• التواجد عسكرياً في أوروبا
    التواجد عسكرياً في أوروبا

القاهرة في 13 أبريل/أ ش أ/ تقرير: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
في الوقت الذي يعاني فيه العالم من تداعيات جائحة كورونا على مختلف المستويات، ثمة تنافساً أمريكياً روسياً على التواجد عسكرياً في أوروبا، تحت مظلة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد أن أشارت تقارير ألمانية إلى أن واشنطن تسعى لتجديد ترسانتها النووية الموجودة في ألمانيا بتكلفة تصل لنحو عشرة مليارات دولار، وأنها ستستبدل الصواريخ القديمة الموجودة، وهي من نوع "بي 61 – 3" و"بي 61 – 4" بأخرى محدثة من نوع "بي 61 – 12" بحلول عام 2024 كأقصى حد.

وكانت البحرية الأمريكية خلال فبراير 2020، قد نشرت رأسا نوويا محدود القوة من طراز "دبليو 76-2" على صاروخ بالستي يطلق من غواصة، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون في بيان لها، موضحة أن الهدف من نشر السلاح الجديد "تعزيز الردع" ومنح الولايات المتحدة قدرة على رد "أسرع ولكن أقل فتكا".

ووفقاً للتقارير الألمانية، فإن الصواريخ الأمريكية الموجودة في قاعدة "بوشل"، لديها قدرة متفجرة بين 50 و170 كيلو طن، وهو أكبر بـ4 إلى 13 مرة من القدرة التفجيرية للقنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما في اليابان عام 1945.

وحسبما ذكرت التقارير، فإنه تم اختيار قاعدة "بوشل" بسبب تمركز "سرب الدفاع الجوي الفني" للجيش الألماني فيها، وفي حال حصول أي هجوم بقنابل نووية، فإن طياري سلاح الجو سينقلون القنابل النووية بطائرات التورنادو الألمانية ويلقونها في الهدف، وهنا تريد واشنطن تطبيق ما يسمية خبراء الأمن والاستراتيجية بـ "المشاركة النووية" الذي يمكن لألمانيا الدولة غير النووية المشاركة من خلاله في القنابل النووية الأمريكية، والمهام موزعة فيه بشكل واضح، فالأرقام السرية لتشغيل القنابل النووية لا يعرفها إلا الجيش الأمريكي، لكن إلقاءها سيكون من مهام الجنود الألمان.

لماذا التحديث؟

خلال الحرب الباردة نصبت الولايات المتحدة الأمريكية أوروبا الغربية على مساحات واسعة، أسلحة نووية لمنع الاتحاد السوفيتي من تنفيذ هجوم، والكثير من هذه الأسلحة سحبتها الحكومة الأمريكية بعد 1991، لكنها تركت حزمة تُقدر بـ 150 قنبلة نووية في أوروبا، وهي موزعة على العديد من الدول: إيطاليا وتركيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا.

أولاً: يأتي إقدام الولايات المتحدة على قرارها بتحديث هذه الأسلحة في إطار استراتيجية "السلام النووي" القائم على ردع الخصوم وعدم إغرائهم ببدء الحرب، فضلاً عن أنها تشكل "إشارة ردع واضحة بالنسبة إلى كل خصم محتمل"، كما ورد في الشرح الذي وضعته الحكومة الأمريكية في فبراير 2018 لاستراتيجيتها النووية.

لمتابعة تقارير وتحليلات مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/