• اليوم الدولي للغة الأم
    اليوم الدولي للغة الأم

القاهرة في 20 فبراير / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو غدا ( الخميس ) اليوم الدولي لغة الأم لعام 2019 تحت شعار "لغات السكان الأصليين مهمة من أجل التنمية وبناء السلام والمصالحة " ، حيث أن اللغات هي الأدوات الأقوى التي تحفظ وتطور تراثنا الملموس وغير الملموس . ولن تساعد فقط كافة التحركات الرامية الى تعزيز نشر الألسن الأم على تشجيع التعدد اللغوي وثقافة تعدد اللغات، وإنما ستشجع أيضاً على تطوير وعي أكمل للتقاليد اللغوية والثقافية في كافة أنحاء العالم كما ستلهم على تحقيق التضامن المبني على التفاهم والتسامح والحوار.
ويتعرض التنوع اللغوي لتهديد متزايد مع اختفاء المزيد والمزيد من اللغات. وعلى الصعيد العالمي، لا يحصل 40 % من السكان على التعليم بلغة يتكلمونها أو يفهمونها. ومع ذلك، يجري إحراز تقدم في التعليم المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم مع تزايد فهمه لأهميته، لا سيما في التعليم المبكر، والمزيد من الالتزام بتطوره في الحياة العامة. ولا تزال المجتمعات المتعددة اللغات والثقافات تعيش من خلال لغاتها التي تنقل وتحافظ على معارفها وثقافاتها التقليدية بطريقة مستدامة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 262/56 في عام 1999، للاحتفال في 21 فبراير باليوم العالمي للغة الأم ، بناء علي القرار ( C/30) في نوفمبر من عام 1999، والذي اعتمدته المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) . وتم الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم الأول منذ عام 2000 لتعزيز السلام وتعدد اللغات في جميع أنحاء العالم وحماية جميع اللغات الأم. ويعود أختار هذا اليوم ، فتعود إلى عام 1948 عندما قام رئيس باكستان ومؤسسها محمد علي جناح بفرض الأوردو كلغة وطنية، وهو ما اعترضت عليه باكستان الشرقية (بنغلاديش حاليا) في شكل حركة شعبية كبيرة، وفي ذلك الوقت لم تكن بنغلاديش قد انفصلت عن باكستان، حيث حصل ذلك في 26 من مارس 1971.وفي 21 فبراير 1952 فتحت الشرطة النار على متظاهرين من الطلبة خرجوا مطالبين بالاعتراف بلغتهم الأم البنغالية، وذلك في دكا عاصمة بنغلاديش، ما أدى لمقتل خمسة من الطلبة. وقد تحول ذلك اليوم لحدث خالد على مستوى البلاد في إطار تعزيز اللغة الأم، وهو الاقتراح الذي تقدمت به بنغلاديش لتوافق عليه اليونسكو وتخرج فكرة اليوم العالمي للغة الأم.

وتحظى اللغات بثقل استراتيجي هام في حياة البشر والكوكب بوصفها من المقومات الجوهرية اللهوية وركيزة أساسية في الاتصال والاندماج الاجتماعي والتعليم والتنمية. مع ذلك، فهي تتعرض جراء العولمة إلى تهديد متزايد أو إلى الاندثار كليا. وحين تضمحل اللغات يخبو كذلك ألق التنوع الثقافي وتبهت ألوانه الزاهية. ويؤدي ذلك أيضا إلى ضياع الفرص والتقاليد والذاكرة والأنماط الفريدة في التفكير والتعبير، أي الموارد الثمينة لتأمين مستقبل أفضل. وما لا يقل من 43 % من اللغات المحكية حاليا في العالم والبالغ عددها 7000 لغة معرضة للاندثار. أما اللغات التي تعطى لها بالفعل أهمية في نظام التعليم والملك العام فلا يزيد عددها عن بضع مئات، ويقل المستخدم منها في العالم الرقمي عن100 لغة.
وتكشف أحدث طبعات أطلس لغات العالم المهددة بالاندثار الصادر عن منظمة اليونسكو، أن نحو 2500 لغة مهددة بالاندثار حول العالم. وتثير بعض هذه البيانات القلق بشكل خاص، فمن أصل 6000 لغة متداولة في العالم، انقرضت نحو 200 لغة على مدى الأجيال الثلاثة الأخيرة، في حين تعتبر 573 لغة أخرى من اللغات المحتضرة؛ و502 لغة من اللغات المعرضة للخطر الشديد؛ و632 لغة من اللغات المعرضة للخطر؛ و607 لغات من اللغات الهشة.

وحسب الأطلس، فإن قارة أفريقيا تعد حاضنة لأكبر نسبة من الشعوب الأصلية حيث تضم 50 مليون شخص، ومن بين 7 آلاف لغة في العالم، تحتوي أفريقيا على ثلث لغات العالم، 80 % منها لا تملك صياغة كتابية محددة، وهذا بالمقارنة مع أوروبا التي تملك ثمن سكان العالم وتضم نحو 300 لغة فقط. وتنقسم اللغات الأفريقية إلى 1436 لغة إلى أسرن نيجر كونغو؛ و371 أفروآسيوية؛ لغة نيل صحراوية؛ و35 لغة خويسان في جنوب القارة. كما توجد تجمعات كبيرة منهم في شمال أفريقيا، حيث يعيش الأمازيغ، إضافة إلى آخرين في النيجر ومالي وبوركينا فاسو والكاميرون في غرب قارة أفريقيا، وفي شرق أفريقيا يوجد سكان رعويون في إثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا، فضلا عن آخرين في جنوب أفريقيا.

أ ش أ