القاهرة في 5 فبراير / أ ش أ/ تقرير شحاتة عوض ..(مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
أيام معدودة وتتسلم مصر رسميا رئاسة الاتحاد الأفريقي لتتوج بذلك عودتها القوية إلى الساحة الافريقية منذ أن يممت القيادة المصرية وجهها في السنوات الأخيرة، شطر القارة السمراء في محاولة لترميم ما تهدم من علاقات ،واستعادة ما فُقد من نفوذ وحضور مصريين على الساحة الافريقية على مدى عقود.
تسلم مصر لرئاسة الاتحاد الافريقي، للمرة الاولى منذ ربع قرن ، والذي سيجري خلال قمة الاتحاد المرتقبة في العاصمة الاثيوبية اديس أبابا يومي 10 و11 فبراير الحالي بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي وزعماء وقادة الدول الافريقية، يشكل بداية مرحلة جديدة ومهمة في العلاقات المصرية الافريقية ، ينتظر أن تواصل خلالها مصر اهتمامها وجهودها لتعزيز هذه العلاقات ، ونقلها إلى آفاق أرحب وأوسع من التعاون المثمر والفعال في مختلف المجالات ، وبما يعود بالنفع على مختلف بلدان القارة.
الأرقام المجردة تظهر بجلاء حجم الاهتمام الذي أولته وتوليه القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية في عهد الرئيس السيسي لاستعادة مكانة مصر وموقعها على الساحة الافريقية ،ووصل ما انقطع من علاقات وتعاون بين مصر ومحيطها الافريقي. فقد كان نصيب البلدان الافريقية نحو 35 في المائة من عدد زيارات وجولات الرئيس الخارجية منذ توليه السلطة عام 2014 ، فضلا عن الزيارات العديدة التي قام بها كبار المسؤولين المصريين إلى دول القارة.
وقد عكس هذا الاهتمام المتزايد من قبل الرئيس السيسي بقارة أفريقيا ، رغبة واضحة لملء الفراغ الذي نشأ في العلاقات المصرية الافريقية ، لاسيما في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك ، والذي غاب عن العديد من القمم الافريقية ، ما أدى إلى حدوث ما اعتبره دبلوماسيون ومحللون مصريون ، فجوة أو جفوة في التواصل مع قادة الدول الأفريقية، وهذا هو الأمر الذي تنبهت اليه القيادة المصرية الحالية فسعت جاهدة لشغل هذا الفراغ .
وقد ظهر ذلك بوضوح في حرص الرئيس السيسي، على المشاركة بنفسه في معظم القمم الأفريقية، منذ تولى الرئاسة 2014، فضلاً عن تكثيف القاهرة للفعاليات والأنشطة التي تستهدف تعزيز العلاقات المصرية الافريقية ، فقد أصبحت مصر في السنوات الأخيرة ملتقى لكثير من المؤتمرات والفعاليات التي تعنى بالقضايا الافريقية ، وكان آخرها منتدى "أفريقيا 2018" الذي عقد في مدينة شرم الشيخ في ديسمبر الماضي بحضور عدد من القادة الافارقة وقرابة ثلاثة الآف من رواد الأعمال الأفارقة ، وسبقه في شهر أغسطس من نفس العام اجتماع لمجلس محافظي ورؤساء البنوك المركزية الأفريقية . كما تم اطلاق مهرجان للسينما الافريقية يقام في الاقصر في شهر مارس من كل عام .
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة.
/أ ش أ /
مصر تتوج عودتها القوية لأفريقيا برئاسة الاتحاد الافريقي
مصر/مصر ورئاسة الاتحاد الافريقي/سياسي
You have unlimited quota for this service