القاهرة في 15 مايو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
يحيي العالم يوم 18 مايو فى كل عام اليوم العالمي للمتاحف ، ويأتي أحتفال هذا العام 2019 تحت شعار " المتاحف كمراكز ثقافية : مستقبل التقاليد" ، حيث يركز على الأدوار الجديدة للمتاحف باعتبارها جهات فاعلة نشطة في مجتمعاتها. فقد حافظت المتاحف على مهماتها الأساسية - التجميع ، الحفظ ، التواصل ، البحث ، المعارض - وحولت ممارساتها لتظل أقرب إلى المجتمعات التي تخدمها. ويبحثون اليوم عن طرق مبتكرة لمعالجة القضايا الاجتماعية المعاصرة والصراع. ومن خلال العمل محلياً ، يمكن للمتاحف أيضاً أن تدافع عن المشاكل العالمية وتخففها ، وتسعى جاهدة لمواجهة تحديات مجتمع اليوم بشكل استباقي. وكمؤسسات في قلب المجتمع ، تتمتع المتاحف بالقدرة على إقامة حوار بين الثقافات ، وبناء الجسور من أجل عالم يسوده السلام وتحديد مستقبل مستدام.
ومع نمو المتاحف إلى أدوارها كمراكز ثقافية ، فإنها تجد أيضاً طرقاً جديدة لتكريم مجموعاتها وتاريخها وموروثاتها ، وخلق تقاليد سيكون لها معنى جديد للأجيال القادمة وأهميتها بالنسبة لجمهور معاصر متنوع بشكل متزايد على المستوى العالمي . هذا التحول ، الذي سيكون له تأثير عميق على نظرية المتحف وممارسته ، يفرض علينا أيضاً إعادة التفكير في قيمة المتاحف والتشكيك في الحدود الأخلاقية التي تحدد طبيعة عملنا كمحترفين في المتاحف. وتقدم المتاحف ذات مرة نقطة اتصال للمجتمع وجزءًا لا يتجزأ من شبكة عالمية ، منبراً لترجمة احتياجات المجتمعات المحلية ووجهات نظرها إلى سياق عالمي.
وكان المجلس الدولي للمتاحف قد أسس اليوم العالمي للمتاحف في 1977 ، فأصبح 18 مايو من كل عام يوما يحتفل فيه العالم بأهمية المتاحف ودورها التوعوي والتعليمي والثقافي. ويهدف اليوم العالمي للمتاحف إلي إتاحة الفرصة للمختصﻴﻦ باﻟﻤتاحف من التواصل مع العامة وتنبيههم للتحديات التي تواجه اﻟﻤتاحف ؛ تذكير بأهمية اﻟﻤتاحف كوسائط تستثمر من أجل تقوية الروابط الإنسانية ؛ رفع وتعزيز وزيادة وعي العامة بدور اﻟﻤتاحف في تنمية اﻟﻤجتمع ؛ إثراء الثقافة اﻟﻤتحفية عن طريق توفير اﻟﻤتاحف العلمية وربط اﻟﻤناهج باﻟﻤتاحف العلمية والتاريخية.
وسوف تستضيف مدينة كيوتو السياحية المؤتمر العام الـ 25 لمجلس المتاحف الدولي في سبتمبر 2019، حيث سيعقد هذا الحدث العالمي لأول مرة على أرض اليابان، وتعمل منظمة المتاحف الدولية بهدف الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في الحاضر والمستقبل وفي الجانبالملموس وغير المادي. وأنشئت هذه المنظمة العالمية غير الحكومية في عام 1946، ولها علاقات رسمية مع اليونسكو ومركز استشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة. وفي كل 3 سنوات منذ عام 1948، ينفذ المجلس الدولي برامج تمكن تسهيل التبادل الثقافي، أطر التعاون وتحفيز الجهود المحلية من أجل السماح للمتاحف بمواصلة مهامها وتوفير الخدمات العامة في المجتمع. وبهذا الصدد سوف يتجمع أكثر من 3000 مشارك من جميع أنحاء العالم في كيوتو؛ لحضور المائدة المستديرة وحلقات النقاش لتعزيز الفهم المشترك بين الجهات المشاركة. وستتمحور القمة القادمة حول موضوع رئيسي وفكرة أن "المتاحف كمراكز ثقافية"، مع مستقبل الأماكن التراثية. وباعتبار كيوتو عاصمة الإمبراطورية لليابانية لأكثر من 1000 عام مضت، فإنها تحافظ على التقاليد المتوارثة التي تشمل الابتكار في الفن والتصميم والهندسة المعمارية وأسلوب الحياة، وتعد المدينة موطناً لـ200 من المتاحف العامة والخاصة، فضلاً عن العديد من المعابد البوذية والمزارات التي تمثل كنوز وطنية وأصول ثقافية عريقة.
