في المؤسسات مثل كمية المطبوع والموزع والمرتجع، والإيراد والمصروف، ولا يصح أن أرى الخسائر تزيد ونترك المسئول فى موقعه.
وعن الخطوات التي بدأت الهيئة العمل بها في طريق الإصلاح .. قال الشوربجي إن الهيئة بدأت منذ ما يقرب من شهرين في تحديد ودراسة المشكلات التي تواجه المؤسسات القومية .. مؤكدا أن الفترة القادمة تستلزم التكاتف بين الجميع والانتماء والعمل بقوة فى جميع قطاعات المؤسسات الصحفية القومية كلِ في مكانه فالصحفي والإداري والعامل ، عليهم دور كبير خلال الفترة المقبلة.
وأشار رئيس الهيئة الوطنية للصحافة إلى عبد الصادق الشوربجي ،إلى أنه يجب التكاتف بين رؤساء مجلس الإدارات والتحرير للوصول سريعا إلى خطة الإصلاح .. مؤكدا انه لن يسمح بوجود اختلافات تؤثر على سير العمل وليس هناك رفاهية الوقت أو التهاون في العمل ،فالعمل هو أساس النجاح وستعمل الهيئة خلال الفترة المقبلة على اقتحام كل الملفات.
وحول تعيين مجالس الإدارات واعتماد تشكيل الجمعيات العمومية أوضح الشوربجي .. أن التغيرات الصحفية هى المفتاح وبداية الطريق لأى تعيينات فى المناصب القيادية بالمؤسسات الصحفية مثل مجالس الإدارات والجمعيات العمومية، فلابد من إجراء التغييرات الصحفية أولا وتعيين رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير ثم تشكيل مجالس الإدارات والجمعيات العمومية التي نص عليها القانون أن تكون مشكلة من 17 عضوا ويرأسها رئيس الهيئة الوطنية للصحافة وتضم 6 أعضاء منتخبين من داخل المؤسسة، و3 من أعضاء الهيئة الوطنية للصحافة من غير المنتمين للمؤسسة و7 أعضاء من الخبراء المتخصصين فى المسائل الاقتصادية والمالية والمحاسبية والقانونية من خارج المؤسسة تختارهم الهيئة.
وفيما يتعلق بعايير اختيار رؤساء مجالس الإدارات .. قال الشوربجي أن المعايير مذكورة في قانون الهيئة الوطنية للصحافة رقم ١٧٩ لسنة ٢٠١٨ حيث وضع شروط لاختيار رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية منها ، أن يكون له خبرة عملية في المجال الصحفي أو الاقتصادي والمالي والإداري لمدة لا تقل عن ٢٠ سنة ولديه الكفاءة الإدارية والإرادة للنهوض بالمؤسسة.
وأضاف انه منذ التشكيل الجديد للهيئة الجديد ، استقبلت في مكتبي رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير الحاليين للاستماع إلى آرائهم ومعظم خططهم المستقبلية للنهوض بالمؤسسات والاصدارات، كما استقبلت الهيئة اكثر من ٥٠٠ سيرة ذاتية للترشح لهذه المناصب رغم أن الهيئة لم تطلب تقديم أى سير ذاتية للترشيح لهذه المناصب وجميعها لشخصيات جديرة بالاحترام والتقدير ولديها طموح مشروع لتولي مناصب قيادية والبعض الآخر تطوع لتقديم رؤى وخطط لتطوير المؤسسات القومية دون أى رغبة فى تولي منصب.
وحوول كيفية تعامل الهيئة مع مجالس إدارات المؤسسات المختلفة.. أوضح الشوربجي انه سيكون هناك تعاون مثمر بين الهيئة ومجالس الإدارات خلال الفترة المقبلة، والهيئة لا تحل محلهم وإنما تساعدهم، وهناك تقييم لقيادات المؤسسات الصحفية كل 3 شهور طبقا للنصوص الواردة فى قانون الهيئة وفى حالة ثبوت إخلاله الجسيم بمهام عمله يحق للهيئة عزل رئيس مجلس الإدارة أو رئيس التحرير أو عضو أو أكثر من أعضاء المجلس المعينين وهذا الحق يمنح للهيئة للمرة الأولى في ظل القانون الجديد، وهو ما يعد إقرارا لمبدأ الشفافية والمساءلة والثواب والعقاب واتاحة فرصة حقيقية أمام مستقبل الصحافة المصرية للخروج من عنق الزجاجة.
