القاهرة في 27 مارس /أ ش أ/ من: شحاتة عوض (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
على وقع ردود الفعل الإقليمية والدولية الغاضبة والرافضة، حتى من أقرب حلفاء واشنطن، لقراره الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة، دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هذا القرار متذرعا بما أسماه "الخطر الإيراني على إسرائيل" القادم من الجولان. وفي رده على الانتقادات الحادة لهذا القرار، أشار ترامب إلى ما وصفه بمساعي طهران وجماعات مرتبطة بها إلى استخدام الجولان كمنصة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.. لكن مراقبين يربطون بين الخطوة التي أقدم عليها ترامب بشأن الجولان وبين طموحاته في إعادة انتخابه مجددا، حيث يُتوقع أن تعزز هذه الخطوة فرصه في الانتخابات الرئاسية عام 2020 عبر تأييد الجماعات الأمريكية الموالية لإسرائيل، ورجحت تقارير غربية أن يكون اعتراف الإدارة الأمريكية بسيادة إسرائيل على الجولان شكلا من أشكال الدعم لرئيس الوزراء الإسرائيلي في حملته الانتخابية القادمة.
وقد خلّف قرار الرئيس الأمريكي موجة من ردود الفعل، التي تراوحت بما بين الرفض والإدانة والاستنكار على الصعيدين الدولي والإقليمي، محذرة من التداعيات الخطيرة لهذا القرار على الاستقرار في الشرق الأوسط وعلى فرص تحقيق السلام في المنطقة.
وأظهرت الإدانات الإقليمية الواسعة والرفض الدولي اللافت لقرار ترامب، حجم العزلة الدبلوماسية التي تواجهها الإدارة الأمريكية في هذا الموقف، الذي يؤكد الانحياز الأمريكي الفاضح لإسرائيل على حساب المصالح والثوابت العربية وعلى حساب القانون الدولي.. فقد بدت هذه الإدارة وحيدة تماما في قرار بشأن الجولان المحتل، والذي اتفق العالم أجمع على أنه باطل ومخالف للقوانين الدولية.
لكن الرئيس الأمريكي لا يبدى أكتراثا كبيرا لهذه المواقف الرافضة لسياساته تجاه القضايا المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، حيث بدا متمسكا بهذا الموقف بقوة، فكل ما يعنيه منذ مجيئه إلى البيت الأبيض، هو إرضاء الحليف الإسرائيلي من ناحية، وحشد الدعم لناخبيه ومؤيديه داخل الولايات المتحدة، ولاسيما من الموالين لإسرائيل من خلال التأكيد على أنه يفى بوعوده التي قطعها على نفسه حين كان مرشحا للانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وسبق أن اتخذ ترامب قرارا لا يقل خطورة وانحيازا للاحتلال الإسرائيلي باعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية اليها، في تحد واضح للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة بهذا الصدد، وفي إنقلاب حتى على قواعد وثوابت السياسة الخارجية الأمريكية في ملف الصراع العربي الإسرائيلي.
وقد عكست تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إصرار الإدارة الأمريكية على المضي قدما في سياستها المنحازة لإسرائيل، حيث أوضح بومبيو أن واشنطن تخوض محادثات مع كل من دول الخليج وتركيا وكندا حول قضية الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.
لمتابعة تقارير وتحليلات مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط ، يرجى الاشتراك في الوكالة.
/ أ ش أ /
رغم التحذيرات من تداعياته الخطيرة.. ترامب متمسك بقراره بشأن الجولان
مصر/ترامب وهضبة الجولان السورية المحتلة/سياسي
You have unlimited quota for this service