القاهرة في 9 يناير / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
علي هامش فاعليات القمة العالمية لطاقة المستقبل المنعقدة حاليا بالعاصمة الأماراتية أبو ظبى ، تحتضن القمة يوم (الأثنين ) المقبل "منتدي المدن الذكية الأول" ، حيث سيسلط المنتدى الجديد الضوء على السبل التي يمكن عبرها للتقنيات الحديثة المساهمة في تعزيز مستوى السعادة والصحة والاستدامة والأمان في مدن الشرق الأوسط والعالم. وتشير التوقعات إلى أن قيمة سوق المدن الذكية باتت مهيأة للوصول إلى تريليوني دولار بحلول 2025، وفقاً لتقرير شركة فروست آند سوليفان. ويبلغ عدد المدن الكبرى حول العالم التي يزيد تعداد سكانها على عشرة ملايين نسمة، 33 مدينة حول العالم، وهو رقم تتوقع «يورومونتر» أن يصل إلى 39 مدينة بحلول عام 2030.
وسيناقش منتدى المدن الذكية ، مجموعة متنوعة من الموضوعات بمشاركة نخبة من خبراء القطاع. وستتناول حلقات النقاش موضوعات مثل التقنيات التي تدعم تطور المدن الذكية، إلى جانب التخطيط الحضري المستدام، ودور شبكات اتصال الجيل الخامس في تعزيز الترابط الشبكي في المدن الذكية، وسُبُل الحد من الهجمات الإلكترونية، وخفض الانبعثات الكربونية فضلاً عن أهمية تعزيز كفاءة وسائل استهلاك المياه والطاقة، إضافة إلى أهمية معرض إكسبو دبي 2020.
ومن المقرر أن يشارك في المنتدى ممثلون رفيعو المستوى لعدد من الجهات الحكومية والشركات الرائدة مثل دائرة الطاقة في أبوظبي؛ وشركة "أوريكون"، الشركة الهندسية الرائدة في مجال التصميم والاستشارات؛ وشركة "إيكار"، أول وأكبر مشغل لمشاركة تأجير السيارات في الشرق الأوسط؛ وشركة "إيفيرا"، شركة السيارات الكهربائية الناشئة التي تتخذ من دبي مقراً لها وتسعى لتحقيق التنقل المستدام؛ وشركة اتصالات، إحدى مجموعات الاتصالات الرائدة عالميًا؛ إضافة إلى الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول ؛ وبنك "إتش إس بي سي"، الذي يدعم عمليات تمويل مشاريع الاستدامة والمدن الذكية؛ إضافة إلى شركة "كيلا ديزاين" للهندسة المعمارية التي تتخذ من دبي مقراً لها، والتي صممت متحف المستقبل في دبي. كذلك سيتم مناقشة موضوعات عديدة على طاولة النقاش في المنتدى مثل شبكات الجيل الخامس والتنقل الذكي ، وأوضح البروفيسور "جريج كلارك" كبير المستشارين مدن المستقبل والقطاعات الناشئة في بنك "إتش إس بي سي"، والذي سيشارك خلال المنتدى في حلقة نقاش بعنوان "البيئة المستدامة 2050" أنه في الوقت الذي تشهد فيه المدن العالمية توسعاً بوتيرة متسارعة، يتعين على صناع القرار في المدن والشركات الاستفادة من الاستثمارات الجديدة والتقنيات الناشئة لإيجاد حلول أكثر فعالية للتحديات المتعلقة بجودة الهواء والازدحام المروري وانبعاثات الكربون وتراجع جودة البنية التحتية. وأضاف كلارك ، أن معرض ومنتدى المدن الذكية يشكل منصة متميزة لتسليط الضوء على الدور الذي يمكن أن تلعبه البنوك الرائدة في توفير رؤوس الأموال اللازمة لتمويل مشاريع البنية التحتية ودهم الاكتشافات والاختراعات وخلق فرص أعمال جديدة، مؤكداً أن بنك "إتش إس بي سي" يساعد الشركات على إعادة التفكير في الفرص التي يوفرها التحول الحضري إلى جانب تعزيز العائدات المحلية والخارجية ليس للمجتمعات فحسب وإنما لكوكبنا بأكمله.