وردا على سؤال هل يكون للشباب نصيب فى التغييرات الصحفية القادمة أكد الشوربجي أن الشباب عنصر رئيسي في أي تغيير وتحقيق أي نجاح منشود، ولهم نصيب في التغييرات القادمة فلا يمكن إحداث تغيير بدون شريحة كبيرة كالشباب .. مشددا على أن التجربة التى تقودها الدولة المصرية لتمكين الشباب أثبتت نجاحها بالفعل وامتلاكهم رؤى وخطط واقعية يمكن تنفيذها، وبصفة شخصية أدعوهم للاكتساب من خبرات شيوخ المهنة وإقامة حلقة تواصل فيما بينهم للاستفادة من تجاربهم.
وأكد أن الشباب هم أمل الغد ومستقبل المؤسسات القومية، ووقف التعيينات بشكل مؤقت ليس إلا مهلة لتوفيق الأوضاع فى المؤسسات المختلفة، وعند استكمالها فسيكون الأصل فى التعيين هو الكفاءة وليس الواسطة والمحسوبية التي أثرت سلبا على المؤسسات الصحفية القومية.. «مش هنقول لحد امشي» وسيتم تعيين من تستطيع المؤسسات الاستفادة منهم بجدول زمنى.
وحول المشاكل التى حددتها الهيئة أوضح أن هناك الكثير من المشاكل الموروثة منذ فترة طويلة، والتى نعمل حاليًا على حلها والخلاص منها للوصول إلى مرحلة النهوض، وعلى رأسها الهياكل الإدارية والمالية للمؤسسات والديون والأصول الثابتة والمحتوى الصحفى.. مشيرا الى أن المؤسسات الصحفية القومية تمتلك طاقات بشرية هائلة قادرة على أن تكون عاملا رئيسيا وفعالا فى عملية الإصلاح والتطوير واستعادة المهنة الصحفية رونقها وزيادة الإيرادات .
وأضاف ان عدد العاملين بالمؤسسات الصحفية القومية يبلغ حوالى ٢١ ألفا نسبة الصحفيين منهم ٢١٪ والإداريين بنسبة ٤٥٪ والعمال ٣٤٪ لذلك كان إصلاح الهيكل الإداري بالمؤسسات من أولويات عمل الهيئة لان هناك خللا كبيرا يجب معالجته.
وردا على سؤال حول كيفية عمل الهيئة على ملف الديون ..أوضح رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ،أن ملف ديون المؤسسات القومية من أصعب الملفات التى تشكل أكبر المشاكل .. مشيرا إلى أنه في أقل من شهرين استطاعت الهيئة جمع كل المعلومات الخاصة بهذا الملف، وتم تشكيل لجنة مالية لدراسة كافة الملفات الخاصة بالمؤسسات القومية، حتى أصبح لدينا حصر بكافة الديون مثل الضرائب والتأمينات والكهرباء والمياه والجمارك وغيرها
لافتا، انه دفتريا أو طبقا للمطالبات الواردة على المؤسسات الـ 8 تصل إلى 13 مليار جنيه و 605 ملايين جنيه.. مؤكدا أن الهيئة داعم فقط وليس لها علاقة بتسديد تلك الديون والمؤسسات القومية هى التى ستقوم بتسديد ديونها، لذلك كان الحل هو الإصلاح السريع.
و أشار الشوربجي إلى أن الهيئة بدأت في مخاطبة الوزارات والهيئات الحكومية وغيرها لمعرفة الفوائد على ديون المؤسسات القومية، لمعرفة ما يمكن إسقاطه من تلك الفوائد .. موضحا ان إجمالي مديونية المؤسسات لدى مصلحة الضرائب طبقا للمطالبات الواردة ٩ مليارات جنيه بينما بلغت القيمة الدفترية لها ٣ مليارات جنيه وهذا المبلغ ورث من فترات سابقة ينبغى تدقيقه وتحليله ومطابقته لإيجاد حل له .
