القاهرة في 8 مايو /أ ش أ/ تقرير: شحاتة عوض (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط )
يبدو لبنان اليوم على أعتاب مرحلة سياسية جديدة سترسم ملامح المشهد اللبناني على مدى السنوات الأربع المقبلة وذلك على ضوء النتائج شبه النهائية للانتخابات النيابية والتي أعلنها وزير الداخلية نهاد المشنوق.
وإذا كان اللبنانيون قد تجاوزوا بنجاح تحدي إجراء أول انتخابات برلمانية منذ نحو عقد من الزمان، وفي ظل قانون انتخابي جديد كليا أثار حوله كثيرا من الجدل، فإن أمامهم اختبارا أكثر صعوبة، يتعلق بكيفية التعاطي مع هذه النتائج التي افرزتها الانتخابات. ويتوقف النجاح في هذا الاختبار، حسب كثير من المحللين على رؤية وقراءة كل طرف من أطراف المعادلة اللبنانية ، لنتائج الانتخابات وانعكاساتها. إذ تشكل تلك النتائج ، كما يرى مراقبون، تغييرا لافتا في أحجام وأوزان التركيبة السياسية والبرلمانية اللبنانية، وهو تغيير ستكون له انعكاساته على شكل وطبيعة التحالفات والعلاقات بين مكونات المشهد السياسي في لبنان خلال الفترة المقبلة.
ويربط كثير من المحللين بين هذه النتائج وبين القانون الانتخابي الجديد الذي جرت علي أساسه الانتخابات، والذي أدخل تعديلات على النظام الانتخابي النسبي، من خلال ما سمي بـ" الصوت التفضيلي" والتقسيم الطائفي للمقاعد الانتخابية، الأمر الذي انعكس بوضوح على النتائج، وأدى إلى خسارة البعض وانتصار البعض الآخر.
ويعتبر "تيار المستقبل" بزعامة رئيس الوزراء سعد الدين الحريري، أبرز الخاسرين في هذه الانتخابات، حيث تقلصت كتلته البرلمانية إلى 21 نائبا من اجمالي مقاعد مجلس النواب (128 مقعدا)، بعد أن كانت 32 نائبا في انتخابات عام 2009. وقد عزا بعض المحللين هذه الخسارة لعوامل عديدة على رأسها قانون الانتخاب الجديد وجهل الكثير من اللبنانيين بتفاصيله ومواده. لكن الحريري قلل من تأثير هذا التراجع في عدد نواب "تيار المستقبل" على المستقبل السياسي لتياره، وقال إن تيار المستقبل انتصر ونال كتلة نيابية كبير، رغم انه كان يراهن على كتلة أكبر واكثر تنوعا، مشيرا إلى أن تيار المستقبل كان يواجه ما وصفه ب"مشروع إقصاء "من الحياة السياسية.
لمتابعة تقارير وتحليلات مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة .
/ أ ش أ /
إنتخابات لبنان تعيد رسم الخريطة السياسية في البلاد
مصر/لبنان/سياسي
You have unlimited quota for this service