• اليوم العالمي للمحيطات
    اليوم العالمي للمحيطات

القاهرة في 7 يونيو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم غدا "الأثنين" اليوم العالمي للمحيطات 2020 تحت شعار " الابتكار من أجل محيط مستدام "، حيث يسلط الضوء على الابتكار في المجالات الضرورية الواعدة التي تغرس التفاؤل ولها القدرة على التوسع بشكل فعال. فضلا عن أنها ستتيح منصة لقادة الفكر على اختلاف منابعهم ممن يمهدون مسارات جديدة للمضي قدما لما يعود بالنفع على المحيطات وعلى الأرض إجمالا. كما يرتبط موضوع هذا العام ارتباطا مهمة بالفترة التي تسبق عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات لأجل التنمية المستدامة الذي يستمر من 2021 إلى 2030. ويراد من العقد تعزيز التعاون الدولي بما يخدم تطوير البحث العلمي والتقنيات المبتكرة التي يمكن أن تربط علوم المحيطات باحتياجات المجتمع. وبما لا تخطر المحيطات في أذهاننا عندما نفكر في قضية المخاطر التي تواجه الصحة العامة. إلا أن الحقيقة هي أن صحة المحيطات ترتبط ارتباطا وثيقا بصحتنا. ربما تفاجأ بعضنا عند معرفة أن الكائنات الحية المكتشفة في الأعماق تستخدم لاكتشاف فيروس كوفيد - 19، وربما تفاجنا أكثر إن أدركنا أن البيئة هي التي تحمل مفتاح الحل الذي تأمله البشرية. وهذا أحد الأسباب الكثيرة التي تذكيرنا بالدور الرئيسي للمحيطات في الحياة اليومية، وإنها رئات الأرض، وتتيح معظم الأكسجين الذي نتنفسه. وشكل المحيطات أكبر مصدر للبروتين في العالم ، حيث يعتمد أكثر من 3 مليار فرد على المحيطات كمصدر أساسي للبروتين ؛ كما يعتمد أكثر من 3 مليارات فرد على التنوع البيولوجي البحري والساحلي في معايشهم. وتمتص المحيطات 30% تقريبا من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه البشر، مما يمنع تأثيرات الاحترار العالمي.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت قرارها 111/63 في ديسمبر 2008 ، اعتبار يوم 8 يونيو يوماً عالمياً للمحيطات. وتم اقتراح مفهوم "اليوم العالمي للمحيطات" لأول مرة في عام 1992 في قمة الأرض في ريو دي جانيرو كطريقة للاحتفال بمحيطنا المشترك العالمي وعلاقتنا الشخصية بالبحر ، وكذلك لزيادة الوعي بالدور الحاسم الذي يلعب المحيط في حياتنا والطرق المهمة التي يمكن للناس أن تساعد في حمايتها.

وترجع أهمية محيطات العالم - درجة حرارتها ، كيمياءها ، تياراتها وحياتها - تقود الأنظمة العالمية التي تجعل الأرض صالحة للسكن للبشرية. فمياه البحر ومياه الشرب والطقس والمناخ والسواحل والكثير من غذائنا وحتى الأكسجين في الهواء الذي نتنفسه ، يتم توفيرها وتنظيمها في نهاية المطاف عن طريق البحر. على مر التاريخ ، كانت المحيطات والبحار قنوات حيوية للتجارة والنقل. إن الإدارة الدقيقة لهذا المورد العالمي الأساسي هي سمة أساسية لمستقبل مستدام. ومع ذلك في الوقت الحالي ، هناك تدهور مستمر في المياه الساحلية بسبب التلوث وتحمض المحيطات ، مما يؤثر سلباً على عمل النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي ، وهذا يؤثر سلبا أيضا على المصايد الصغيرة.
ويشير تقرير صندوق الأمم المتحدة للبيئة ، أن المحيطات تغطي 70 % من سطح الأرض، وهي أكبر بيئة حيوية على كوكب الأرض، وتضم ما يصل إلى 80 % من جميع أنواع الحياة في العالم. فهي تنتج 50 % من الأكسجين الذي نحتاجه، وتمتص 25 % من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، وتلتقط 90 % من الحرارة الإضافية الناتجة عن تلك الانبعاثات. إنها ليست مجرد "رئة الكوكب"، بل هي أيضا أكبر بالوعة كربون في هذا الكوكب - وهي حاجز حيوي ضد آثار التغيرات المناخية. فهي ترعى تنوع بيولوجي يفوق التصور وتنتج الغذاء والوظائف والموارد المعدنية والطاقة اللازمة للحياة على كوكب الأرض من أجل البقاء والازدهار. وتقدر قيمة "اقتصاد المحيطات" في جميع أنحاء العالم بحوالي 1.5 تريليون دولار سنويا، حيث يمثل الاستزراع المائي القطاعَ الغذائي الأسرع نموا. كما يوفر الاقتصاد المرتبط بمصايد الأسماك المحيطية 350 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم. ولا يزال هنالك الكثير مما لا نعرفه حتى الآن عن المحيطات ولكن هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا بحاجة إلى إدارتها بأسلوب مستديم - على النحو المحدد في الغايات المتصلة بالهدف الرابع عشر (14) من أهداف التنمية المستدامة: الحياة تحت الماء.
وتواجه المحيطات تهديدات غير مسبوقة نتيجة للأنشطة البشرية. وستزداد حالتها الصحية وقدرتها على الحفاظ على الحياة سوءا مع نمو عدد سكان العالم وزيادة الأنشطة البشرية. وتظهر مواقع المحيطات المفتوحة أن المستويات الحالية من الحموضة زادت بنسبة 26 % منذ بداية الثورة الصناعية. كما أن المياه الساحلية تتدهور بسبب التلوث والمغذيات. وبدون جهود متضافرة ، من المتوقع أن يزداد التخثث الساحلي في 20 % من النظم الإيكولوجية البحرية الكبيرة بحلول عام 2050. وإذا أردنا معالجة بعض أكثر القضايا الحاسمة في عصرنا مثل التغيرات المناخية، وانعدام الأمن الغذائي، والأمراض والأوبئة العالمية، وتناقص التنوع البيولوجي، وعدم المساواة الاقتصادية وحتى النزاعات والصراعات، يجب أن نعمل الآن لحماية حالة محيطاتنا.

أ ش أ