أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر ستعمل جاهدة علي مواصلة الطريق الذي بدأناه سويا للإصلاح المؤسسي والهيكلي والمالي للاتحاد، واستكمال ما تحقق من إنجازات ترسيخا لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية وسعيا نحو تطوير أدوات وقدرات الاتحاد ومفوضيته لتلبية تطلعات وآمال الشعوب الإفريقية.
وقال السيسي في كلمة اليوم " الأحد" -عقب تسلمه لرئاسة الاتحاد الأفريقي- "أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي .. ملوك ورؤساء الدول والحكومات الأفريقية.. صاحب الفخامة رئيس دولة فلسطين الشقيقة .. الأخوة والأخوات.. السيدات والسادة ..".
"أسمحو لي أن أستهل كلمتي بالإعراب عن الامتنان والتقدير لأخي رئيس الوزراء أبي أحمد وشعب إثيوبيا الشقيق علي ما لمسناه من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، كما أتقدم بالشكر لأخي فخامة رئيس روندا بول كاجامي علي ما بذله من جهود سابقة لدفع العمل الأفريقي المشترك، وعلي جهده الدؤوب خلال توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، وما تحقق بالتبعية من تقدم ملحوظ علي صعيد إصلاح الاتحاد الأفريقي بما يجعله أكثر قدرة علي إنجاز المسؤليات المهمة الموكلة إليه في ظل أوضاع إقليمية ودولية دقيقة تتشابك فيها التحديات والمخاطر التي تجابه المصالح الأفريقية".
وأضاف السيسي "أن مصر ستعمل جاهدة علي مواصلة الطريق الذي بدأناه سويا للإصلاح المؤسسي والهيكلي والمالي للاتحاد، واستكمال ما تحقق من انجازات ترسيخا لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية وسعيا نحو تطوير أدوات وقدرات الاتحاد ومفوضيته لتلبية تطلعات وآمال الشعوب الإفريقية".
وأعرب الرئيس السيسي، عن خالص التهاني لفخامة الرئيس سيريل رامافوزا رئيس دولة جنوب إفريقيا بمناسبة اختياره لتولي رئاسة الاتحاد الافريقي عام 2020، مضيفا وكلي إيمان أن تعاوننا كرئاسة الاتحاد سيدعم الاستمرارية والمؤسسية في إطار العمل الإفريقي المشترك ويعزز من تضامننا الإفريقي.
ورحب الرئيس السيسي بالقادة الافارقة الذين يترأسون وفود بلادهم للمرة الأولى باجتماعات قمة الاتحاد الافريقي ، مهنئا إياهم بثقة شعوبهم ومتمنيا لهم خالص التوفيق والسداد في مهامهم، ومتطلعا للتعاون معهم لتعزيز العمل الافريقي المشترك.
ووجه الرئيس السيسي الشكر لأصحاب الجلالة والفخامة والمعالي على الشرف الرفيع والثقة الغالية التى أولوها إلى مصر لقيادة دفة الاتحاد الافريقي خلال عام 2019 الي يمثل قمة العمل الافريقي المشترك والذى تجلى في أبهى صوره في ثورات التحرر الوطني في إفريقيا.
وأشار إلى أنه منذ خمسينيات القرن الماضي عكفت مصر على تصدير الكفاح السياسي ضد الاستعمار كمحور مهم في سياستها الخارجية آنذاك، وكانت القاهرة وجهة اساسية لكل الحركات الافريقية الساعية للاستقرار والتحرر الوطني من الاستعمار ، قائلًا:" وها أنا أقف أمامكم اليوم واعيا لحجم المسؤولية الكبيرة التى عهدتم بها إلى مصر لتنسيق العمل الافريقي المشترك في ظرف دولي وقاري دقيق تعصف به نزاعات التطرف ومواجهة الإرهاب وتتزايد فيه التحديات التى تواجه مفهوم الدولة الوطنية في وقت تتعاظم فيه تطلعات الشعوب.
