القاهرة في 22 يونيو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
يحيي العالم غدا " الثلاثاء" اليوم الدولي للأرامل 2020 ، وذلك احياءا لإعتماد الأمم المتحدة القرار 189/65 في ديسمبر 2010، باعتبار يوم 23 يونيو من كل عام يوما دوليا للأرامل ، وذلك بهدف لإسماع أصوات الأرامل والتعريف بتجاربهم وحشد الدعم الذي يحتاجونه.
ويعد اليوم الدولي للأرامل فرصة لحث المجتمعات على العمل من أجل تحقيق الحقوق الكاملة والاعتراف بالأرامل اللواتي يتجاهلهن المجتمع الدولى بسبب ندرة البيانات ، حيث يوجد زهاء 260 مليون أرملة في كل أنحاء العالم، يعيش عشرهن في فقر مدقع، ولا يزال ندرة البيانات الموثوقة التى يمكن الاعتماد عليها أحد العقبات الرئيسية التي تحول دون وضع السياسات والبرامج التي تهدف إلى التصدي للفقر والعنف والتمييز الذي تعاني منه الأرامل. الأمر الذى يؤكد الحاجة إلى مزيد من البحوث والإحصاءات مصنفة حسب الحالة الإجتماعية والجنس والعمر، من أجل المساعدة في الكشف عن حالات الانتهاك التي تعاني منها الأرامل وتوضيح حالتهم.
ويحمل اليوم الدولى للأرامل هذا العام شعار " إدراج الأرامل في العمل من أجل إعادة البناء بشكل أفضل فى ظل كوفيد-19"، حيث أدت جائحة كوفيد - 19 إلى تفاقم وضع الأرامل وزيادة عددهن في الأشهر القليلة الماضية بسبب العدد الكبير من الوفيات الذى تسببت فيه الجائحة ، فضلا عن الفصل عن مصادر الدعم الاجتماعي والاقتصادي والأسري المعتادة.
فقدان الشريك هي خسارة مدمرة، ويزيد حجم تلك الخسائر للمرأة في ظل كفاحها الطويل لتأمين الاحتياجات الأساسية وحماية حقوقها الإنسانية وكرامتها. وفي جميع أنحاء العالم، حيث تقل فرص حصول المرأة على المعاش المتصل بالشيخوخة عن الرجل ، ولذا فإن وفاة الزوج يمكن أن يؤدى إلى انتشار العوز بين المسنات. وفي سياق سياسات التباعد الاجتماعي والإغلاق الاقتصادي، وربما تعجز الأرامل عن استخدام الحسابات المصرفية واستلام المعاشات التقاعدية لدفع تكاليف الرعاية الصحية إذا أصابهن المرض أو لإعالة أنفسهن وأولادهن ، بل وربما ازداد مع تواصل انتشار فيروس كوفيد - 19 وتأثيراته في الصحة العام٠
ويشير تقرير منظمة الأمم المتحدة للمرأة ، إلي أن إسماع أصوات الأرامل والتعريف بتجاربهم وحشد الدعم الذي يحتجنه، حيث تفاقم حجم تلك الخسائر للنساء في ظل كفاحهم الطويل لتأمين الاحتياجات الأساسية وحماية حقوقهن الإنسانية وكرامتهم. وبصفة عامة، أحصت الأمم المتحدة أعداد الأرامل ووضعهم الانساني فوجدت أن حوالي 260 مليون امرأة في كل أنحاء العالم هن أرامل ويعيش عشرهن في فقر مدقع هذا ولو أنه قياسا بعدد سكان العالم يبدو نسبيا غير مبالغ فيه، إلا أنه يكون كبيرا إذا ما حصرنا دائرة اعداد الارامل في فئة معينة. ويشير التقرير إلى مشاكل التي تواجه الأرامل في البلدان النامية وتتمثل فيما يلي :
1- الفقر : تصبح المرأة معدمة بوفاة زوجها. وتتفاقم فقرها بقلة فرص الاستفادة من القروض أو من الموارد الاقتصادية الأخرى أو حرمانها منها، كما يستفحل فقرها بالأمية أو بقلة التعليم. فبدون التعليم والتدريب ، لا يمكن للأرامل إعالة أنفسهن أو أسرهن. وفي بعض المجتمعات، لا تملك الأرامل حق في الإرث أو الملكية العقارية بموجب القانون العرفي والديني، أو تكون حقوقهن محدودة للغاية. وبدون حقوق الإرث، بما في ذلك غياب الحق في ممتلكات أسرتهن، تجد الأرامل أنفسهن في ظروف مالية صعبة، مما يدفع بهن للاعتماد على إحسان أقارب أزواجهن.
