القاهرة في 16 يناير/أ ش أ/ تحليل: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
جاءت الجولة التي قام بها مؤخرا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الشرق الأوسط وشملت عدة دول، العراق والأردن ومصر وخمس دول خليجية، جاءت على خلفية مجموعة من الأزمات التي تعانى منها الإدارة الأمريكية مع الكونجرس الذى اكتسحته أغلبية ديمقراطية فى الانتخابات النصفية، تمثلت في رفضها تمويل الجدار الذى يريد الرئيس ترامب أن يبنيه على الحدود مع المكسيك، وتمسكت بموقفها حينما فرض ترامب على الحكومة إغلاق مستمر، هو الأطول والأكثر كلفة فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وثمة أزمة ثقة داخلية تطال ترامب وتلاحقه شبهة التخابر مع روسيا لإنجاح حملته الانتخابية، ولا تنفك دائرة الاتهام تضيق من حوله كل يوم مع قرب اكتمال أوراق المحقق الفيدرالى روبرت مولر، وإدانة المقربين من الرئيس الواحد تلو الآخر، وتعالى دعوات عزله على ألسنة نواب.
ناهيك عن التداعيات التي ترتبت على قرار الرئيس ترامب سحب قواته من سوريا، من استقالة وزير الدفاع، وانزعاج إسرائيل من هذا القرار ثم عدول ترامب بأن الانسحاب سيتم خلال ثلاثة شهور، هذه القرارات بدت فيها أمريكا وكأنها تتخلى عن حلفائها التقليديين، وبدا فيها الانسحاب العسكرى وكأنه إقرار بصحة الرؤية الانسحابية التى اعتنقها أوباما فى الشرق الأوسط، بما يوحي بأن منطقة الشرق الأوسط لم تعد ذات أولوية في السياسة الأمريكية، الأمر الذي أثار حفيظة حلفاء الولايات المتحدة المنطقة ودعوتها للعدول عنها. وبالتالي جاء خطاب بومبيو فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ليؤكد أن ترامب ليس أوباما.
الاستراتيجية الأمريكية
يبدو أن "استراتيجية الأمن القومي" التي أطلقها الرئيس ترامب أثارت تساؤلات كثيرة حول كيفية قيادة إدارته للسياسة الخارجية، والمضمون الجوهري للانخراط العالمي الأمريكي، وماهية الأدوات والسياسات العامة التي ستستخدم لتعزيز هذه الرؤية.
لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.
/أ ش أ/
جولة بومبيو في الشرق الأوسط .... استمرار أم تغير في الاستراتيجية الأمريكية
مصر/دولى/سياسي
You have unlimited quota for this service