• يوم البيئة العالمي
    يوم البيئة العالمي

القاهرة في أول يونيو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم يوم 5 يونيو من كل عام يوم البيئة العالمي ، ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار "دحر تلوث الهواء " ، حيث يعد تلوث الهواء من المخاطر البيئية الرئيسية المحدقة بالصحة. ويمكن للبلدان، من خلال خفض مستويات تلوث الهواء، أن تقلل العبء المرضي الناجم عن السكتات الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة ومن الأمراض التنفسية المزمنة والحادة على السواء، بما في ذلك الربو. ويموت ما يقرب من 7 ملايين شخص حول العالم كل عام نتيجة لتلوث الهواء، حيث تحدث حوالي 4 ملايين من هذه الوفيات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ . وسوف تستضيف الصين الاحتفالات بيوم البيئة العالمي في 5 يونيو 2019، عبر مدن متعددة، مع استضافة مدينة هانغتشو، في مقاطعة تشجيانغ، للحدث الرئيسي.
وقد أشارت السيدة " جويس موسويا " المدير التنفيذي للأمم المتحدة للبيئة بالنيابة، إلي أن الصين أظهرت قيادة هائلة في معالجة تلوث الهواء محليا. ويمكن للصين الآن أن تساعد في تحفيز العالم على اتخاذ إجراءات أكبر. وأضافت موسويا ، إلي إن تلوث الهواء هو حالة طوارئ عالمية تؤثر على الجميع. وستقود الصين الآن الجهود الرامية إلى إنقاذ ملايين الأرواح . ومع تزايد قطاع الطاقة الخضراء، ظهرت الصين بدور رائد في جهود الحد من آثار تغير المناخ. وتمتلك الصين نصف عدد السيارات الكهربائية في العالم ، و99 % من الحافلات التي تعمل بالطاقة الكهربائية في العالم . ومن خلال استضافة يوم البيئة العالمي لعام 2019، ستتمكن الحكومة الصينية من عرض ابتكاراتها وتقدمها نحو بيئة أنظف. كما سيحث يوم البيئة العالمي الحكومات، والصناعة، والمجتمعات، والأفراد على العمل معاً لاستكشاف الطاقة المتجددة والتقنيات الخضراء، وتحسين جودة الهواء في المدن والمناطق في جميع أنحاء العالم.
ويعتبر عام 1972 بمثابة نقطة تحول في تطوير السياسات البيئية الدولية، حيث عقد في هذا العام تحت رعاية الأمم المتحدة، المؤتمر الرئيسي الأول حول القضايا البيئية، في الفترة من 5 الى 16 يونيو في ستوكهولم / السويد. وكان الهدف من المؤتمر المعروف بمؤتمر البيئة البشرية، أو مؤتمر ستوكهولم، صياغة رؤية أساسية مشتركة حول كيفية مواجهة تحدي الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها. وفي 15 ديسمبر من نفس العام، اعتمدت الجمعية العامة قرارها رقم 2994( XXVII)، باعتبار يوم 5 يونيو يوم البيئة العالمي ، وتؤكد على حرصها على الحفاظ على البيئة وتعزيزها، بهدف زيادة الوعي البيئي ومتابعة القرار الذي تم الإعراب عنه في المؤتمر. ويتزامن هذا التاريخ مع تاريخ اليوم الأول للمؤتمر. وفي 15 ديسمبر، اعتمدت الجمعية العامة كذلك قراراً آخر برقم 3000( XXVII) ، أدى إلى إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، وهي الوكالة المعنية بالقضايا البيئية. ومنذ الاحتفال الأول في عام 1974، ساعد اليوم العالمي للبيئة برنامج الأمم المتحدة للبيئة على زيادة الوعي وتوليد زخم سياسي حول المخاوف المتنامية مثل استنفاد طبقة الأوزون والمواد الكيميائية السامة والتصحر والاحترار العالمي. تطور اليوم ليصبح منصة عالمية لاتخاذ إجراءات بشأن القضايا البيئية العاجلة. شارك الملايين من الناس على مر السنين، مما ساعد على إحداث تغيير في عادات الاستهلاك لدينا، وكذلك في السياسة البيئية الوطنية والدولية.