وحول الأصول الثابتة للمؤسسات .. قال إن المؤسسات الصحفية تمتلك العديد من الأصول الثابتة، وتم إعداد قاعدة بيانات كاملة عنها من خلال اللجنة المالية، وهناك أصول جاهزة للاستثمار وأخرى بها بعض المعوقات إما قانونية أو إدارية سواء مع الأحياء أو المحافظات، وأصولا أخرى متنازع على ملكيتها ونعمل حاليًا على الخلاص من تلك المعوقات للبدء فى استثمارها .. مؤكدا انه سيكون هناك تعاون مثمر بين الهيئة وإدارات المؤسسات الصحفية خلال الفترة القادمة للاستغلال الجيد لهذه الأصول.
وحول امكانية بيع أحد الأصول واستثماره في إقامة مشروعات لكل مؤسسة .. قال الشوربجي إن من ضمن خطة الاصلاح إقامة مشروعات مشتركة بين المؤسسات الصحفية من خلال استثمار أصول المؤسسات التي لا توجد بها معوقات وتسييلها في صندوق بالهيئة ومن ثم إقامة مشروعات مشتركة بين المؤسسات الصحفية بنسب لكل مؤسسة، وستكون هناك حوارات بين الهيئة ومجالس إدارات المؤسسات للوصول إلى صيغة المشروعات التي ستقام، حيث إنني أؤمن بالعمل الجماعى، كما أن هناك أفكارا عديدة للمشروعات سيتم مناقشتها مع المؤسسات، ومن ضمنها إقامة مشروعات تعليمية وغيرها من المشروعات التي تدرعوائد مالية ضخمة، وذلك بعد عمل دراسة جدوى لتلك المشاريع من خلال متخصصين بالاشتراك مع الحكومة، ولكن يجب التحرك فورًا لأنى لا أقبل وجود «شماعات» للمشكلات.
وبشأن إصلاح أجور العاملين بالمؤسسات القومية أكد رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ، أن المؤسسات القومية غنية بإمكانياتها البشرية وأصولها، وهو ما يعد عنصرا أساسيا في نجاح مهمة الاصلاح، ولدى تفاؤل بأن غدًا سيكون أفضل.
وبخصوص إصلاح أجور العاملين، أعرب أن أمله أن يحدث فى القريب، ولكن يجب أولًا العمل على زيادة إيرادات المؤسسات الصحفية لأن ذلك هو ما سيؤدى فى نهاية الأمر إلى زيادة المرتبات، لأن هناك علاقة طردية بين الأمرين لأن زيادة الإيراد يعقبها زيادة الدخل، لأنه لا يمكن أن يستمر الحال فى الحصول على دعم من الدولة لتوفير رواتب العاملين بالمؤسسات.
وحول تدريب العاملين قال الشوربجي " انا أؤمن أن التدريب هو أحد أهم خطوات الإصلاح، ولذلك منذ تولينا المسئولية قامت الهيئة بتنظيم 3 دورات، أحدهما لشباب الإداريين لتعريفهم بكيفية إعداد الميزانيات والقوائم المالية وكذلك لرؤساء الأقسام، وكانت ملحمة حقيقية وحضرها شباب واع يعطى الأمل أن غدًا أفضل كثيرًا.
وطالب كل قيادات المؤسسات بإعطاء الفرصة للشباب وخلق جيل جديد قادر على العمل مع الاستعانة بخبرات الأجيال القديمة من القامات الموجودة بالمؤسسات الصحفية، وجعل هناك ترابطاً بين الجيلين.. ويجب على الشباب عدم الاستعجال واخذ الخبرة من الأجيال القديمة.
وأضاف انه تم تنظيم عدة اجتماعات مع قيادات المؤسسات الصحفية، والاجتماع بمديرى العموم بالمؤسسات بعدما فوجئت بأن هناك بعض المؤسسات لم تقم بالانتهاء من إعداد 3 أو 4 ميزانيات، وهى مسئولية رؤساء مجالس إدارات تلك المؤسسات لأن الميزانيات هى عنوان أي مؤسسة وتعد انعكاساً حقيقياً للوضع المالي للمؤسسة ومفتاح إحكام الرقابة على الأداء المالى بها.
وردا على سؤال عن كيفية تعامل الهيئة مع المؤسسات التي لم تنته من ميزانيتها السابقة قال رئيس الهيئة الوطنية للصحافة عبد الصادق الشوربجي إنه تم التنبيه على تلك المؤسسات بضرورة الانتهاء من إعداد الميزانيات المالية المتأخرة خلال ثلاثة شهور كحد أقصى وموافاة الهيئة والجهاز المركزى للمحاسبات بها فور الانتهاء منها لدراستها وفحصها ، وقد استجابت المؤسسات بالفعل وبدأت اتخاذ إجراءات فعلية وجادة فى هذا الاتجاه والهيئة تتابع يوما بيوم ما تقوم به المؤسسات.
