• القوات الأمريكية
    القوات الأمريكية

القاهرة في 23 أكتوبر/أ ش أ/ تحليل كتبه: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
تكتسب القمة الروسية التركية التي عُقدت أمس /الثلاثاء/ في المدينة الروسية "سوتشي" وجمعت الرئيسين الروسي بوتين والتركي أردوغان، أهمية محورية ومفصلية في تشكيل خريطة القوى في المنطقة بعد خطة واشنطن التي تقضي بانسحاب قواتها من شمال شرق سوريا وإعادة تمركزها مرة أخرى في قواعد عراقية على الحدود مع دمشق.

جاءت هذه القمة بعد الجولة الخليجية للرئيس بوتين والتي شملت الامارات والسعودية وبعد اللقاء الذي عقد في أنقرة بين أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي بنس والذي تم بموجبه وقف العملية العسكرية التركية في الشمال السوري لمدة 120 ساعة وذلك للسماح للقوات الكردية بالانسحاب إلى العمق السوري.

وبدا في موسكو أن التركيز خلال القمة الروسية - التركية انطوي على ثلاثة ملفات رئيسية، تشمل تعزيز التنسيق الأمني العسكري لمنع فرار آلاف المعتقلين من تنظيم "داعش" في المنطقة الشمالية، وآلية دفع حوار سياسي مباشر بين أنقرة ودمشق، وتسريع إنهاء العملية العسكرية التركية بهدف عدم التأثير على إطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية المقررة بعد أيام.

"اتفاق أضنة" معدل

تبدو روسيا مستعدة للمساعدة في إطلاق حوار بين تركيا وسوريا، بشرط أن يستند إلى اتفاقية أضنة الموقعة بين البلدين عام 1998، كما تدعم موسكو كذلك إدخال تغييرات على اتفاقية أضنة إذا رغبت أنقرة ودمشق في ذلك.

كان الاتفاق وقع بين الطرفين بعد أزمة كبرى وقعت في 1998 أسفرت عن حشد تركيا لقواتها على الحدود بحجة قطع الدعم المتواصل الذي كانت تقدمه دمشق لتنظيم حزب العمال الكردستاني، وإيوائها زعيمه عبد الله أوجلان، والسماح له بإقامة معسكرات على أراضيها.

وضم الاتفاق أربعة ملاحق اشتملت على تلبية المطالب التركية ونصت على احتفاظ تركيا بممارسة حقها في الدفاع عن النفس، وفي المطالبة بـ"تعويض عادل" عن خسائرها في الأرواح والممتلكات، إذا لم توقف سوريا دعمها لـ"حزب العمال الكردستاني"، وفي حينها نص الاتفاق على حق تركيا في التوغل داخل الأراضي السورية حتى عمق خمسة كيلومترات في إطار عمليات مكافحة الإرهاب.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/