ويعرض متحف كيوتو للحرف التقليدية 74 قطعة مصنوعة يدوياً بإتقان وبراعة، ويحيي المتحف العروض المقدمة قبل الحرفيين، بالإضافة إلى تشجيع الزوار على الانضمام إلى ورش العمل المختلفة. وافتتح في نوفمبر 2006 متحف كيوتو مانجا الدولي وهو أول مركز شامل لثقافة المانجا في اليابان مع مجموعات من المواد المتعلقة بالمانجا المتكونة من أكثر من 300 ألف عنصر، التي تعود إلى حقبة ميجي بين عامي (1868-1912( . ودشن متحف كيوتو للفنون في عام 1933 ليكون ثاني أكبر متحف للفنون العامة في اليابان؛ ذلك بغرض الاستمرار في أن يكون المتحف الفني الرائد واجتذاب المزيد من الزوار، وشهد المتحف أعمال التجديد في أبريل 2017.
وعن أهمية دور المتاحف في حياه المجتمع ، فهي تقوم علي صون التراث والحفاظ عليه ؛ والحفاظ على التراث الثقافي ونشرها ؛ التفاعل بين الثقافة والطبيعة ؛ والتعرف على هوية اﻟﻤجتمعات وتنوعها ؛ وتقديم الخبرات الوفيرة. وللمتاحف رسالة عظيمة لا تقل في الأهمية عن غيرها من الأجهزة الثقافية من حيث التنمية الحضارية والإرتقاء بأذواق الشعوب، وأيضاً المتاحف إحدى الوسائل الخدمية التي يجب أن يتمتع بها كل فرد في المجتمع بلا إستثناء للتزود بالعلم والثقافة والمعرفة المباشرة التي يعطيها أي متحف بإعتباره ممثلاً للثقافة من خلال المشاهدة ، وذلك لأهميتها في تحريك الوجدان وتنوير العقول . أن المتاحف ليس مهمتها فقط الحفاظ على الثروات الفنية ، ولكن آيضاً تعميق الثقافة الفنية.
وتلعب مراكز ومتاحف العلوم دورا مهما في نشر الثقافة العلمية في كل المجتمعات. فهي توفر مكانا فريدا من نوعه يمكن فيه تقديم الوجه الحقيقي للعلم. وتنتشر المراكز والمتاحف العلمية بشكل كبير في الدول المتقدمة ، فالولايات المتحدة الأميركية وحدها تضم أكثر من 360 مركزا ومتحفا للعلوم ، بينما المملكة المتحدة على صغر مساحتها تحوي قرابة 50 مركزا ومتحفا علميا، الأمر الذي يعكس وجود علاقة وثيقة بين انتشار مراكز ومتاحف العلوم وبين التقدم العلمي للدول، وذلك بسبب دورها الأساسي في إبراز أهمية العلم والتشجيع على دراسته وامتهانه كمسار وظيفي.
وتعتبر مراكز ومتاحف العلوم هي أماكن تعرض العلوم بشكل مختلف من خلال معارض وعروض تفاعلية ترفيهية بالأساس تهدف إلى تقديم العلوم في إطار ممتع، وتتيح للزوار فرصة التفاعل مع العلم واستكشافه عبر حواسهم المختلفة. وتستهدف مراكز ومتاحف العلوم طلاب المدارس بشكل أساسي، إلا أن جمهورها يمتد إلى الأطفال بكافة مراحلهم السنية وعائلاتهم، كما أنها تستهدف البالغين باختلاف أعمارهم ووظائفهم على السواء. ويمكن القول إن المراكز والمتاحف العلمية ترنو إلى نشر العلم وثقافته والتوعية بأهميته بين أفراد المجتمع. وتأتى أهمية مراكز ومتاحف العلوم في أنها تلعب دورا محوريا في " تعليم العلوم غير الرسمي"، والذي يقصد به تعليم وتدريس العلوم خارج الإطار الرسمي للمدارس والجامعات بمناهجها الرسمية وشهاداتها المعتمدة. وقد يعتقد بعضهم أن التعليم غير الرسمي خارج المدارس والجامعات أمر هامشي لا يعول عليه، إلا أنه في حقيقة الأمر فإن التعليم الرسمي يقدر بحوالي 30% فقط من حجم التعليم الذي يتلقاه الإنسان خلال حياته. لذا فإن التعليم غير الرسمي يمثل فرصة حقيقية ينبغي استخدامها، إذ إنه يمثل أكثر من ثلثي ما يتعلمه المرء خلال حياته.
أ ش أ
المتاحف كمراكز ثقافية: مستقبل التقاليد ... شعار يرفعه اليوم العالمي للمتاحف هذا العام
مصر/دولى/أمم متحدة
You have unlimited quota for this service