القاهرة في 10 يونيو / أ ش ا / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
يحيي العالم فى يوم 16 يونيو من كل عام "اليوم العالمي للتحويلات الأسرية" ، حيث يهدف إلى الاعتراف بالمساهمة المالية الكبيرة التي يقدمها العمال المهاجرون في رفاهية أسرهم في الوطن وفي التنمية المستدامة لبلدانهم الأصلية. ويهدف أيضًا إلى تشجيع القطاعين العام والخاص ، وكذلك المجتمع المدني ، على بذل المزيد من الجهود والتعاون لزيادة تأثير هذه الأموال في العالم النامي. ويتم تعزيز هذا الأثر من خلال: خلق الشراكات بين القطاعين العام والخاص لإيجاد بيئة تنظيمية وأسواق أكثر مواتاة لتدفقات التحويلات، وخاصة تحقيق "الشوط الأخير" للمجتمعات الريفية من خلال الوصول إلى الخدمات المالية والشمولية ؛ خلق مبادرات من القطاع الخاص للمساهمة في زيادة المنافسة، وخفض تكاليف المعاملات وتوفير منتجات مالية مبتكرة لتلبية احتياجات الأسر ذات الدخل المنخفض؛ وتعزيز تعاون المجتمع المدني من أجل تحديد مجموعة واسعة من الفرص الاقتصادية وتبادل المعارف التي تساهم في المزيد من الخيارات التي من شأنها أن تساهم في تحسين مستويات معيشة للأسر التي تعتمد على التحويلات.
وتشير التقديرات إلى أن التحويلات العائلية المالية التي يرسلها العمال المهاجرون إلى أقاربهم تدعم 800 مليون شخص آخر في جميع أنحاء العالم. وتمس تحويلات المرسلين والمستفيدين معا بشكل مباشر حياة شخص واحد من بين كل 10 أشخاص في العالم. وتعتبر الولايات المتحدة هي أكبر بلد مصدر للتحويلات التي تشهد تدفقات خارجية تصل إلى 42 مليار دولار سنوياً. ومن بين المناطق المختلفة في العالم ، حيث تتمتع أمريكا اللاتينية بأكبر وأسرع تدفق للتحويلات، حيث تلقت حوالي 40 % من التحويلات المرسلة إلى البلدان النامية. وترسل أغلبية كبيرة من العمال المهاجرين الأموال إلى بلدانهم الأصلية عادة ما بين 200 أو 300 دولار أمريكي عدة مرات في السنة. وفي حين قد تبدو هذه المبالغ قليلة نسبيا، إلا أنها غالبا ما تمثل50 % أو أكثر من دخل أسرهم في الوطن. ففي عام 2015، وصلت التحويلات المالية الناتجة عن مليارت الدولارات مجتمعة معا إلى أكثر من 450 مليار دولار أمريكي، وهذا أكثر من 3 أضعاف المساعدة الإنمائية الرسمية لجميع المصادر الأخرى.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 281/72 في يونيو 2018 ، بناء علي قرار مجلس إدارة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية اعتمد القرار 189/38 في دورتها الـ 38 في فبراير عام 2015، باعتبار يوم 16 يونيو ليكون اليوم العالمي للتحويلات الأسرية ، حيث يهدف هذا اليوم إلى الاعتراف بالمساهمة المالية الكبيرة للعمال المهاجرين في رفاهية أسرهم في وطنهم وتحقيق التنمية المستدامة في بلدانهم الأصلية.
وقد أحتفل بهذا اليوم للمرة الأولى في 16 يونيو 2015 بحضور 400 شخصية من صناع السياسات وممثلين عن القطاع الخاص، وقادة المجتمع المدني في افتتاح المنتدى العالمي الخامس حول التحويلات والتنمية في ميلان، برعاية أميرة هولندا ماكسيما، بصفتها المناصرة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة فيما يتعلق بالشؤون المالية في التنمية الشاملة، وكانايو نوانزي، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وإنريكو موراندو، نائب وزير الاقتصاد والمالية في إيطاليا.
وتشير تقارير البنك الدولي لعام 2018 ، أن مساهمة التحويلات المالية الأسرية أصبحت الآن جزءا هاما في جدول أعمال التنمية للحكومات والمنظمات الدولية العاملة في جميع أنحاء العالم من خلال خفض تكاليف النقل، وتعزيز الشمول المالي، وتعزيز أثر هذه الموارد لصالح الأسر والمجتمعات المحلية. بمقدورنا إعطاء أهمية كبيرة لمساهمة كل دولار، يورو، جنيه استرليني، والروبل والين والدينار أو نايرا والذي يتم كسبه بشق الأنفس وأثرها في حياة العائلات في الوطن. وتمثل هذه التدفقات بالفعل حبل النجاة الضروري بالنسبة للملايين من الأسر، حيث يساعد في رفع مستوى معيشة العائلات وتمكينها، وتحسين الصحة والتعليم والسكن، أو في بدء أو توسيع الأعمال التجارية. وهناك قدرة كبيرة لتأثير هذه التحويلات المالية والتعويل عليها. وفي الواقع، يمكن زيادة الأثر الإيجابي للتحويلات على المستوى المحلي ومساهمتها الكبيرة في توفير المزيد من الخيارات والفرص الاقتصادية للأسر المستفيدة.
وأوضح تقرير البنك الدولي حول الهجرة والتنمية ، أن حجم التحويلات المالية إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ارتفع بوتيرة سريعة ومن المتوقع أن يسجل رقماً قياسياً جديداً عام 2018. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن التحويلات المسجلة رسمياً إلى البلدان النامية ستزيد بنسبة 10.8% إلى 528 مليار دولار عام 2018. ويأتي هذا المستوى القياسي الجديد عقب النمو القوي بنسبة 7.8% عام 2017. ومن المتوقع أن تنمو التحويلات المالية على مستوى العالم، بما في ذلك التحويلات المالية إلى البلدان المرتفعة الدخل، بنسبة 10.3% إلى 689 مليار دولار. وارتفعت تدفقات التحويلات في جميع المناطق، وعلى الأخص في أوروبا وآسيا الوسطى ( 20 % )، وجنوب آسيا (13.5%)، تليها أفريقيا جنوب الصحراء (9.8%)، وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (9.3%)، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا (9.1%)، وشرق آسيا والمحيط الهادئ (6.6%). وأن السبب في هذا النمو هو قوة الاقتصاد والتوظيف في الولايات المتحدة وانتعاش التدفقات الخارجة من دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الروسي.
أ ش أ
العالم يحيي اليوم العالمي للتحويلات الأسرية في 16 يونيو
مصر/عالمي/أمم متحدة
You have unlimited quota for this service