وأضاف أنه ليس هناك ما يبعث على التفاؤل مثل اجتماعنا معا للتدبر والتداول في شؤون قارتنا المجيدة وتنسيق خطانا على طريق المسيرة الواحدة من أجل إسعاد مئات الملايين من أبنائنا وأحفادنا وهو الهدف الذى نكرس له كل عملنا وجهدنا.
وتابع الرئيس السيسي: "ولقد مضى أكثر من نصف قرن على اجتماع الآباء المؤسسين الذين أرسوا سويًا لبنة الوحدة الإفريقية، هنا بأديس أبابا في مايو 1963، يومها قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر "ليكن ميثاقا لكل أفريقيا ولتعقد اجتماعات على كل المستويات الرسمية والشعبية ولنبدأ طريقنا في التعاون الاقتصادي نحو سوق أفريقية مشتركة".. كلمات مضى عليها أكثر من نصف قرن ولكن ما يزال صداها ماثلًا أمامنا.. منذ تلك اللحظة التاريخية وحتى الآن استطاعت أفريقيا أن تقطع شوطًا طويلًا واستطعنا تحقيق الكثير من الأحلام وتغلبنا على العديد من العقبات وواجهنا ما استجد من تحديات، تخلصنا من الاستعمار وإن بقيت آثاره ورواسبه ومازلنا نعمل جاهدين على ترسيخ مقومات السلام والأمن والاستقرار وعلى تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج القاري لدولنا وشعوبنا سعيا نحو بناء الإنسان الأفريقي.
وأضاف الرئيس السيسي: "كما ثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الفهم المشترك والاحترام المتبادل بيننا جميعا هو أعظم قوة دافعة نمنحها للاتحاد الأفريقي، وإنه بتعميق إرادتنا المتحدة يستطيع عملنا المشترك أن ينطلق نحو كل الأفاق التي نستهدفها ونتطلع إليها.. وكما قال الزعيم الغاني الراحل كوامي نكروما "في انقسامنا ضعف وفي اتحادنا يمكن لأفريقيا أن تصبح واحدة من أعظم القوى في العالم".
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي "السيدات والسادة أود في هذا المقام تأكيد أهمية ترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية فهو السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المشتركة التي تواجهنا، فأفريقيا أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها ومن ثم أقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية تحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجي والسقوط في براثن الأنماط المبتكرة والمعاصرة من استغلال تلك الأنماط التي تلائم واقعها".
وأضاف أنه "على الرغم من جهودنا الحثيثة للسيطرة على النزاعات بالقارة ومحاصرتها وخطتنا الطموحة لإسكات البنادق في جميع أرجاء القارة بحلول عام 2020 فلا يخفى عليكم أن الطريق أمامنا لا يزال طويلًا لإنهاء الاقتتال في أفريقيا وعلينا أن نستمر في السعي سويًا لطي تلك الصفحة الأليمة من تاريخ النزاعات في أفريقيا والتي نالت من آمال التنمية بالقارة".
وتابع الرئيس: "كما يتعين علينا أن نؤمن بضرورة تحصين درع التنمية لمعالجة جذور الأزمات ومن هنا أدعوكم أشقائي قادة أفريقيا للعمل معًا على إعادة إحياء وتفعيل سياسة قارتنا الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات لوضع خطط عمل تنفيذية تحصن الدول الخارجة من النزاعات ضد أخطار الانتكاس وتساعد على بناء قدرات مؤسسات الدولة لتضطلع بمهامها في حماية أوطانها وتسهم في التئام جروح مجتمعاتنا".
وأضاف الرئيس السيسي: "ونتطلع لإطلاق أنشطة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات والذي تستضيفه القاهرة في أقرب وقت ممكن ليكون بمثابة منصة تنسيق جامعة وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مخصصة للدول الخارجة من النزاعات تراعي خصوصية الدولة وتحمي حقها في ملكية مسار إعادة الإعمار والتنمية ويستمر العمل على تطوير وتعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية بشكل شامل ومستدام كهدف استراتيجي لقارتنا وستظل الوساطة والدبلوماسية الوقائية على قمة أولويات الاتحاد الأفريقي.