ويعرف الهباء الجوي ، بأنه تعليق الجسيمات الصلبة أو السائلة المحمولة بالهواء، بحجمها المعتاد بين بضعة نانومترات و10 ميكرون الموجودة في الغلاف الجوي لعدة ساعات على الأقل. ويعرف التقرير تلوث الهواء على أنه تدهور جودة الهواء مع تأثيرات سلبية على صحة الإنسان أو البيئة الطبيعية أو العمرية بسبب إدخال العمليات الطبيعية أو النشاط البشري في جو المواد (الغازات والهباء الجوي) التي لها تأثير ضار مباشر ( الملوثات الأولية) أو غير المباشرة (الملوثات الثانوية).
ومن أسباب التلوث ، حيث يعتمد مقدار التلوث الذي نتنفسه على العديد من العوامل، مثل الحصول على الطاقة النظيفة للطبخ والتدفئة والوقت من اليوم والطقس. وتعتبر ساعة الذروة مصدراً واضحاً للتلوث المحلي، لكن تلوث الهواء يمكن أن يصل إلى مسافات طويلة،ويصل أحياناً عبر القارات على أنماط الطقس الدولية. ولا يوجد أحد في مأمن من هذا التلوث، الذي يأتي من 5 مصادر بشرية رئيسية. تنشر هذه المصادر مجموعة من المواد بما في ذلك أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكربون، وثاني أكسيد النيتروجين، وأكسيد النيتروجين، والأوزون على مستوى الأرض، والجسيمات، وثاني أكسيد الكبريت، والهيدروكربونات والرصاص ، وكلها مواد مضرة بصحة الإنسان.
1- الأسر المعيشية : المصدر الرئيسي لتلوث الهواء المنزلي هو حرق الوقود الأحفوري والخشب وأنواع الوقود الأخرى القائمة على الكتلة الحيوية للطبخ والتدفئة وإضاءة المنازل. وتحدث حوالي 3.8 مليون حالة وفاة مبكرة بسبب تلوث الهواء الداخلي كل عام، تحدث الغالبية العظمى من هذه الوفيات في العالم النامي. ومن بين 193 بلدا، عمل 97 بلدا على زيادة النسبة المئوية للأسر المعيشية التي لديها إمكانية الحصول على الوقود النظيف المحترق إلى أكثر من 85% . ومع ذلك، ما زال هناك 3 بلايين شخص يستخدمون الوقود الصلب والحرائق المفتوحة للطبخ والتدفئة والإضاءة. إن تبني مواقد ووقود أنظف وأكثر حداثة يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض وينقذ الأرواح.
2- الصناعة : وفي العديد من البلدان، يعد إنتاج الطاقة مصدراً رئيسياً لتلوث الهواء. وتعد محطات توليد الطاقة التي تعمل بحرق الفحم مساهما رئيسيا في التبوث، بينما تشكل مولدات الديزل مصدر قلق متزايد في المناطق الواقعة خارج الشبكة. كما أن العمليات الصناعية واستخدام المذيبات، في الصناعات الكيميائية والتعدين، تلوث الهواء. وللسياسات والبرامج الرامية إلى زيادة كفاءة الطاقة والإنتاج من المصادر المتجددة تأثير مباشر على جودة الهواء في أي بلد. ففي الوقت الحالي، لدى 82 دولة من أصل 193 حوافز تعزز الاستثمار في إنتاج الطاقة المتجددة، والإنتاج الأنظف، وكفاءة استخدام الطاقة، ومكافحة التلوث.
3- النقل : ويمثل قطاع النقل العالمي حوالي ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة، وهذه النسبة آخذة في الارتفاع. تم ربط انبعاثات النقل هذه بحوالي 400 ألف حالة وفاة مبكرة. ويرجع ما يقرب من نصف جميع الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء الناجم عن وسائل النقل إلي انبعاثات الديزل ، في أن أولئك الذين يعيشون بالقرب من الطرق المرورية الرئيسية هم أكثر احتمالية عرضة بنسبة 12 % لتشخيص الخرف. ويعد خفض انبعاثات المركبات تدخلاً هاما لتحسين جودة الهواء، خاصة في المناطق الحضرية. ويمكن للسياسات والمعايير التي تتطلب استخدام وقود أنظف ومعايير انبعاثات المركبات الحديثة أن تقلل من انبعاثات المركبات بنسبة 90 % أو أكثر.