وتتبع حكومات دول مجلس التعاون الخليجي وعدد كبير من حكومات العالم العربي أفضل الممارسات العالمية في نشر شبكات الجيل الخامس فائقة السرعة للهواتف المحمولة، حيث تتوقع الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول في تقريرها "تقنية الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: مشغلو خدمات الاتصال في مجلس التعاون الخليجي نحو ريادة عالية"، أن تشكل اتصالات شبكات الجيل الخامس ما نسبته 16% من إجمالي اتصالات الهواتف المحمولة في دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2025. وبدوره أكد جواد عباسي، رئيس الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن معرض ومنتدى المدن الذكية في أبوظبي يوفر فرصاً حقيقية لتسليط الضوء على الإيجابيات التي يمكن أن تجنيها المدن الذكية التي تستفيد من السرعات الفائقة لتقنية الجيل الخامس وذلك من خلال اتخاذ قرارات أكثر فعالية في الوقت الفعلي، من شأنها تعزيز التحول الرقمي عبر جميع القطاعات وضمان مستويات جديدة من السلامة في المدن فضلاً عن تعزيز مؤشرات الاستدامة والكفاءة.
وسيتم خلال الحدث أيضاً تسليط الضوء على موضوع "المواصلات والتنقل"، مع جلسات نقاش عديدة أهمها "تعزيز التواصل في المدينة من خلال التنقل الذكي" و"أهمية اقتصاد المشاركة في ضمان مدن ذكية وأكثر استدامة". وتتطلّع شركة "إيكار"، أكبر مشغل لمشاركة تأجير السيارات في الشرق الأوسط، تشغيل حوالي 10 آلاف سيارة "إيكار" بخدمة مشاركة السيارات وفق نظام الدفع الفوري بالدقيقة وتسجيل أكثر من مليون عضو من دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بحلول عام 2021. ومن جهته، أشار "فيلهيلم هيدبيرغ" الرئيس التنفيذي لشركة "إيكار"، تعتبر منصات النقل الذكية والمشتركة من الركائز الأساسية لمستقبل التنقل المستدام في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم، نظراً لما تقدمه من خدمات من شأنها الحد من الازدحام المروري وتوفير خيارات للتنقل بأسعار معقولة، وتعزيز السلامة المرورية. ويعد معرض ومنتدى المدن الذكية الأول فرصة مهمة لشرح كيفية توحيد جهود القطاعين العام والخاص لدعم وتشجيع المشاريع واتخاذ تدابير رامية لتهيئة بيئة مشجعة لأصحاب الأعمال وتعزيز الابتكارات في مجال التنقل.
ويوفر معرض ومنتدى المدن الذكية فرصة مثالية لتسليط الضوء على ابتكارات التنقل الذكية في دولة الإمارات العربية المتحدة مثل مركبات النقل الجوية، ووحدات التنقل ذاتية الحكم، وأنظمة الهايبرلوب الحديثة. وقال "نديم شاكر" المدير الفني ومسؤول تخطيط النقل ووسائل التنقل المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسطة في شركة أوريكون، تعد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من التقنيات المهمة التي تلعب دوراً محورياً في تعزيز وسائل التنقل الذكي، لا سيما وسائل النقل ذاتية القيادة، حيث تساعد الحلول المستندة إلى الذكاء الاصطناعي في توفير بيانات تنبؤية حول الطلب على خدمات النقل من جانب الركاب إلى جانب التخطيط بشكل أكثر فعالية للرحلات وضمان مستويات أعلى من السلامة المرورية باستخدام نظام آلي يقوم على تنظيم شبكات النقل والتفاعل مع المركبات المتصلة الأخرى.