كما سنعكف على تعزيز التنسيق والمواءمة بين آليات السلم والأمن القارية والإقليمية لتتكامل دون تقاطع بما يعزز الاستجابة المبكرة والفعالة لمختلف الأزمات".
وأوضح الرئيس السيسي: "أن الإرهاب سيظل سرطانًا خبيثًا يسعى للتغلغل في أجساد الأوطان الأفريقية ويهاجم مفاصل الدولة الوطنية ويختطف أحلام الشعوب وأبناءها، إن مكافحة الإرهاب بشكل شامل تتطلب منا تحديد داعميه ومموليه ومواجهتهم سويا في إطار جماعي وكاشف ومع إدراكنا لصعوبة تلك المعركة وتعقيدها تظل هي الطريق الأمثل لاجتثاث جذور الإرهاب والقضاء عليه، ولا يقلل ذلك من حتمية دحض سموم التطرف التي تفرز الإرهاب وضرورة تعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحامية والقوية".
وقال الرئيس السيسي، "إن جسر الهوة بين إرساء السلام والاستقرار وجني الشعوب لثمار التنمية يتصدر هموم محافل السلم والأمن الدولية ويشغل بال القيادات السياسية ويستثير ألمع العقول الدبلوماسية والأمنية والاستراتيجية، وفي هذا الإطار يسعدني الإعلان عن إطلاق النسخة الأولى من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة خلال عام 2019 ليكون منصة إقليمية وقارية يجتمع بها قادة السياسة والفكر وصناع السلام وشركاء التنمية في مدينة أسوان جوهرة النيل، لنبحث معا آفاق الربط بين السلام والتنمية بشكل مستدام بما يصنع فارقا ملموسًا في حياة الشعوب ويبث الأمل في نفوسهم".
وأضاف السيسي" السيدات والسادة .. تعقد قمة الاتحاد الإفريقي اليوم تحت عنوان (المهاجرون والعائدون والنازحون نحو حلول دائمة للنزوح القسري في إفريقيا)، وهنا أود أن أؤكد أننا بصدد عرض لأمراض متعددة فانتشار النزاعات ووحشية الإرهاب وهمجية التطرف وتغير المناخ وقسوة الفقر وشح المياه وتفشي الجفاف كلها عوامل تتضافر وتتداخل لتدفع البشر إلى فراق ديارهم، لاسيما وأن آثار تلك الأزمات تنعكس على إفريقيا بالمقام الأول، حيث تصل أعداد اللاجئين إلى نحو 8 ملايين لاجئ 90% منهم لاجئين داخل القارة".
واستطرد: " كما تصل أعداد النازحين إلى حوالي 18 مليون نازح وهو ما يحثنا على تبني مقاربة تنموية تشمل مشروعات قارية وإقليمية ضخمة لتوفير أكبر قدر من فرص العمل لمواطني القارة واعتماد برامج إعادة إعمار مستنيرة، تعيد تأهيل المجتمعات وتهيئ الظروف للعودة إلى ديارهم فضلا عن إرساء خطة تطوير متوسطة الأمد تخلق مناطق اقتصادية متكاملة وجاذبة في أنحاء القارة لتوظيف الأيدي العاملة والعقول الإفريقية وإبقائها في أحضان قارتها الأم".
وتابع الرئيس السيسي قائلًا "كما ينبغي في السياق ذاته تكثيف تعاوننا العلمي للاستفادة من قدرات القارة الطبيعية في تنويع مصادر الطاقة من خلال دعم مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة بما يسهم في تخفيف الآثار البيئية لظاهرة تغير المناخ التي نشهدها وتتأثر بها حياة شعوبنا".
وأضاف: " وإذ تلتزم إفريقيا بالعمل على حماية كوكبنا وفقا لاتفاق باريس للمناخ فإنها تدعو دول العالم المتقدم إلى الالتزام بتعهداتها لاسيما وان هذه الدول هي الأكثر تأثيرا على مناخ الأرض والأكثر استفادة من مواردها".