وحول كيفية تعامل الهيئة مع من هم فوق الـ 60 .. أكد الشوربجي انه لا يمكن بأى شكل من الأشكال الاستغناء عن شيوخ وقامات المهنة، بل يجب الاعتماد عليهم كأهل خبرة لتدريب وتعليم الأجيال الجديدة، من خلال معايير يتم وضعها بالاشتراك مع مجالس إدارات المؤسسات.. مطالبا شيوخ المهنة بتدريب وتعليم الأجيال الجديدة حتى لا يحدث أى عجز أو خلل بعد رحيلهم.
وبشأن المحتوى الصحفي الذي تقدمه الإصدارات القومية المختلفة قال الشوربجي " الصحافة القومية تعبر عن المواطنين ولا تدين بالولاء إلا لهم، وانا غيور جدًا على المؤسسات الصحفية وإصداراتها، لذلك نعمل على تطوير المحتوى الصحفي، من خلال الانتقال من صحافة الخبر إلى صحافة التحليل والرأى، لأن الخبر يكون نشر فى جميع المواقع الإلكترونية والبوابات والسوشيال ميديا والفضائيات.. مشيرا إلى أنه متابع جيد جدًا لجميع الإصدارات وعند وجود أى خطأ أقوم بمخاطبة رئيس تحرير الإصدار بالخطأ لعدم تكراره مرة أخرى.
وردا على سؤال هل هناك مؤسسات قومية لن يكفى الاستثمار فى أصولها لإعادتها مرة أخرى لتحقيق أرباح ؟ ، قال " ما نعمل عليه خلال المرحلة الأولى حاليا هو الحفاظ على المؤسسات كلها، هناك مؤسسات لها أصول ثابتة أكثر كأخبار اليوم والأهرام مما يزيد من مقومات النجاح بها، ويجب أن نستثمر فى المؤسسات الصحفية لأن نجاحها دعم لجميع المؤسسات القومية، وعلى الجانب الآخر هناك مؤسسات أصولها صغيرة، وهنا أوجه كلمة لكل أبناء المؤسسات بأنهم يجب أن يتكاتفوا مع الإدارة بالعمل والانتماء الحقيقي وبذل كل ما في وسعهم لدعم المؤسسات، فكفانا مظاهرات فئوية، ويجب أن يدرك الجميع أن الهيئة تقوم بدورها لكن الدعم الأكبر للمؤسسات لعودتها مرة أخرى يكون بيد أبنائها.
وأشار رئيس الهيئة الوطنية للصحافة عبد الصادق الشوربجي ، إلى أن لجنة الاستثمار بالهيئة اجتمعت وحددت الأصول النظيفة وفي هذا الشق لا توجد أى معوقات، لكن يجب أن تتعاون الهيئة مع مجالس الإدارة بالمؤسسات القومية لوضع آلية العمل على تلك الأصول لكن ذلك يتم بعد تغييرات رؤساء مجالس الإدارة وتساعدهم اللجنة فى هذا الشأن.
وفيما يتعلق بأبرز مشاكل قطاع الإعلانات قال إن هناك مشاكل بسوق الإعلانات .. معربا عن ثقته أنه سيتعافى عقب مرور أزمات كورونا، وهناك بعض المؤسسات بدأت تعود مرة أخرى لمستوى ما قبل الجائحة والتى كانت تواجه منافسة قوية مع الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى التى بدأت تؤثر على الصحافة الورقية
وأضاف قائلا:- " أنا من مدرسة التوازن بين الصحافة الورقية والإلكترونية، لذا هناك اقتراحات أن تعمل وكالة الإعلانات بالمؤسسات على جلب إعلانات لإصدارات المؤسسة بشكل كامل، سواء كان بالطبعة الورقية للإصدارات أو المواقع الإلكترونية الخاصة بها، وهنا يجب أن يحصل مندوب الإعلانات على دورة تدريبية حول كيفية الحصول على إعلان لجميع الإصدارات، وفى الوقت نفسه علينا أن نعمل على نوع جديد من الإعلانات وهو الإعلان التفاعلي المزود بالفيديو عبر بوابة المؤسسة الإلكترنية، فيعرض الإعلان فى الإصدارين معا إلكترونيا وورقيا، والمؤسسات الصحفية قادرة على تنفيذ ذلك.