ففي الهند، حيث يعتبر الترمل حالة اجتماعية وضيعة وحالة متدنية من الأحوال الشخصية، يتنكر الأقارب آلاف الأرامل فيصبحون بلا مأوى، مما يجبر كثير منهن على البحث عن عمل غير نظامي كخادمات بيوت أو اللجوء إلى التسول أو البغاء. وفي بعض الحالات، يمكن أن تصبح الأرامل مسؤولات عن ديون الزوج المتوفى.
2- العنف : في عديد البلدان، ولا سيما في أفريقيا وآسيا، تجد الأرامل أنفسهن ضحايا للعنف المادي والمعنوي- بما في ذلك الاعتداء الجنسي - المتصل بمنازعات الإرث والعقار والممتلكات. وتجبر الأرامل على المشاركة في الممارسات التقليدية الضارة والمهينة بل والمهددة للحياة في إطار طقوس الدفن والحداد. ففي عدد من البلدان، تُجبر الأرامل، مثلاً، على شرب المياه التي غُسلت بها جثث أزواجهن. وقد تنطوي طقوس الحداد أيضاً على إقامة علاقات جنسية مع الأقارب وحلق الشعر والتخديش.
3- الأضرار الصحية : حيث تتأثر الصحة البدنية والعقلية للأرامل بسوء التغذية والمأوى غير اللائق والتعرض للعنف، إلى جانب غياب فرص الاستفادة من الرعاية الصحية. ولا تلبى احتياجات الصحة الإنجابية والجنسية للأرامل، إضافة إلى أن الأرامل كثيراً ما يكن ضحايا للاغتصاب. فالأرامل قليلات المناعة لاسيما في سياق فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز. وقد لا تكون المرأة على علم بأن وفاة زوجها مرتبطة بالإيدز فتخضع لطقوس التطهير عن طريق الاتصال الجنسي بالأقارب في تجاهل لحالة فيروس نقص المناعة البشرية. كما أن غياب الأمن الاقتصادي الناجم عن الترمل يدفع بعض النساء والفتيات إلى الاشتغال بالجنس.
4- الحالات المرتبطة بالنزاع المسلح : في فترات النزاع والحرب تشكل المرأة الحلقة الأضعف..وكذلك الحلقة الأكثر تعرضا للإساءة وسوء المعاملة اللفظية والجسدية وأخرى جنسية. فثمة أعداد غفيرة من النساء اللواتي ترملن بسبب النزاع المسلح. ففي بعض بقاع شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية على سبيل المثال، أفادت التقارير بأن حوالي 50 % من النساء أرامل، في حين ثمة ما يقدر بنحو 3 ملايين أرملة في العراق ، وأكثر من 70 ألف أرملة في كابول بأفغانستان. وتسعى الأرامل جاهدات إلى رعاية أنفسهن وأطفالهن في بلدانهن ، أو في مخيمات اللاجئين أو بلدان اللجوء. وقبل ترملهن، تشهد عديد الأرامل ويلات من صنوف تعذيب أو تشويه أو غيرها من ضروب المعاملة القاسية واللا إنسانية. وقد تتعرض الأرامل للعنف المتصل بالنزاعات — بما في ذلك العنف الجنسي كأسلوب من أساليب الحرب — إذ أفادت التقارير بوقوع عنف على المرأة أثناء النزاعات المسلحة أو بعدها في جميع مناطق الحرب الدولية أو غير الدولية. وقد أصيب عديد الأرامل بالإيدز خلال نزاع مسلح، وذلك بعد أن تعرضن للاغتصاب والتشويه.
أ ش أ
العالم يحيي غدا اليوم الدولي للأرامل فى ظل تزايد أعدادهن بسبب كورونا
مصر/دولى/أمم متحدة
You have unlimited quota for this service