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي " استطاعت أفريقيا تحقيق العديد من المكاسب من خلال تبنيها مواقف مُشتركة وموحدة بالمناقشات والمفاوضات الدولية مُتعددة الأطراف، الأمر الذي يحثنا على ترسيخ التوافق الأفريقي للدفاع عن المصالح الأفريقية، خاصة فيما يتعلق بحق الدولة الأصيل في امتلاكها لبرامج التنمية، وحق أفريقيا التاريخي في تمثيل عادل بمجلس الأمن الدولي بما يعكس الموقف الأفريقي الموحد وفقاً لتوافق (إيزوِلويني) وإعلان سرت".
وأضاف الرئيس "يوماً تلو الآخر تستعيد المرأة الأفريقية العظيمة دورها المحوري في المساهمة في قيادة قارتنا، وإليها أوجه تحية تقدير وإعزاز، لما تحملته وما زالت من التصدي لويلات الحروب بالصبر، والتغلب على ندرة الموارد بالجهد، إليكن سيدات أفريقيا أقول، إن أمامكن الأُفق مضيئاً إلى مُنتهاه، لا يوجد ما يمنعكن من تحقيق آمالكن وترسيخ قيادتكن، فقط عليكن مواصلة الجهد والعمل والتسلح بالعلم والإرادة، وعلينا نحن أن نفتح جميع الأبواب أمام تحقيق آمال وأحلام المرأة الأفريقية".
وأشار الرئيس إلى أن شباب أفريقيا، قلب القارة النابض وسواعدها الفتية أقول، إننا نبذل الجهود، ونُعد الخطط، آملين أن نترك لكم قارة أقوى مما ورثناها، وأن نفتح لكم أفاقاً أرحب مما وجدنا، وأن نخلق لكم أدواتاً تمكنكم من قيادة دفة أفريقيا الآمنة القوية، وكونوا على ثقة بأننا نؤمن دائماً بكم وبأحلامكم، ويبقى عليكم العمل الجاد، فقارتكم تحتاج سواعدكم وكفاحكم، فازرعوا بأراضيكم أغصان غد مشرق قبل أن تندفعوا في مغامرات للهجرة أقرب للانتحار، وتريثوا قبل الانسياق وراء افتراءات تطرف تسقطكم في براثن الإرهاب.
وتابع "إلى شرُكاء إفريقيا بدول العالم أقول، أن الشراكة مع أفريقيا فُرصة حقيقية لتحقيق المصالح المشتركة، واستثمار رابح اقتصادياً وتنموياً، إن أفريقيا وهي تحرصُ على تعزيز تكاملها تبقى منفتحة على العالم، وسنسعى لتعميق التعاون مع شركاء القارة الحاليين لاعتماد خطط تنفيذية قابلة للتفعيل تعود على شعوب القارة بنتائج ملموسة، كما سنعكف على توسيع آفاق التعاون الأفريقي مع مُختلف الشركاء الدوليين مُستهدفين بناء القُدرات الأفريقية، ونقل المعرفة، وتحديث منظومة التصنيع القارية، وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية، وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمي بأفريقيا".
وقال الرئيس "من هذا المنبر توجه أفريقيا الدعوة إلى مؤسسات القطاع الخاص العالمية والشركات الدولية مُتعددة الجنسيات للاستثمار في قارتنا، فأسواق أفريقيا مفتوحة والظروف الاستثمارية مُهيأة وأيادينا ممدودة للتعاون وأراضينا غنية بالفرص والثروات، ولدينا الثروة البشرية، وعزمنا على بناء مُستقبل قارتنا في شتى المجالات لا يلين".
وتابع الرئيس "أُطالب مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بأن تضطلع بدورها في تمويل التنمية بأفريقيا، وتوفير الضمانات المالية لبناء قُدرات القارة بما يُسهم في تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار، وأذكرهم دوماً أن لكل قارة خصائصها، ولكل دولة خصوصيتها، وقد آن الأوان لكي تُفكر تلك المؤسسات بشكل مُختلف تجاه أفريقيا، وتقدم شروطاً ومعاييراً مرنة تسهم في تحقيق الدول الأفريقية لأحلامها باللحاق بركب التقدُم والتحديث والتنمية المُستدامة".
