القاهرة في 21 مايو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
يحيي العالم يوم 29 مايو من كل عام اليوم الدولي لحفظة السلام ، ويأتي الاحتفال هذا العام 2019 تحت شعار " حماية المدنيين وحماية السلام " ، ويهدف الاحتفال هذا العام بالذكرى السنوية العشرين المقبلة عندما انتدب مجلس الأمن للمرة الأولى صراحة بعثة حفظ سلام (بعثة الأمم المتحدة في سيراليون) لحماية المدنيين. وعلى مدار الـ 20 عاماً الماضية، أصبحت حماية المدنيين على نحوٍ متزايد في صميم عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. واليوم، يتمتع أكثر من 90 % من حفظة السلام لدينا ممن يخدمون في 8 عمليات حفظ سلام في أبيي، ودارفور، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهايتي، ولبنان، ومالي، وجنوب السودان، بولايات حماية المدنيين. ويعرض حفظة السلام هؤلاء أنفسهم للخطر في سبيل حماية المدنيين من أعمال العنف يومياً.
كما سيحتفل في مقر الأمم المتحدة بنيويورك باليوم هذا العام في 24 مايو. وسيتصدر الأمين العام الاحتفال بوضع إكليل من الزهور تكريماً لكل حفظة السلام الذين فقدوا أرواحهم أثناء الخدمة تحت علم الأمم المتحدة في العام الماضي. إضافة إلى ذلك، ستمنح ميدالية داغ همرشولد إلي 98 لأرواح حفظة السلام الذين توفوا في 2018 أثناء خدمتهم دعماً لقضية السلام.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت في قرارها 129/ 57 ، يوم 29 مايو ليكون اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة. ففي مثل هذا اليوم من عام 1948، أنشئت أول بعثة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، وهي بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة ، والتي بدأت عملياتها في فلسطين. وفي هذا اليوم، نثني على المهنية والتفاني والشجاعة التي يتحلى بها الرجال والنساء العاملين في عمليات حفظ السلام، كما نكرم ذكرى أولئك الذين فقدوا حياتهم في سبيل السلام.
وكانت قد بدأت أولى بعثات حفظ السلام من الأمم المتحدة في 29 مايو عام 1948، عندما صرح مجلس الأمن بنشر مجموعة صغيرة من المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة في الشرق الأوسط لتكوين هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (يونتسو) من أجل مراقبة اتفاق الهدنة بين إسرائيل وجيرانها العرب. ومنذ ذلك الحين، خدم أكثر من مليون رجل وسيدة تحت علم الأمم المتحدة في 72 عملية حفظ سلام، وهو الأمر الذي كان له التأثير المباشر في أرواح الملايين من الأفراد، وحماية عدد لا يحصى من الأرواح الأكثر عرضة للخطر في العالم. كما ساعدت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على تحول الكثير من البلدان، من كمبوديا إلى السلفادور وليبيريا وسيراليون وتيمور الشرقية وأماكن أخرى، من الحرب إلى السلام.
واليوم، تنشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أكثر من 88 ألف عسكري وشرطي، من 124 دولة عضواً، وما يقرب من 13 ألف موظف مدني، و1300 متطوع تابع للأمم المتحدة في 14 عملية حفظ سلام في أربع قارات. وعلى الرغم من حجم العمليات واتساع نطاقها، تظل الميزانية السنوية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أقل من نصف في المئة من الإنفاق العسكري العالمي. كما أن مهام حفظ السلام أثبتت أيضاً بوضوح أنها استثمار ناجح في السلام، والأمن، والرخاء العالميين.
وفي العام الماضي، أطلق الأمين العام مبادرة جديدة وهي "العمل من أجل حفظ السلام"، والتي تدعو إلى إعادة تركيز قوات حفظ السلام على التوقعات الواقعية، وتقوية بعثات حفظ السلام وزيادة تأمينها، وحشد دعم أكبر للحلول السياسية، ونشر القوات ذات التجهيز والتدريب والتنظيم الجيد. وصدقت أكثر من 150 دولة من الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية على "إعلان الالتزامات المشتركة" الخاص بمبادرة "العمل من أجل حفظ السلام"، مما يُظهر قدرًا كبيرًا من الدعم للمبادرة.
ويصادف هذا العام الذكرى العشرين لصدور قرار مجلس الأمن الدولي البارز الذي يفرض على عملية حفظ السلام استخدام جميع الوسائل اللازمة لحماية المدنيين المعرضين للخطر.
ومنذ صدور القرارات الأولية لحماية المدنيين (POC) في عام 1999 (القراران 1265 والقرار 1270) ، اللذان وضعا إطاراً لعمليات بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في سيراليون ، ازداد دور الأمم المتحدة في حماية المدنيين بشكل ملحوظ. إنه الآن واجب أساسي لأكثر من 95 % من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المنتشرة حالياً. وغالباً ما يتم نشرها في المناطق التي يكون فيها السكان المدنيون أكثر عرضة للخطر ، فإن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تحمي الفئات الأكثر ضعفاً في النزاعات ، بما في ذلك النازحون الذين يفرون من ديارهم أو تحت التهديد بسبب دينهم أو أعمارهم أو عرقهم أو جنسهم. ويقوم حفظة السلام بتنفيذ هذه المهمة الهامة في بيئات متزايدة التعقيد مثل : مينوجوس (هايتي) ؛ مينوسكا (جمهورية أفريقيا الوسطى) ؛ مينوسما (مالي) ؛ مونوسكو (جمهورية الكونغو الديمقراطية) ؛ بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (جنوب السودان) ؛ يوناميد (دارفور) ؛ يونيفيل (لبنان) ؛ و القوة الأمنية (أبيي).
إن حماية المدنيين هي واجب جميع حفظة السلام، المدنيين والشرطة والجيش. ويتم ذلك بالتعاون مع الجهات الفاعلة الإنسانية واحترام المبادئ الإنسانية. وتتمتع قوات حفظ السلام غير النظامية التي تتمتع بتفويض من نقطة القيادة (الشرطة والجيش) بسلطة ومسؤولية توفير الحماية في نطاق قدراتها ومناطق نشرها ، حيثما تكون الحكومة غير قادرة أو غير راغبة في الحماية. ويعمل حفظة السلام المدنيون والشرطة والعسكريون على حماية المدنيين بثلاث طرق رئيسية وهي : من خلال الحوار والمشاركة ؛ من خلال توفير الحماية المادية ؛ من خلال إنشاء بيئات واقية.
أ ش أ
" حماية المدنيين وحماية السلام " ... شعار يرفعه اليوم الدولي لحفظة السلام
مصر/سياسي/أمم متحدة
You have unlimited quota for this service