القاهرة في 6 يونيو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو" يوم 8 يونيو من كل عام اليوم العالمي للمحيطات ، ويأتي احتفال هذا العام 2019 الذى يحل يوم بعد غد (السبت ) تحت شعار " النوع الجنسانى والمحيطات" ، حيث يهدف الاحتفال هذا العام إلي بناء قدر أوسع من المعرفة المتعلقة بالنوع الجنساني، واستكشاف السبل المتاحة لتعزيز المساواة بين الجنسين في النشاطات المتصلة بالمحيطات من مثل البحوث العلمية البحرية، ومصايد الاسماك، والعمل في البحر والهجرة عن طريق البحر، والاتجار بالبشر، فضلا عن وضع السياسات وممارسة الإدارة. وهناك إدارك متزايد لأهمية المساواة بين الجنسين، وعلى وجه خاص في ما يتصل بالحفظ الفعال والاستخدام المستدام للمحيطات والبحار والموارد البحرية. ومع ذلك، فهناك القليل من البيانات والبحوث المتصلة بهذه القضايا، ولم يزل العمل المتضافر لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتاة ضرورة في جميع القطاعات ذات الصلة بالمحيطات لتحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة. كما سوف تدشن في هذه السنة ، رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الحملة العالمية تحت عنوان " بليه إت أوت" # #PlayItOut لمكافحة التلوث البلاستيكي. فقد تسببت عقود من الاستخدام المبالغ فيه للبضائع البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة في كارثة بيئية. ففي كل عام، يرمى ما يقرب من 13 مليون طن من مخلفات البلاستيك في المحيطات، مما يتسبب في كثير من الأضرار التي منها قتل ما يقرب من 100 ألف حيوان بحري سنويا. وفي حين تبقى المخلفات البلاستيكية لعقود أو قرون طويلة بعد استخدامها، فإن المخلفات منها التي تتآكل تصبح جزيئية يأكلها السمك وغيرها من الأنواع البحرية، وتنتقل بالتالي إلى سلسلة الغذاء العالمية للبشر. وسواء تعلقت المسألة بمصصاصات المشروبات أو بالأكياس، فنحن جميعا في جبهة واحدة من الجهود المبذولة للقضاء على التلوث البلاستيكي.
وبالنظر إلى الدور المركزي الذي تؤديه المحيطات ، يتعين إدراجها ضمن الاستراتيجيات المستدامة الرامية إلى القضاء على الفقر، وتعزيز الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل مياه الشرب والصرف الصحي، والمحافظة على التنوّع الحيوي وتحسين الرخاء البشري. ويتضح أن الفشل في كبح تدهور المحيطات سوف يفضي إلى تفاقم الفقر وإلى إفقار عدد أكبر بكثير من الناس. فالتأثيرات السلبية لتدهور السواحل هائلة، على سبيل المثال، إذ تجري خسارة أسباب المعيشة التقليدية ويجبر السكان على الهجرة، في حين أنه من المتعارف عليه أن النظم البيئية الساحلية الصحية تعزز الأمن الغذائي، وتخلق فرص العمل ، وتوفّر عددا كبيرا من الخدمات الاقتصادية والثقافية وتحد من الأخطار البحرية مثل المد العاصفي أو موجة التسونامي. وكلما كانت المحيطات صحية وقادرة على المواجهة ، كلّما كان إسهامها في الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية للتنمية المستدامة أكثر إيجابية ، والعكس صحيح . وهكذا، يتعين على جميع الدول أن تولي اهتماما كبيرا للمحيطات الصحية والقادرة على المواجهة التي تدعم التنمية البشرية مع المحافظة في الوقت نفسه على قدرتها على توفير الغذاء والدخل والتنقل، وغيرها من مكونات التنمية المستدامة.
وكانت الجمعية العامة قد أعلنت في 5 ديسيمبر 2008، بمو جب قراراها رقم 111/63، أن يوم 8 يونيو هو اليوم العالمي للمحيطات ، بهدف تذكير الجميع بأهمية الدور التي تلعبه المحيطات في حياتنا اليومية. فالمحيطات تعتبر رئة كوكبنا، وتتنج أغلب الأكسجين الذي نتنفسه، وإطلاع الجمهور على أثر الأنشطة البشرية على المحيطات، وخلق حراك عالمي يجمع اهتمام الناس بالمحيطات، وتعبئة وتوحيدشعوب العالم في مشروع للإدارة المستدامة للمحيطات على المستوى العالمي، كونها تشكل مصدرا رئيسيا للغذاء والدواء ومحيطنا الحيوي، والاحتفال معاً بجمال وثروة المحيطات. وجاء اقترح مفهوم "اليوم العالمي للمحيطات" للمرة الأولى في عام 1992 في مؤتمر قمة الأرض في ريو دي جانيرو، بوصفه وسيلة للاحتفال بالمحيطات التي يتشارك فيه العالم أجمع، والاحتفال بصلتنا بالبحر، بالإضافة إلى زيادة الوعي بشأن الدور المهم الذي يضطلع به المحيط في حياتنا والسبل المهمة التي يمكن للناس من خلالها حمايته.
