القاهرة في 3 أبريل / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاثودراسات الشرق الأوسط
يحيي العالم غدا اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام ، ويركز الاحتفال هذا العام 2020 علي شعار " معا في العمل على إزالة الألغام " حيث يهدف إلي استمرار الجهود التي تبذلها الدول، بمساعدة من الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة المشاركة في الأعمال المتعلقة بالألغام، للقيام، حسب الاقتضاء، بتشجيع بناء قدرات وطنية وتطويرها في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام في البلدان التي تشكل فيها الألغام والمخلفات المنفجرة للحرب تهديدا خطيرا على سلامة السكان المدنيين المحليين وصحتهم وأرواحهم، أو عائقا أمام جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعيدين الوطني والمحلي. وتعتبر الإجراءات المتعلقة بالألغام عملاً إنسانياً لإنها تنقذ الأنفس. وتضمن تلك الإجراءات إيجاد الألغام الأرضية وأخطار المواد المنفجرة في المناطق التي مزقتها الحروب ومن ثم تدمير تلك الألغام والمواد، مما يمكن في نهاية المطاف من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها. وتنسق إدارة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام أعمال فرق لتطهير الطرق والمدارج من المواد المنفجرة فضلا عن تدريب السكان المحليين على إزالة الألغام والتخلص من المواد المنفجرة. ولذا، فعمل هذه الإدارة الأممية هو عمل أولي حاسم في الجهود الإنسانية التي تبذل في ما بعد.
وكان عمل دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام خلال العشرين سنة الماضية مدفوعات دوما باحتياجات المتضررين، حيث أُعد لمواجهة تهديد مخاطر المنفجرات التي يواجهها المدنيون وحفظة السلام والعاملون في المجال الإنساني. وتعمل دائرة الأمم المتحدة لمكافحة الألغام على حماية الأنفس وتسيهل نشر البعثات الأممية وتقديم المساعدة الإنسانية وحماية المدنيين ودعم جهود العودة الطوعية للمشردين داخليا واللاجئين وتعزيز الأنشطة الإنسانية وأنشطة الإنعاش وبذل جهود دعوية في ما يتصل بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي.
ويصل عدد الألغام في العالم إلى أكثر من 110 ملايين لغم منتشرة في 70 دولة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا، كما يصل مخزون العالم من الألغام قرابة 250 مليون لغم في 80 دولة ، في حين تبلغ تكلف إزالتها مليارات الدولارات، ورغم ذلك فإن معدلات نشر ألغام جديدة أصبحت تسير بوتيرة أسرع. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت بموجب قرارها 97/60 في ديسمبر 2005، اعتبار يوم 4 أبريل من كل عام رسميا اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام.
وكشف تقرير الحملة الدولية لحظر الألغام لعام 2019، إلي خطورة مشكلة الألغام التي تعد من الأسلحة الفتاكة والتي لها تأثير طويل الأمد على الشعوب عقب انتهاء الحرب بعقود طويلة، فهي تحول دون تطوير المساحات التي بها حقول للألغام، وتعرض البشر وثرواتهم الحيوانية لأخطار لا يزول أثرها عبر السنوات، وأكثر الناس تأثراً هم البدو الرحل والرعاة والفلاحون المقيمون في القرى التي تقع على حدود الصحراء، والبادية وبالطبع ثرواتهم الحيوانية.
وقد استقر على تعريف محدد للغم ، بأنه شحنة شظايا موجهة يمكن نسفها بفعل ضحيتها بمرور الوقت. ويرى العسكريون أن اللغم شراك خداعي مثل اللغم المضاد للأفراد الذي يتم وضعه تحت سلك اعتراضي مصمم لاصطياد الضحية التي تحاول فك اللغم عندما ينصرف انتباهها عن الأرض، بينما تقوم بتتبع السلك. ويصل عددها إلى أكثر من 110 ملايين لغم منتشرة في 70 دولة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا. كما يصل مخزون العالم من الألغام قرابة 250 مليون لغم في 80 دولة وعلى رأسها الدول المصنعة للألغام مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند وباكستان. وأشار تقرير الحملة إلى أن أكثر من 3 آلاف شخص لقوا حتفهم، وأصيب نحو 3800 آخرين العام الماضي، مضيفا أن معظم الخسائر البشرية وقعت في مناطق الصراع مثل أفغانستان ومالي وميانمار ونيجيريا وسوريا وأوكرانيا. ويشار إلى أنه خلال العام الماضي، قامت القوات الحكومية والجماعات المسلحة بنشر ألغام أرضية جديدة في ميانمار، واليمن وأفغانستان وباكستان والهند ونيجيريا، في حين تمت إزالة الألغام عن مساحة مقدرة بـ 150 كيلومتر مربع حول العالم بتكلفة 700 مليون دولار.
وخلال العقود الأخيرة بذلت جهود دولية وغير حكومية من قبل منظمات عالمية شتى لمواجهة الألغام الأرضية في العالم، بدأت منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي. وقد ساهمت "معاهدة أوتاوا لحظر الألغام" في إيقاف إنتاج واستخدام الألغام في معظم الدول، على الرغم من حجم الخسائر المرتفع.
إن استخدام الألغام لا يقتصر على الجيوش النظامية، وإنما يشمل أيضاً جماعات المتمردين والفاعلين غير الحكوميين ، حيث يشير التقرير إلى عدد من الاعتبارات التي تفسر الإقبال الشديد على حيازة وزرع الألغام الأرضية منها: سهولة تصنيعها، وسهولة الحصول عليها من مصادر التوريد الخارجية، كما تستخدم لسد العجز في نقص القوات. كما يسهل استخدامها دون الحاجة إلى مهارات فنية عالية، كما أنها رخيصة الثمن، إذ يتراوح سعر اللغم الواحد ما بين 3 إلى 30 دولاراً.
أما ضحايا الألغام وعددهم 26 ألف ضحية سنوياً 80% منهم مدنيون على مستوى العالم . وهناك 11 دولة هي الأكثر تضرراً من وجود الألغام على أراضيها، وتأتي كمبوديا على رأس قائمة هذه الدول حيث يوجد بها 15 مليون لغم أرضي، وهناك مصاب بين كل 384 مواطن كمبودي وباقي القائمة تضم: أفغانستان (10 مليون لغم)، أنجولا (14 مليون لغم)، البوسنة والهرسك (3 ملايين لغم)، كرواتيا (3 ملايين لغم)، أريتريا (مليون لغم)، العراق (10 ملايين لغم)، موزمبيق (3 ملايين لغم)، الصومال (مليون لغم)، السودان (مليون لغم)، فيتنام (4 ملايين لغم).
أ ش أ
"معا في العمل على إزالة الألغام"... شعار اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام 2020
مصر/عالمى/أمم متحدة
You have unlimited quota for this service