القاهرة في 4 فبراير / أش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
يحيي العالم بعد غد (الأربعاء )اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث 2019 تحت شعار " نهاية تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية والمرأة " #EndFGM &Womenmatter# ، حيث حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن ما يقرب من 70 مليون فتاة تواجه تشويه الأعضاء التناسلية بحلول 2030. ويشمل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية جميع الممارسات التي تنطوي على إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية إزالة جزئية أو كلية، أو إلحاق أضرار أخرى بتلك الأعضاء بدواع لا تستهدف العلاج. وتعكس هذه الممارسة التباين المتجذر بين الجنسين، وتمثل أحد أشكال التمييز ضد المرأة والفتاة. فضلا عن ذلك، تنتهك هذه الممارسة حقهن في الصحة والأمن والسلامة البدنية، وحقهن في تجنب التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وحقهن في الحياة إذ ما أدت هذه الممارسة إلى الوفاة. وتتركز هذه الممارسة في 29 بلداً في أفريقيا والشرق الأوسط، إلا أنها شائعة كذلك في عديد البلدان الآسيوية، بما في ذلك الهند وإندونيسيا والعراق وباكستان، وكذلك بين بعض جماعات السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية مثل إمبيرا في كولومبيا. وعلاوة على ذلك، تتواصل ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بين السكان المهاجرين الذين يعيشون في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا. وكانت الجمعية العامة قد اعتمدت القرار 146/67 في ديسمبر 2012، والذي دعت فيه الدول ومنظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني وأصحاب المصلحة إلى الاستمرار في الاحتفال بيوم 6 فبراير بوصفه اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث، واستغلال هذا اليوم في حملات لرفع الوعي بهذه الممارسة واتخاذ إجراءات ملموسة للحد من تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. وفي ديسمبر2014، اعتمدت الجمعية العامة قرارها 150/69 ، الذي دعا إلى تكثيف الجهود المبذولة للقضاء على ممارسة تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث، ودعا الدول الأعضاء إلى تطوير خطط متكاملة وشاملة وتنفيذها ودعمها للوقاية من هذه الممارسة، على أن تشتمل تلك الاستراتيجيات على تدريب العاملين في المجال الصحي والمتخصصين الاجتماعيين والقيادات الاجتماعية والدينية بما يضمن توفير خدمات رعاية كفوءة للمرأة والفتاة المعرضات لخطر هذه الممارسة. وأعترف القرار بالحاجة إلى تكثيف الجهود وإيلاء ما يستحق من مكانة وأهمية في جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015.
وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي لختان الإناث ، سوف ينظم صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع شريك له معرضاً في مقر الأمم المتحدة في نيويورك معنون "68 مليون فتاة في خطر" يراد به الاحتفال بالنجاحات التي تحققت خلال العقود الماضية في الكفاح العالمي العاجل للتخلي ممارسة تشوية الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث). ويهدف المعرض كذلك إلى إذكاء الوعي والتشجيع على العمل في مجال مكافحة تلك الممارسة وتقديم حجة مقنعة للتخلي عن ختان الإناث. يستمر هذا المعرض من 6 فبراير إلى 25 مارس 2019.
وتشير تقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان لعام 2018، حيث يحذر أن ما يقرب من 70 مليون فتاة تواجه تشويه الأعضاء التناسلية بحلول 2030 . وأن حوالي 68 مليون فتاة يواجهن تشويه أعضائهن التناسلية بين عامي 2015 و 2030. وتشير الأرقام الجديدة إلى أن التقديرات الحالية لـ 3.9 مليون فتاة مشوهة كل عام سترتفع إلى 4.6 مليون فتاة بحلول عام 2030 ، ما لم يتم بذل جهود كبيرة على وجه السرعة لمنع حدوث ذلك. وترجع الزيادة إلى النمو السكاني المتوقع في المجتمعات التي تمارس التشويه . وأن أكثر من 200 مليون امرأة يعانين من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية اليوم. وتمثل الفتيات اللواتي تقل أعمارهن عن 14 عام ما مجموعة 44 مليونا من ضحايا الممارية، وتوجد أغلبهن في مالي بنسبة 73 %، وغامبيا بنسبة 56 %، وموريتانيا بنسبة 54 %، وإندونيسيا بنسبة 49 %. وتعيش أغلب ضحايا الممارسة، ممن هن بين سني 15 و 49 في الصومال بنسبة 98 % ، وغينيا بنسبة 97 % ، وجيبوتي بنسبة 93 % ومصر بنسبة 87 % . وتجرى هذه الممارسة في أغلب الأحيان، على فتيات تتراوح أعمارهن بين سن الرضاعة و15 سنة.
