القاهرة في 2 ديسمبر/ أ ش أ/ تقرير: هبه الحسيني..(مركز ابحاث ودراسات الشرق الأوسط)
يزداد المشهد الفرنسي تفاقما يوما تلو الآخر إثر تصاعد احتجاجات حركة "السترات الصفراء" التي اجتاحت أغلب المدن الفرنسية خلال الأسابيع الماضية للتنديد بزيادة أسعار الوقود وغلاء المعيشة، ونظمت الحركة أمس ثالث مظاهرة لها في مختلف أنحاء البلاد، وتصاعدت الاشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب حيث اعتقلت الشرطة نحو 205 أشخاص بسبب أعمال التخريب، فيما أصيب نحو 80 شخصا بينهم 14 من عناصر الشرطة، كما تم إغلاق 19 محطة على الأقل لمترو الأنفاق وسط باريس في ظل تواصل الاشتباكات العنيفة في مختلف أنحاء العاصمة.
وتحول شارع الشانزليزيه إلى ساحة قتال بعد اشتباك أصحاب "السترات الصفراء" مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وخراطيم المياه في مواجهة المتظاهرين، كما اندلعت النيران في مبنى بشارع رئيسي قريب من "قوس النصر" بباريس وسط أعمال عنف وتخريب للممتلكات الخاصة والعامة.
وأعلنت الداخلية الفرنسية أن نحو 75 ألف شخص شاركوا في مظاهرات أمس، وهو عدد أقل من عدد المشاركين في أول مظاهرة للحركة يوم 17 نوفمبر الماضي، والبالغ عددهم 282 ألف شخص، كما أنه يقل عن المشاركين في مظاهرات 24 نوفمبر وعددهم 106 آلاف شخص.
وردا على تصاعد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما حدث في باريس، مؤكدا أنه "لا علاقة له بالتعبير السلمي للغضب المشروع" وأن "مرتكبي هذا العنف لا يريدون التغيير، بل يريدون الفوضى"، مشيرا إلى أنه سيعقد "اجتماعاً مشتركاً بين الوزارات مع الخدمات ذات الصلة" فور عودته من قمة العشرين في الأرجنتين.
وبدوره، أكد رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب أن حكومته متمسكة بالحوار مع محتجي "السترات الصفراء"، مشددا على ضرورة احترام القانون، وكان معظم الممثلين عن السترات الصفراء الذين دعاهم فيليب الجمعة الماضية إلى قصر ماتينيون للحوار لم يلبوا الدعوة، وحضر اثنان فقط من أصل ثمانية ولم يسفر عن ذلك أي نتائج إيجابية خاصة أن أصحاب السترات الصفراء لا يعترفون بهؤلاء كممثلين لهم أو متحدثين باسمهم.
لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.
/أ ش أ/
"السترات الصفراء"..التحدي الأخطر أمام ماكرون بعد عام ونصف العام من رئاسته لفرنسا
مصر/اقتصادي/سياسي
You have unlimited quota for this service