القاهرة في 15 أغسطس / أ ش أ/ تحليل إخباري كتبه شحاتة عوض ...(مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط )
قبل أيام أعلن مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة تخطط لخفض عدد قواتها في أفغانستان من 14 ألف جندي حاليا إلى ما يقارب تسعة آلاف خلال بضعة أشهر، ويعكس هذا الإعلان، في رأي الكثير من المراقبين، تفاؤلا واضحا لدى الإدارة الأمريكية بقرب التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان الأفغانية، يتوج سلسلة من جولات المفاوضات المباشرة المتواصلة بين الجانبين منذ نحو عام ، وينهي أطول حرب عسكرية أمريكية خارجية، والتي امتدت على مدى نحو 18 عاما،كما يفتح الباب لوضع حد للحرب الأفغانية التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من المواطنين الأفغان.
وكانت الجولة الأخيرة من محادثات السلام بين ممثلين عن حركة طالبان والولايات المتحدة، والمستمرة منذ نحو عام، قد عقدت أوائل شهر أغسطس الجاري ، وقد وصف مسؤولون أمريكيون، هذه الجولة من المفاوضات، والتي تعد الثامنة من نوعها بين الجانبين، بأنها المرحلة الأكثر حسما في جهود إنهاء الحرب في أفغانستان.
لكن هذه الجولة انتهت بدون التوصل لاتفاق نهائي كما كان مؤملا، فقد أعلن ممثلو الجانبين عن التوصل لتوافق بشأن بعض النقاط الخلافية، بينما بقيت نقاط أخرى عالقة ، وأن كلا الجانبين سيتشاور مع قادته بشأن ما تم التوصل إليه ، قبل التوقيع على اتفاق السلام المرتقب.
وتسعى حركة طالبان، من خلال هذه المفاوضات، إلى انتزاع موافقة أمريكية على جدول زمني للانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية من أفغانستان،وينتشر في أفغانستان حاليا نحو 20 ألف جندي أجنبي، معظمهم أمريكيون، في إطار مهمة لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة لتدريب ومساعدة القوات الأفغانية وإمدادها بالمشورة.
في المقابل تريد الولايات المتحدة الحصول على ضمانات من طالبان بعدم استخدام الأراضي الأفغانية مستقبلاً، منطلقاً لأي جماعات مسلحة أو إرهابية مثل القاعدة أو داعش، لشن هجمات ضد مصالح أمريكا وحلفائها، حيث قال كبير المفاوضين الأمريكيين مع طالبان، وسفير أمريكا السابق في أفغانستان "زلماي خليل زاد :"إن جهدا مضنيا يبذل لكي تكون أفغانستان دولة ذات سيادة لا تشكل تهديداً لأي دولة أخرى"، كما تسعى لإلزامها بالعمل على تقاسم السلطة مع الحكومة الحالية في كابول.
وقد تحدثت تقارير إعلامية أفغانية عن أن اتفاق السلام المرتقب بين طالبان والولايات المتحدة، سيتضمن سحب خمسة آلاف جندي أمريكي من أفغانستان خلال أربعة أشهر، بينما سيتم سحب بقية القوات خلال عامين من توقيع الاتفاق، كما يتضمن الاتفاق قيام القوات الأمريكية والقوات التابعة للحكومة الأفغانية، بالإفراج عن أسرى حركة طالبان لديهم، والذين يُقدر عددهم بما بين خمسة إلى عشرة آلاف أسير.
هذه التطورات اللافتة بقدر ما تفتح نافذة أمل في إمكانية وضع حد للحرب الأهلية الطاحنة الدائرة في أفغانستان، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين الأفغان، فإنها تطرح في الوقت نفسه تساؤلات عديدة بشأن مستقبل الأوضاع في أفغانستان، والترتيبات الأمنية والسياسية التي ستعقب التوصل لأي اتفاق سلام بين الولايات المتحدة وطالبان.
وفي مقدمة تلك الأسئلة ما يتعلق منها بملامح المشهد السياسي والأمني في البلاد، وشكل العلاقة بين طالبان والحكومة الأفغانية الشرعية في كابل، لاسيما في ظل الدائرة حاليا بين القوات الحكومية وعناصر طالبان.
إذ أن أي اتفاق سلام بين واشنطن وحركة طالبان، لن يكون له أي انعكاسات إيجابية على صعيد مستقبل الوضع الأمني والسياسي في أفغانستان، بدون عقد مفاوضات مباشرة بين طالبان والحكومة الأفغانية لوضع الترتيبات التي ستتم عقب الانسحاب الأمريكي المرتقب، لكن العقبة أمام عقد تلك المفاوضات، هي أن طالبان لا تعترف - حتى الآن - بالحكومة الأفغانية الحالية، وتعتبرها " غير شرعية.
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط ، يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة.
/ أ ش أ /
أمريكا وطالبان من الحرب إلى المفاوضات.. فهل يعود السلام إلى أفغانستان
مصر/المفاوضات بين طالبان وأمريكا/سياسي
You have unlimited quota for this service