وقد أشارت الدكتورة "ناتاليا كانم" المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إلي إن الأرقام الجديدة تظهر إلى أي مدى يجب علينا أن نذهب للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. والخبر السار هو أننا نعرف ما الذي ينجح. فالإرادة السياسية المتزايدة والمشاركة المجتمعية والاستثمارات المستهدفة تتغير. وأضافت كانم، إلي أنه نحن بحاجة إلى مضاعفة هذه الجهود بسرعة من أجل الوفاء بتعهدنا الجماعي بإنهاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بحلول عام 2030.
وذكرت كانم ، أن الأرقام الجديدة تأتي من طريقة أكثر قوة لتوليد بيانات مخاطر خاصة بالعمر للتشوهات. ثم جمعت البيانات مع تقديرات سكان العالم في الأمم المتحدة لتعرض مجمل المخاطر . وتشمل الأرقام الجديدة الآن بيانات من إندونيسيا ، حيث استوعبت الطريقة المعدلة ما يقرب من مليون فتاة يواجهن التشويه في السنة الأولى من حياتهن. وعلى الرغم من أن خطر تشويه فتاة تبلغ نحو الثلث أقل مما كانت عليه قبل ثلاثة عقود ، وإن المزيد منها سيواجه تشويهاً مع زيادة عدد الفتيات. لا يزال صندوق الأمم المتحدة للسكان ملتزماً بدعم المجتمعات في القتال لإنهاء هذه الممارسة الضارة ، والتي لا مكان لها في القرن 21.
وتشير دراسة نشرت في مجلة "بي م جي للصحة العالمية "# BMJ Global Health #، تحت عنوان " دراسة الصحة السكانية " الصادرة عن جامعة نورثمبريا بالمملكة المتحدة وتحت إشراف اليونيسف ، إلي انخفاض معدل ختان الإناث في أفريقيا خلال 30سنة الماضية. وأن 3 ملايين فتاة يتعرضن للختان كل عام.
وذكرت الدراسة التي تقيس معدل الختان بين الإناث اللواتي تقل أعمارهن عن 14 سنة في 29 دولة أفريقية ودولتين في غرب آسيا، من عام 1990 حتى عام 2017، حيث وجد الفريق انخفاضا ملحوظاً في شيوع الختان خلال تلك الحقبة، مع انخفاض المعدل في شرق أفريقيا من 71 % في عام 1995 إلى 8 % في عام 2016؛ وفي شمال أفريقيا من 58% في عام 1990 إلى 14% في عام 2015؛ وفي غرب أفريقيا من 73% في عام 1996 إلى 25% في عام 2017.
وعلى النقيض من ذلك، ارتفع المعدل في غرب آسيا من نحو 1% في عام 1997 إلى 16% في عام 2013. وفقد شهدت دولتا غرب آسيا اللتان شملتهما الدراسة، وهما اليمن والعراق، حروباً كبرى وانهياراً للمجتمع المدني خلال تلك الحقبة، إلا أن الفريق لم يستقص ما إن كانت النزاعات قد أثرت في معدلات الختان. إلا أن التغيرات على المستوى الإقليمي تخفي الاختلافات على مستوى الدول المنفردة. فعلى سبيل المثال، توجد في غرب أفريقيا دول شهدت انحساراً ملحوظاً (منها النيجر حيث انخفضت نسبة الختان من 14.2% إلى 0.9%)، وأخرى بقي المعدل فيها على حاله أو حتى ازداد ومنها مالي حيث كان المعدل 74% في عام 1995 ، وأصبح 76% في عام 2015. كما شهدت كينيا وتنزانيا انخفاض معدلاتها إلى ثلث مستوياتها قبل ثلاثة عقود من خلال مزيج من النشاط والتشريعات المجتمعية. وفي جمهورية أفريقيا الوسطى والعراق وليبريا ونيجيريا ، انخفض معدل انتشار المرض بمقدار النصف. كما تتغير المواقف: تظهر البيانات الحديثة أن غالبية الناس في البلدان التي يمارس فيها تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يعتقدون أنها يجب أن تنتهي ، لكنهم يستمرون في إجبار بناتهم على الخضوع لهذا الإجراء بسبب الضغط الاجتماعي القوي. وتشير "مهيري جيبسون" عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة بريستول، والتي تدرس العادات الاجتماعية الضارة بالنساء، إلى أن الاستقصاءات التي استعملت في الدراسة تعتمد على الإبلاغ الذاتي، الذي يمكن أن يكون منحازاً. ويفسر الباحثون الانحسار مع الزمن على أنه تغير في السلوك، في حين أن ذلك يمكن أن يعبر في الواقع عن زيادة في عدم الإبلاغ عن ممارسة الختان. وأضافت جيبسون، أن الدراسات بينت أن الناس يميلون إلى التعتيم على الختان استجابة للحملات المناهضة له. وأنه يجب أن يكون واضعو السياسات على دراية بذلك، خاصة إذا كانوا يستخدمون بيانات ذاتية الإبلاغ في تقييم نجاح الحملات المناهضة للختان.
أ ش أ
العالم يحيي بعد غد "اليوم الدولي لعدم التسامح "مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث
مصر/أممى/أمم متحدة
You have unlimited quota for this service