وأضاف ان هناك مؤسسات لديها مشاكل كثيرة وهؤلاء سنعمل معهم كهيئة بمجهود أكبر، وأتمنى أن تعمل الإدارات الجديدة على ذلك وتبذل مجهودا كبيرا، وكل 3 شهور هناك تقييم لأداء المجلس طبقا للقانون، ونحن لا نطالبهم أن يحولوا الخسائر إلى مكاسب فى 3 شهور، إنما فقط تقليل الخسائر.
وأوضح انه سيتم تغيير الفكرة السائدة أن التغييرات الصحفية تتم بعد 3 أو 4 سنوات وأنها قد تتم خلال 3 شهور حال عدم نجاح تلك المجالس فى مهمتها ، فمن يعمل هو من يستحق أن يكمل، وهذا ليس قرار رئيس الهيئة إنما قانون ينص على أن تقيم الجمعية العمومية أداء المجلس كل 3 شهور، والجمعية ليست كما فى السابق فرئيس الهيئة هو من يترأسها وليس رئيس مجلس الإدارة، ومن خلال العمل سنثنى على من يعمل ونوجه الشكر للمقصرين، وهو ما ينص عليه القانون، وأتمنى ألا أضطر لهذا القرار يوما، لكن للأسف الأمور لا تسير بالتمنى.
وردا على سؤال حول دور الصحف القومية وقدرتها على رسم صورة مصر خارجيا أم دورها يقتصر على الخطاب الداخلى ، اكد انه لابد أن يكون دورها خارجيا وداخليا وأن تعود كل جريدة لسياستها التحريرية التى تميزها عن غيرها من الاصدارات، وهناك من يهتم بالشأن الدولي، وذلك حتى لا نحدث أنفسنا فى الداخل بل أن ننقل صورة عن مصر الجديدة للخارج كما نتناولها فى الداخل.
وبشأن مشروع رقمنة الصحف أوضح الشوربجي ان هناك مشروع إطلاق بوابة إلكترونية لكل مؤسسة صحفية على أن ينبثق منها كل الإصدارات، ونحن نحافظ على هذا، ويجب أن يتم تأمين تلك البوابات بشكل محترف لأننا مستهدفون حتى لا تكرر أى حوادث سابقة، وأن نستفيد من فكرة نسخ الـ «PDF» المتواجدة عبر الإنترنت وأن نحولها من شيء مضر إلى أمر مفيد للصحف الورقية، وأن نستفيد من فكرة تطبيقات الهاتف الذكية لتطوير شكل الصحف، وهو ما ندرسه بالفعل وكلفنا شركات متخصصة لوضع تصور لتطبيقات الهاتف تضم الصحف الورقية ولشكل الإعلانات التفاعلية عليها، لتكون الاستفادة لنا بدلا من استغلال أخبار الصحف لصالح تطبيقات تجارية.
وأوضح رئيس الهيئة الوطنية للصحافة عبد الصادق الشوربجي، أن تجربة البوابات الإلكترونية وليدة فأول رئيس تحرير لبوابة إلكترونية قومية عين قبل أقل من 3 سنوات، وهي تجربة لها مميزاتها وعيوبها، مشيرا إلى الهيئة حددت أغلب مشاكل البوابات وتعمل على إزالتها والتى تركزت أن لا يكون هناك تضارب بين الإصدارات، وعدم خدمة الإصدارات الأخرى، أو أن تعمل البوابة بشكل أشبه بالجزر المنعزلة، وهذه المشاكل لن تتكرر فى المستقبل، ونعمل على التعاون مع رئيس مجلس الإدارة ودعمه ومجلسه لأنهم مسئولون بشكل كامل.
وكشف الشوربجي عن وجود مقترح لإنشاء مجمع طباعي صحفي مقره القاهرة لطباعة الصحف حيث يخدم طباعة الصحف القومية والخاصة والحزبية فى السوق المصرى بجودة عالية جداً ويمكن طباعة ثلاث صحف فى وقت واحد. ، مضيفا أنه يوجد أيضاً اقتراح إنشاء مطابع صحف بنظام الويب ديجيتال فى الأقاليم لطباعة الصحف تخفيضا لمصاريف النقل والتوزيع فضلا عن وصولها إلى الأقاليم بنفس التوقيت مما يساعد على جذب شريحة جديدة من القراء والحصول على معلنين جدد ويمكن طباعة موضوعات متغيرة طبقاً للمنطقة مما يشد اهتمام القارىء بها للاطلاع على أخبار منطقته.