وتشير تقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة ، إلي أن لم يسبق أن مر عالم المحيطات من قبل بمثل هذه المرحلة المزدوجة المليئة بالتحديات من جهة والعوامل المبشرة بمستقبل أفضل لمحيطاتنا من جهة أخرى. لقد حافظت المحيطات والبحار والموارد البحرية والساحلية على عالمنا وحياتنا عليه. وهم يشكلون أكبر نظام بيئي على هذا الكوكب ، ويلعبون دوراً رئيسيا في توفير الغذاء وسبل العيش والدخل والترفيه للناس ، فضلاً عن النقل والاتصالات والطاقة. وتنتج الحيوانات حوالي 16% من البروتين الحيواني للنظام الغذائي البشري في جميع أنحاء العالم ، وفي العديد من البلدان يصل الرقم إلي 50%. ويعتمد أكثر من 3 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم على الموارد الساحلية والبحرية للحصول على الدخل والمعيشة. وعلى نحو متزايد ، يتم تقييمهم لوظائف النظام البيئي الأساسية التي يؤدونها من خلال تنظيم درجات الحرارة ، وإنتاج الأكسجين ، والعمل كبالوعات طبيعية لثاني أكسيد الكربون من الجو وحماية المناطق الساحلية من الفيضانات والتآكل. وتمتص المحيطات والبحار حوالي 30 % من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه البشر وتسهم بما يقدر بنحو 24 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي كل عام من خلال خدمات النظام الإيكولوجي.
وتشهد الموارد البحرية والساحلية تدهوراً بمعدل ينذر بالخطر تحت ضغط متزايد من نمو السكان والصيد الجائر والصناعي والتوسع الحضري ، والسياحة وتغير المناخ ، مما تسبب في أضرار لا رجعة فيها للتنوع البيولوجي البحري والساحلي والنظم الإيكولوجية. ويتم استغلال أكثر من 30 % من مخزون الأسماك في العالم ، وكان هناك زيادة بنسبة 26 % في تحمض المحيطات منذ بداية الثورة الصناعية. ويصل التلوث البحري إلى مستويات تنذر بالخطر ، حيث يدخل ما يتراوح بين 4.8 و 12.7 مليون طن من النفايات البلاستيكية إلى المحيط في عام 2010 ، ويتوقع أن تتضاعف الأعداد بحلول عام 2025.
وكشف تقرير منظمة الفاو ، أن المحيطات الصحية تعد أساسية للحفاظ على صحة ورفاهية كوكبنا ، ومصادر رزق مهمة لمليارات البشر حول العالم ، بمن فيهم النساء. وعلى الرغم من أن النساء يشكلن حوالي نصف القوى العاملة في معالجة الأسماك وتنظيفها والاتجار بها ، إلا أنها لم تمثل في عام 2014 سوى 19% من جميع الأشخاص الذين يشاركون مباشرة في صيد الأسماك البرية أو حصادها وفي تربية الأسماك. وعادة ، تتركز النساء في قطاع مصايد الأسماك إلى حد كبير في الوظائف الموسمية منخفضة المهارة والأجور المنخفضة دون حماية للصحة والسلامة وحقوق العمل. وذكر التقرير أن النساء تشكل نحو نصف عدد العاملين في مصايد الأسماك على مستوى العالم إلا أن أجورهن تقل كثيرا عما يتقاضاه الرجال بل وقد يعملن بدون أجر على الإطلاق في القطاع البالغ حجمه 500 مليار دولار.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إن ما يزيد على 120 مليون شخص يعملون بالقطاع في أنحاء العالم وإن الرجاليستحوذون على الأعمال المجزية بمجالات مثل التصنيع السمكي والصيد في أعالي البحار بينما تعمل النساء غالبا في تنظيف القوارب والتجهيز وأدوار الدعم الأخرى. ولا تحتفظ معظم الدول ببيانات لجنس العاملين في المصايد لذا من الصعب الحصول على تفاصيل بخصوص فجوة الأجور بين الرجال والنساء. كما تكسب النساء حوالي 64 % من أجور الرجال مقابل نفس العمل في تربية الأحياء المائية ، ويواجهن مخاطر تدهور المحيطات بموارد أقل في متناول اليد لبناء المرونة. وفي كثير من أنحاء العالم ، تكون مساهمة المرأة ، سواء في سبل العيش القائمة على المحيطات أو جهود الحفظ ، غير مرئية. لكن أحد مسؤولي الفاو، قال إن عدد النساء العاملات بدون أجر في صيد الأسماك بالدول النامية "كبير". وأن تجارة منتجات الأسماك العالمية تبلغ نحو 140 مليار دولار سنويا لكن من المرجح أن حجم القطاع بأكمله بما فيه التصنيع يزيد على 500 مليار دولار.
وقالت الفاو إن من المعتقد أن أكبر تمييز بين الجنسين على مستوى الأجور يوجد في أنشطة الصيد الصغيرة التقليدية في العالم النامي لكن مازال هناك الكثير الذي ينبغي على الشركات الكبيرة القيام به. فمن بين أكبر 100 شركة للأطعمة البحرية في العالم هناك حاليا شركة واحدة فقط ترأسها إمرأة بينما تبلغ نسبة النساء في المناصب العليا في أكبر 100 شركة أمريكية على قائمة فورشن 8 % . وقال التقرير إن ركود أحجام الصيد بسبب الصيد الجائر وتغير المناخ يفرض ضغوطا إضافية على أجور النساء العاملات في المصايد.
أ ش أ
اليونسكو تحيي يوم 8 يونيو اليوم العالمي للمحيطات
مصر/أممى/أمم متحدة
You have unlimited quota for this service