4- الزراعة : وهناك مصدران رئيسيان لتلوث الهواء الناجم عن الزراعة : الثروة الحيوانية، التي تنتج الميثان والأمونيا، وحرق النفايات الزراعية. وتساهم انبعاثات الميثان في الأوزون على مستوى الأرض، والذي يسبب الإصابة بأمراض الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. والميثان هو أيضا أحد الغازات المسببة للاحترار العالمي وهو أكثر قوة من ثاني أكسيد الكربون وتأثيرة أكبر 34 مرة علي مدي 100 سنة. وتأتي حوالي 24 % من جميع غازات الدفيئة المنبعثة في جميع أنحاء العالم من الزراعة والحراجة وغيرها من استخدام الأراضي.
وهناك العديد من الطرق للحد من تلوث الهواء من هذا المصدر. فيمكن للناس الانتقال إلى نظام غذائي نباتي أو تقليل هدر الطعام ، بينما يمكن للمزارعين تقليل انبعاث غاز الميثان الناتج عن الماشية عن طريق تحسين هضم الأعلاف وتحسين إدارة المراعي والأراضي العشبية.
5- النفايات : وتؤدي عمليات حرق النفايات المفتوحة والنفايات العضوية في مدافن النفايات إلى إطلاق الديوكسينات الضارة والفيوران والميثان والكربون الأسود في الجو. وعلى المستوى العالمي، يتم حرق 40 % من النفايات في المناطق المفتوحة. وتزداد المشكلة بصورة أكبر في المناطق الحضرية والبلدان النامية. ويمارس الحرق في الأماكن المفتوحة للنفايات الزراعية والبلدية في 166 دولة من أصل 193 دولة. ويؤدي تحسين جمع النفايات الصلبة وفصلها والتخلص منها إلى تقليل كمية النفايات التي يتم حرقها أو دفنها. ويعمل فصل النفايات العضوية وتحويلها إلى سماد أو طاقة حيوية على تحسين خصوبة التربة ويوفر مصدراً بديلا للطاقة. إن تخفيض ثلث كمية الطعام المفقودة أو المهدرة قد يؤدي أيضاً إلى تحسين جودة الهواء.
كما أن هناك مصادر أخري ، حيث أنه لا ينجم جميع أشكال تلوث الهواء من النشاط البشري. ولكن الانفجارات البركانية والعواصف الترابية وغيرها من العمليات الطبيعية تسبب مشاكل أيضا. العواصف الرملية والترابية تثير القلق بشكل خاص. فيمكن لجزيئات الغبار الدقيقة أن تنتقل لآلاف الأميال عبر هذه العواصف، والتي قد تحمل أيضًا مسببات الأمراض والمواد الضارة، مما يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي الحادة والمزمنة.
وكشف تقرير "حقائق عن تلوث الهواء" والصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة ، إلي أن يوجد 92% من الناس في جميع أنحاء العالم لا يتنفسون هواء نظيف ؛ ويكلف تلوث الهواء الاقتصاد العالمي 5 تريليونات دولار سنوياً من تكاليف الرعاية الاجتماعية ؛ كما يتوقع أن يؤدي تلوث طبقة الأوزون من مستوى الأرض إلى خفض المحاصيل الزراعية الأساسية بنسبة 26 % بحلول عام 2030. أما بشأن تلوث الهواء في آسيا والمحيط الهادي، فإن تنفيذ 25 سياسة تكنولوجية يمكن أن يؤدي إلى تخفيض بنسبة 20 % في ثاني أكسيد الكربون ، وانخفاض نسبة انبعاثات الميثان بنسبة 45 % عالمياً، مما يؤدي إلى خفض ثلث درجة مئوية من الاحترار العالمي.
في الوقت نفسه ، كشف تقرير بعنوان "تلوث الهواء" والصادر عن منظمة الصحة العالمة لعام 2019 ، إلي أنه لا تزال مستويات تلوث الهواء مرتفعة بشكل خطير في أجزاء كثيرة من العالم. وتظهر بيانات جديدة من منظمة الصحة العالمية ، أن 9 من أصل 10 أشخاص يتنفسون هواء يحتوي على مستويات عالية من الملوثات. وتكشف تقديرات محدثة عن معدل ينذر بالخطر لخسائر في الأرواح تبلغ 7 ملايين شخص كل عام بسبب تلوث الهواء المحيط (الخارجي) وتلوث الهواء المنزلي.

أ ش أ