• انتخابات رئاسية في أفغانستان على وقع التفجيرات والهجمات
    انتخابات رئاسية في أفغانستان على وقع التفجيرات والهجمات

القاهرة في 30 سبتمبر /أ ش أ/ تقرير: شحاتة عوض (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

في بلد مثل أفغانستان يعيش حربا طاحنة منذ عقود وينام مواطنوه ويصحون على وقع التفجيرات والهجمات، يبدو مجرد إجراء انتخابات عامة واكتمال إجراءاتها إنجازا سياسيا كبيرا في حد ذاته، بغض النظر عن نسبة المشاركة أو النتائج التي ستسفر عنها تلك الانتخابات.
هكذا ينظر المراقبون والمتابعون للشأن الأفغاني إلى الانتخابات الرئاسية التي جرت في أفغانستان قبل يومين في ظل حالة من التوتر الأمني اللافت، وعلى وقع التفجيرات والهجمات التي شنتها حركة طالبان في مسعى منها لتعطيل العملية الانتخابية.
وكانت حركة طالبان قد استبقت الانتخابات بدعوة الناخبين الأفغان لمقاطعتها، وهددت -في بيان لها- بشن العديد من الهجمات على مراكز الاقتراع في محاولة منها لمنع اجراء الانتخابات، وهو ما دفع السلطات الأفغانية لنشر أكثر من 70 ألف عنصر أمني لتأمين وحراسة نحو 5 آلاف مركز اقتراع في أنحاء البلاد.. لكن هذه الاجراءات الأمنية المشددة لم تحل دون وقوع العديد من الهجمات والتفجيرات التي شنها عناصر طالبان في مناطق متفرقة من أفغانستان أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا والمصابين.
وقُدر عدد الهجمات التي شنتها حركة طالبان في عموم أفغانستان يوم الانتخابات بنحو 68 هجوما، وذلك وفق ما أعلن وزير الداخلية الأفغاني مسعود أندرابي، الذي أكد أنه رغم تلك الهجمات، التي سقط خلالها قتلى ومصابون من رجال الأمن والمدنيين، فإن محاولات طالبان لإفشال عملية إجراء الانتخابات باءت بالفشل.
ولم تفسد أعمال العنف، التي رافقت الانتخابات، هذا الاستحقاق الانتخابي المهم، والذي يراهن الأفغان على أن يساهم في استعادة الاستقرار المفقود إلى البلاد، فقد وصفتها رئيسة المفوضية المستقلة للانتخابات في أفغانستان حوا علم نورستاني بأنها "الأكثر تنظيما في تاريخ الانتخابات الأفغانية".. فيما أكد عبد الله خالد وزير الدفاع الأفغاني أن العملية الانتخابية تمت دون أي تهديدات أمنية خطيرة.
ورغم نسبة المشاركة المنخفضة نسبيا بسبب الظروف الأمنية، إلا ان الانتخابات شهدت مشاركة نسائية واسعة رغم تهديدات حركة طالبان، ووفقا لأرقام اللجنة المستقلة للانتخابات شكلت النساء نحو ثلث الناخبين المسجلين في قوائم الاقتراع، والبالغ عددهم أكثر من 9.6 مليون ناخب أفغاني.
وتشير التقارير إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة، هي الأدنى مقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة، حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة ربع عدد الناخبين المسجلين مقارنة بانتخابات 2014، والتي بلغت فيها نسبة المشاركة قرابة 50%.
ويعزو مراقبون هذا الانخفاض في نسبة المشاركة إلى التهديدات الأمنية، وضعف الحملات الانتخابية للمرشحين، نظرا لاعتقاد الكثيرين بأن الانتخابات قد تؤجل.
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط ، يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة .
/ أ ش أ /