شادية محمود
تصعيد الحرب التجارية بين بكين وواشنطن يلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي
القاهرة فى 19 سبتمبر / أ ش أ //....تقرير شادية محمود (مركز دراسات وابحاث الشرق الأوسط)
انتقلت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الامريكية والصين من مرحلة التصعيد إلى درجة الاشتعال ، ففى يوم الاثنين القادم سيدخل قرار بكين بفرض رسوم جمركية بقيمة 60 مليار دولار على بضائع امريكية حيز التنفيذ ، وهو اليوم ذاته الذي ستطبق فيه واشنطن الرسوم الجديدة التى فرضتها على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار ، وأفادت وزارة المالية الصينية بأن رسوما بين 5 فى المائة و10 فى المائة ستطال 5200 سلعة أمريكية تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار .
وكانت واشنطن قد أعلنت قبل يومين عن فرض رسوم بنسبة 10 فى المائة على واردات صينية تشمل بضائع بقيمة 200 مليار دولار بدأ من 24 سبتمبر الحالى وحتى نهاية العام الجاري، على أن تزيد اعتبارا من الأول من يناير القادم (2019 )إلى نسبة إلى 25 فى المائة ، وستفرض الجمارك الجديدة على حوالي 6000 سلعة ، الامر الذى يعد أكبر تعريفة جمركية تفرضها الإدارة الأمريكية على واردات من بلد أجنبي ، لكنها استثنت بعض المنتجات الإلكترونية والسلع الاستهلاكية من الرسوم الجديدة .
لم تعبأ الصين بما حذر منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء إعلانه عن الرسوم الجديدة، من أن أي رد أو تصعيد بإجراءات تجارية مشابهة من قبل الصين سوف يدفع بالولايات المتحدة إلى تطبيق المرحلة الثالثة من التعريفة الجمركية، وهي المرحلة التي تتضمن فرض تعريفة جمركية جديدة على منتجات صينية بقيمة 267 مليار دولار سنويا، وهو ما يجعل جميع واردات الولايات المتحدة من الصين خاضعة للرسوم الجمركية ، متهما الصين «بمحاولة التأثير» على الانتخابات الأمريكية عبر عقوبات تجارية .
ولم يكن القرار الصادر مؤخرا بفرض تعريفة جمركية على الواردات الصينية هو الأول من نوعه، إذ فرضت إدارة ترامب تعريفة جمركية في نهاية يوليو الماضي على منتجات بقيمة 34 مليار دولار سنويا ، وجاء القرار الثاني بزيادة هذه القيمة إلى 50 مليار دولار سنويا بزيادة بحوالي 16 مليار دولار في أغسطس الماضي، وهي التعريفة التي تبلغ قيمتها 25 فى المائة ، حيث يعزو البيت الأبيض ذلك بأن هذه التعريفات الجمركية تأتي ردا على السياسات التجارية "غير العادلة" التي تتبعها الصين،
ومن المفترض نظريا أن يؤدى فرض التعريفة الجمركية إلى منتج امريكى أقل سعرا من المنتجات المستوردة من الخارج، مما يشجع المستهلك على شرائه لذا يعتبر القرار مبررا لما يمنحه من دفعة قوية للشركات المحلية ولدعم للاقتصاد الوطني، ويرى مسئولون أن الأضرار التي قد تلحق بالاقتصاد الصيني بسبب التعريفة الجمركية ربما تثني بكين عن سياساتها التجارية الحالية ، ورغم ذلك تنتقد شركات أمريكية كثيرة قرارات التعريفة الجمركية التي توالى الإدارة الأمريكية اصدارها في الفترة الأخيرة.
وفي ظل العولمة الاقتصادية التي يعيشها العالم ، لم تتوقف آثار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين عليهما فقط بل بل ستمتد آثارها على حركة التجارة العالمية بشكل عام ، فقد أكدت غرفة التجارة الأوروبية في الصين أن تصاعد الحرب التجارية بين بكين وواشنطن تضر بالشركات الأوروبية وتؤدي إلى اضطراب عمل شبكة إمداداتها العالمي ، وذكر التقرير الصادر عن الغرفة أن الرسوم الحمائية المتبادلة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم ستؤدي إلى تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد العالمي وتقلص عدد الوظائف وتؤخر تحديث المنتجات، مدلله على ذلك بأن 17 فى المائة من الشركات التجارية أجلت زيادة استثماراتها أو توسعاتها بسبب التوترات التجارية ، وألقت الحرب بظلالها على قطاع النفط ، حيث تراجعت أسعار النفط في آسيا امس الثلاثاء في أسواقها نتيجة قلقها من تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وانعكاساتها على النمو العالمي وعلى الطلب على النفط الخام ،فيما ارتفعت اليوم الاربعاء أسعار الذهب تمشيا مع حركة الأسهم في ظل تراجع الدولار الأمريكي .
أ ش أ
تصعيد الحرب التجارية بين بكين وواشنطن يلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي
مصر/دولى/اقتصادي
You have unlimited quota for this service