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي "الأخوة والأخوات، إن نجاحنا في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية يتوقف إلى حد كبير على قدرتنا على مواجهة هذا التحدي يدا واحدة، وبالتالي علينا أن نعمل سويا على تذليل المعوقات التي تواجه تعميق العمل الأفريقي المشترك من خلال التركيز على ثلاثة محاور؛ أولها؛ تعزيز جهود تحقيق التكامل الإقليمي في أفريقيا وأفضل سبيل لذلك هو تطوير البنية التحتية الأفريقية، من خلال تعظيم المشروعات العابرة للحدود، وتشجيع الاستثمارات في هذا المجال، لا سيما في إطار المشروعات المدرجة ضمن أولويات الاتحاد الأفريقي كمشروع ربط القاهرة بريا بكيب تاون، ومشروع الربط الكهربائي بين الشمال والجنوب، وربط البحر المتوسط ببحيرة فكتوريا".
وأضاف أن "ثاني هذه المحاور؛ هو دفع الاندماج القاري عبر تسريع وتيرة إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وهو أحد أهم أولويات الاتحاد الإفريقي بما يساهم في تخفيض أسعار الكثير من السلع، ويزيد من تنافسية القارة الإفريقية على المستوى العالمي، وبالتالي تحتم علينا الظروف المحيطة تعزيز تعاوننا وتكثيف جهودنا للدفع بدخول الاتفاقية المنشئة للمنطقة إلى حيز النفاذ وتفعيلها في أقرب وقت ممكن، كما يتعين علينا العمل سوياً على استكمال المنظومة التجارية والاستثمارية والاقتصادية الإفريقية بما يُتيح لنا تحقيق نتائج واقعية تلمسها شعوبنا".
وأشار إلى أن "المحور الثالث والأخير يمثل تتويجا للمحورين السابقين، وهو السعي لتوفير المزيد من فرص العمل للشباب، الأمر الذي يتطلب بشكل رئيسي حشد الاستثمارات الوطنية والدولية وجذب رؤوس الأموال وتوطين التكنولوجيا".
وتابع "أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي ملوك ورؤساء الدول والحكومات الإفريقية، إن أنظار القارة تتطلع إلينا وتترقب قراراتنا وأعمالنا بكل اهتمام، وليس أمامنا بديل سوى قبول التحدي وإثبات أن أبناء هذه الأرض المناضلة قادرون على العطاء المستمر من أجل إيجاد عالم أفضل لشعوبنا الإفريقية، ومن ثم فإن العمل الإفريقي المشترك لم يعد اختياراً أمامنا وإنما أصبح أمراً حتمياً في ظل ظرف دولي مليء بالتحديات والصعوبات التي لن تستطيع الدول مواجهاتها فرادي".
وأردف "من هنا تبرز أهمية ترجمة أقوالنا وقراراتنا إلى خطوات عملية محددة، بحيث يتأكد للعالم الخارجي أننا نعني ما نقول، وأن التضامن الإفريقي كيان فاعل يستطيع أن يحرك المواقف ويفرض نفسه على الأحداث، وليس مجرد شعاراً نظرياً، لقد امتلك أسلافنا حكمة الوحدة، ومنهم نستمد الشجاعة، تلك الشجاعة التي قال عنها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، والذي سميت هذه القاعة تيمناً به، أنها ليست غياب الخوف، وإنما القدرة على التغلب عليه".
وتابع "من واجبنا أن نجدد العهد على أن نكمل تلك المسيرة بعزم لا يلين وإلهامٍ لا ينضب في الاستناد طواعيةً وتحمساً على صخرة التضامن الإفريقي التي طالما عززت إيمان شعوب القارة بأن ترابطها هو السبيل الوحيد لصون حقوقها ومصالحها".
واختتم السيسي كلمته بـ "تحيا إفريقيا وتحيا شعوبها العظيمة.. شكرا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
السيسي: مصر ستسعي لتطوير أدوات وقدرات الاتحاد الأفريقي وتقديم كافة الدعم له
إثيوبيا/السيسي/مصر
You have unlimited quota for this service