القاهرة في 7 مايو / أ ش أ/ تقرير شحاتة عوض ..(مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط )
وصفها المخرج الراحل يوسف شاهين بأنها واحدة من "مجاذيب" السينما المصرية، مشيرًا إلى أنه أحب العمل معها.. وكانت تحب لقب "بهية" الذي أطلقه عليها الكثيرون من الفنانين والنقاد في الوسط الفني والسينمائي ، وهو أسم الشخصية التي أدتها في أحد أهم أفلامها وهو فيلم " العصفور" ،الذي أخرجه يوسف شاهين عام 1972 ،وحصدت معه الشهرة والمكانة الفنية الكبيرة .. إنها الفنانة القديرة محسنة توفيق التي رحلت عن عالمنا في ساعة مبكرة من صباح اليوم / الثلاثاء/ عن عمر ناهز 79 عاما ، بعد رحلة حافلة من العطاء الفني حجزت من خلالها مكانة متميزة في تاريخ الدراما والسينما المصرية.
وقد تلقت الأوساط الفنية والثقافية نبأ رحيل الفنانة الكبيرة محسنة توفيق بحالة من الحزن ، حيث نعاها العديد من الفنانين بوصفها قامة فنية كبيرة ، بينما أعتبرت وزارة الثقافة في بيان لها أن الإبداع الدرامي فقد أحد علاماته التي تميزت بالأداء الفني الصادق.
وُلدت الفنانة الراحلة في القاهرة في 29 ديسمبر عام 1939 لاسرة تنتمي إلى الطبقة الوسطى ، وتخرجت في كلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1968.وهي شقيقة اﻹعلامية الكبيرة فضيلة توفيق، والمعروفة بـ"أبلة فضيلة"، التي تعد أشهر مذيعة لبرامج الأطفال في مصر.
بدأت محسنة توفيق نشاطها الفني مبكرا جدا من خلال المسرح المدرسي ،عندما كان عمرها تسع سنوات . وعن هذه البداية قالت الفنانة الراحلة في أحدى حوارتها التلفزيونية ، إن صدفة غريبة هي قادتها للتمثيل وهي في هذا العمر المبكر ، حيث أنها لم تكن تفكر في التمثيل وإنما كانت تقوم بالغناء خلال مرحلة الطفولة. وأشارت محسنة أن مدرس اللغة العربية اقترح عليها التمثيل لأنها تؤدي الشعر بطريقة جيدة؛ وفي إحدى المرات ذهبت لمشاهدة فريق التمثيل الخاص بالمدرسة ، فاعجبت بدور البطلة ، فقرر المدرس جعلها “دوبليرة” لبطلة العرض في حال وقوع أي طارئ.ومع قيامها بالدور أمام المدرس أعجب بتمثيلها واختارها للقيام به، لتبدأ رحلتها المدهشة مع التمثيل.
وحين كانت في السنة الثانية بكلية الزراعة ، دعاها الكاتب والمخرج الكبير عبدالرحمن الشرقاوي للوقوف على المسرح لأداء مسرحية “مأساة جميلة”. وبعد أربع سنوات من قيامها بالتمثيل في هذه المسرحة ، أسند إلى الفنانة الراحلة دور حبيبة زيوس في مسرحية “أجاممنون” على مسرح الجيب.
أما عن بداية محسنة توفيق في السينما فقد كانت عام 1971 في دور صغير في فيلم “حادثة شرف”، وعن هذا الدور قالت الراحلة إنها أحبته جدا ، وكلما شاهدته تتنمنى لو أنها قبلت كل دور صغير عُرض عليها لأنه كان سيثبت أنها ممثلة سينما جيدة .
لكن انطلاقة محسنة توفيق الحقيقية مع السينما والشهرة كانت عندما قرر المخرج الراحل يوسف شاهين اسناد دور البطولة لها في فيلم “العصفور” عام 1974 ، والذي يعتبره الكثير من النقاد البداية السينمائية الحقيقية للفنانة الراحلة ،وبداية تعرف الجمهور عليها كفنانة كبيرة . ففي هذا الفيلم ،الذي صنف ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية ، قامت محسنة توفيق بأداء دور "بهية" وهي الشخصية التي اشتهرت تاريخيا باعتبارها ترمز إلى مصر ، ولاسيما بعد أن كتب الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم قصيدته الشهيرة "مصر يا أمة يا بهية". فقد كانت صيحة محسنة توفيق "لا هنحارب.. لا هنحارب" في مشهد النهاية لفيلم "العصفور"، تجسيدا رائعا لرفض المصريين لهزيمة يونيو 67 ، وتصميمهم على الثأر وخوض معركة الكرامة واستراد الأرض ، وهي المعركة التي انتصر فيها الجيش المصري خلال العبور المجيد في أكتوبر1973.
لمتابعة تقارير وأبحاث مركز دراسات الشرق الأوسط ،يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة.
/ أ ش أ /
رحيل "بهية" السينما المصرية ... محسنة توفيق التي وصفها يوسف شاهين بأنها واحدة من مجاذيب الفن
مصر/رحيل الفنانة محسنة توفيق/متنوع
You have unlimited quota for this service