حوار أجراه: سمير حافظ
أكدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مدير مؤسسة "فن" ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، حرص إدارة المهرجان على الاستفادة من التجارب والخبرات الدولية الناجحة والمهرجانات العالمية المتميزة من أجل تطوير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي من ناحية الشكل والمضمون بشكل متواصل، وتفادي أي أخطاء قد تحدث.. لافتة إلى أن التفاعل مع المهرجان أصبح رائعا ويزداد عاما بعد عام.
وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي - في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط - "إننا نحرص دائما على القيام بزيارات لمهرجانات عالمية مثل مهرجاني "كان" و"برلين" وغيرها من المهرجانات وذلك بشكل سنوي للاستفادة منها، ولاحظنا أن هناك بعض المهرجانات تفتقد للإمكانيات.. ونسعى دائما لتطوير الشكل والمضمون بشكل مستمر، واستفدنا من مهرجان "كان" بشكل كبير لأن مستواه الفني مرتفع للغاية.. ونستفيد من النجاح الذي تحققه ومن الأخطاء كذلك".
وأضافت "أننا نسعى لتطوير المهرجان بالتدرج بشكل صحيح من مرحلة إلى أخرى مع الحذر، وعدم تعجل التطوير بشكل سريع، لأن لكل مرحلة أهدافها وتطور الأفكار أمر مهم بما يتناسب مع مجتمعاتنا العربية والاستفادة من الخبرات العالمية".. لافتة إلى أن مهرجان الشارقة يركز على الطفل والشاب، وأن كل أفراد الأسرة يحرصون على الحضور والمشاركة في ورش وفعاليات المهرجان للاستمتاع، ومسئولي مهرجانات دولية أشادوا بمستوى وتطور مهرجان الشارقة السينمائي الدولي".
وعن معايير اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان، أشارت إلى أنه رغم تضاعف عدد الأفلام المشاركة ثلاث مرات عن العام الماضي، إلا أن هناك معايير محددة لانتقاء الأفلام المشاركة تتمثل في ضرورة ألا تتطرق للسياسة وألا تخدش الحياء وأن تكون تحمل فكرة ذات مضمون هادف.
وقالت "يشارك في المهرجان أفلام من صنع الأطفال وهناك أفلام يتم قبولها وأخرى يتم رفضها من صنعهم، وتحرص إدارة المهرجان على التوضيح للأطفال سبب رفض أفلامهم والأخطاء التي وقعوا فيها، ليتفادوها عندما يتقدموا للمشاركة في الدورات التالية للمهرجان وبالتالي لا يصبح الهدف من المهرجان ترفيهي فحسب وإنما ترفيهي وتعليمي للنشء".
ونوهت إلى أن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يدعم بشكل متواصل الثقافة والاهتمام بالنشء، وأن إنشاء مهرجان مخصص للطفل فكرة قرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، حيث ينصب الاهتمام على الطفل والشباب والأسرة من كافة النواحي من خلال الفن.. وقد تم البدء بمهرجان مخصص للطفل.
ولفتت إلى أنه في العام الماضي عندما لمس الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي تطور المهرجان في حفل الافتتاح قرر إضافة فئة الشباب للمهرجان في مسيرة تطوير السينما العربية والارتقاء بالفن السابع ببصمة عربية تعكس قيم وتطلعات الشباب العربي.
وأكدت أن العرب لديهم القدرة على النجاح والوصول للعالمية في صناعة السينما لأن الشعوب العربية غنية بالكفاءات والمواهب.. وينبغي التركيز على المضمون والثقة بقدراتنا.. مشيرة إلى أنها عندما قامت بزيارة متحف الأنيميشن في كوريا، وجدت غرفة للرسوم المتحركة الأمريكية واليابانية والأوروبية ولكنها لم تجد غرفة للرسوم المتحركة العربية وأن مهرجانا كوريا مؤخرا بدأ يطلب مشاركة أفلام عربية، وأنها أخطرت مسئوليه بأنها أرسلت 7 أفلام إماراتية للمشاركة وأنها تتواصل حاليا معهم لفتح غرفة للرسوم المتحركة العربية.
وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي إن مهرجان الشارقة يستقبل هذا العام أكثر من 80 ضيفا من مختلف أنحاء العالم، وبشهادة الجميع تفوق مهرجان الشارقة على العديد من المهرجانات في العالم..لأنه يتطور من دورة لأخرى.. وتلقينا اتصالات من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في المهرجان.
وأشارت إلى أنه تم اختيار إحدى لجان تحكيم المهرجان من الأطفال ممن لديهم شغفا واهتماما بالفن والسينما، وتكسبهم تلك المشاركة الجرأة على الحوار والتحدث بلباقة.
وعن التحديات التي تواجه مهرجان الشارقة السينمائي الدولي، قالت مدير المهرجان إن التحدي الأول كان يتمثل في توعية الجمهور في الإمارات بأهمية وقيمة المهرجان والأفلام التي يعرضها للنشء وكيف يمكنهم الاستفادة منها وكيف يمكن للأطفال أن يصنعوا أفلاما بأنفسهم، حيث لم يكن الحضور كثيفا في الدورة الأولى التي كانت تخلو من ورش العمل والفعاليات.
وأوضحت أن المهرجان يستهدف نقل المعلومة للطفل بطريقة صحيحة وتعليم الأطفال السلوكيات السليمة وتوعيتهم بخطورة السلوكيات الخاطئة، وذلك من خلال حسن اختيار الأفلام المناسبة التي تتناول العديد من القيم والسلوكيات الصحيحة.. مشيرة إلى أن التمتع بمختلف الفنون حق طبيعي لكل طفل، ومن هذا المنطلق فإن المهرجان يستهدف كل أطفال العالم، ولا يغفل الأطفال الأيتام وتقديم أفلام عن اللاجئين ومن صنع اللاجئين الأطفال، لأنهم يعيشون معنا في مختلف بلدان العالم.
ونوهت إلى أن التحدي الثاني الذي كان يواجه مهرجان الشارقة يتمثل في عدم مشاركة أفلام عربية بصفة عامة وإماراتية بصفة خاصة.. والآن أصبح المهرجان لديه مشاركات عربية وتشارك الإمارات حاليا بـ7 أفلام وهذا أمر رائع.
وعن أهمية حث الأطفال على القراءة، أشارت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي إلى أن أحد أكبر معارض الكتاب في العالم تقام في الشارقة، التي تم اختيارها كعاصمة للكتاب ونحث دائما على القراءة.. مؤكدة أهمية اهتمام كل أسرة بجذب الطفل نحو الكتاب.. ولفتت إلى أن هناك عدة عوامل تسهم في جذب الطفل نحو الكتاب من بينها أن يكون الكتاب جذابا للطفل من خلال الاهتمام بالصور والألوان وطريقة توصيل المعلومة للطفل وتواجد الكتاب داخل البيوت يجعل هناك دافع لدى الطفل للقراءة.
وأضافت "من الممكن أن يكون هناك تأثير للكتاب لا يقل أهمية عن تأثير الفيلم على الرغم من أن السينما بعناصر إبهارها تجذب الطفل بشكل أكبر، ولذلك فإن شكل الكتب التقليدية تطور إلى الإلكترونية، ولابد من جذب الطفل للقراءة بالشكل الذي يعجبه من خلال مواكبة التطور".
مؤسسة "فن" الإماراتية: مهرجان الشارقة السينمائي يستفيد من خبرات العالم بما يتناسب مع المجتمعات العربية
مصر/مهرجان الشارقة/منوعات
You have unlimited quota for this service