وحول مقترح مصنع الورق قال إنه يوجد فى مصر مصنعين لصناعة الورق الأبيض ، ولكن بالنسبة لمصنع ورق صحف لايوجد فى مصر ولا افريقيا ويتم استيراد جميع ورق الصحف من أوروبا وأمريكا.. موضحا أن عملية إنشاء مصنع لإنتاج ورق الصحف بمصر يجب أن تعتمد بشكل أساسي على دراسة جدوى اقتصادية تضمن توفير احتياجات السوق المحلية والتصدير إلى الدول العربية والافريقية شرط أن تكون خامات التصنيع موجودة بمصر للحصول على سعر تنافسى ويكون أقل من السعر المستورد.
وحول إذا ما اتخذت الهيئة قرارا بالموافقة على المشروع فمتي يمكن تنفيذه على أرض الواقع.. أكد أن الهيئة وحدها لن تنفذه، فنحن نعرض وجهة نظرنا للحكومة فالهيئة لن تموله، فهو مشروع لا يخصنا فقط إنما مشروع قومي ، ويحتاج لدراسة متخصصة أكثر فى هذا الأمر.
وردا على سؤال حول تأثر المؤسسات الصحفية بأزمة كورونا قال أن العالم كله تأثر وليست المؤسسات الصحفية فقط، فالجائحة لم تكن فى الحسبان تماما وفجأة أثرت على المجالات بدءا من الاقتصاد الدولى وتكبد دول كبرى خسائر مهولة، إلى الحالة النفسية لدى الأشخاص، وعلينا أن ننظر أنه لولا الإصلاح الاقتصادى الذى أجرته الحكومة لتأثرنا أكثر بالأزمة والتى على الرغم من انخفاض مستوى التنمية قليلا إلا أن الدولة لا تزال فى المعدل الآمن.
وحول أجور الصحفيين وهل من الممكن أن ترتفع أكد الشوربجي ، أن زيادة إيراد المؤسسة يعقبها رفع المرتبات، والعمل على تلك الزيادة هى مسئولية رئيس مجلس الإدارة ورؤساء التحرير.
وأوضح الشوربجي أن الصحافة الورقية ستبقى قائمة، لكن يجب أن نعمل على تطويرها، والعديد من الدول لا تزال مهتمة للغاية بالصحافة الورقية ومنها دول عظمى، وعملنا هنا على أن نحافظ عليها قدر الإمكان وأن نقدم محتوى مختلفا، لننتقل من صحافة الخبر إلى التحليل والتحقيق ومقالات الرأى، والمؤسسات تملك صحفيين على أعلى مستوى ولديهم قدرة على ذلك.
ودعا الشوربجي فى ختام حواره للأخبار جميع الصحفيين بضرورة العمل وتجنب الصراعات لأنها مدمرة لأى مؤسسة، فكفانا صراعات أو العمل بنظام الجزر المنعزلة، وعلى الجميع أن يتكاتف لهدف واحد هو المؤسسة، لا لشخص.
وأعرب عن أمله با تنفذ الهيئة خطتها بنسبة 100% ونعمل بفكر وروح المجموعة لأنها أقوى بكثير من الفردية، فليس عيبا أن نستمع للجميع، ونرى الأغلبية، العيب هو التعصب لقرارك، فمن الممكن أن يضع آخرون أفكارًا لم تطرق ذهنك، ولا يعنى تولي مسئولية رئاسة الهيئة أنى أصبحت فى برج والآخرون فى برج آخر، فهذه سياسة خاطئة وسياستى دائما الباب المفتوح وسماع كل الأسئلة، وطالما قبلت بالعمل العام يجب أن نحتك بالناس الكبير والصغير، فالجميع يطمح إلى الوصول لأعلى مكانة لكن يجب أن يمتزج الطموح بالإمكانيات.
رئيس الهيئة الوطنية للصحافة يؤكد أن المؤسسات الصحفية القومية لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال
مصر/عام/منوعات
You have unlimited quota for this service