وأكدت الدكتورة " لمياء نواف فواز" المدير التنفيذي لإدارة الهوية المؤسسية والمبادرات الاستراتيجية في «مصدر»، أن تحقيق الاستدامة في المدن والبيئات الحضرية يواجه تحديات كبيرة تبدأ بتشييد المباني، وإقامة منظومات النقل والاتصالات، وصولاً إلى مدى كفاءة توصيل الطاقة واستهلاكها، والقدرة على توفير الغذاء والمياه النظيفة للسكان. وأضافت فواز، أن معرض ومنتدى المدن الذكية يقدم منصة مهمة لإلقاء الضوء على مدى مساهمة أحدث الابتكارات في تشييد الجيل الجديد من المدن والمجتمعات الحضرية المترابطة التي من شأنها رفع مستوى التنافس الاقتصادي والارتقاء بنمط حياة السكان نحو الأفضل.
وتعريف المدن الذكية ، هي المدن التي تستخدم حلول تكنولوجية مبتكرة بهدف تحسين مستوى الحياة والخدمات التي يتلقاها المواطنون والزوار. وتعتمد المدن الذكية بشكل أساسي على استخدام التكنولوجيا الخاصة بإنترنت الأشياء ، وذلك من أجل ربط المكونات المختلفة ضمنها وتشكيل شبكة، بحيث أن كل مكون ضمن هذه الشبكة يكون مسؤولًا عن استشعار وتجميع مجموعة محددة من البيانات. وبذلك تصبح هذه المدن قادرة على جمع البيانات المختلفة من هذه الشبكة وبالتالي من أنحاء المدينة. وتشكل هذه البيانات التي يتم تجميعها من الشبكة، الأساس الذي يتم استخدامه في بناء حلول تكنولوجية مبتكرة لإدارة موارد وخدمات المدن مثل شبكة النقل، شبكة التزويد بالمياه، شبكة التزويد الكهرباء، الكراجات، ضبط الأمن، وخدمات إطفاء الحرائق وغيرها الكثير. وتسمح المبادرات والمشاريع التي تطلق في إطار تحويل المدن إلى مدن ذكية إلى تحسين مستوى الحياة وتوفير الوقت والتكاليف بالنسبة لمواطني المدينة وزوارها وفي تحسين أساليب الاستفادة من البنى التحتية والخدمات المقدمة لهم. كذلك تساهم في مساعدة الدولة في توفير ما يمكن توفيره من تكاليف وموارد، وفي زيادة التواصل بين الحكومة والمواطنين. مما سينعكس بدوره في المساهمة في ضمان الاستمرارية في المستقبل. كما أن هناك بعض المبادرات في إطار مفهوم المدن الذكية التي تساهم في حال تطبيقها في الحفاظ على البيئة.
وحسب دراسة لمعهد ماكينزي العالمي، فإن أكثر 600 مدينة في العالم - من حيث سرعة النمو والتطور- ستكون مولدة لحوالي 60% من النمو الاقتصادي الدولي وذلك بين 2010- 2025 . ولذا وحتى تضمن هذه المدن الوصول لهذا المستوى من النمو والحفاظ عليه، لابد لها من أن تستعد لمواجهة مشاكل ازدياد عدد السكان في المدن والتغيير المناخي، وذلك بإيجاد طرق تساهم بإدارة أفضل وأكثر كفاءة للموارد والبنى التحتية. وترى العديد من الدول أن المبادرات والمشاريع التي تطبق في إطار مفهوم المدن الذكية ، هي الحل لهذه المشاكل وهو الذي سيضمن نموها، والاستغلال الأمثل لمواردها وبناها التحتية وحل العديد من المشكلات وتوفير حياة أفضل للمواطنين والزوار مما سينعكس بدوره على كافة مناح المجتمع.
أ ش أ
قمة طاقة المستقبل بأبوظبي تحتضن الأثنين المقبل "منتدى المدن الذكية الأول"
مصر/عالمى/متنوع
You have unlimited quota for this service