كتبت:نهى عبد المجيد
استراتيجية واشنطن العسكرية تلهب سباق التسلح العالمى
واشنطن – بوابة أ ش أ
رغم تأكيد الرئيس الامريكي باراك أوباما على أهمية إنهاء الحروب الاستباقية التي تسببت في مقتل ملايين الاشخاص فى العراق وأفغانستان ومناطق اخرى فى العالم خلال فترة حكم سلفه جورج بوش ومساهمتها الفاعلة فى دعم السلام والامن الدوليين اوضحت المؤسسات البحثية العسكرية أن الولايات المتحدة تعتزم تعزيز ميزانياتها العسكرية خلال السنوات القادمة لدعم تواجدها العسكرى فى مناطق جديدة بخلاف قواعدها العسكرية التقليدية مثل منطقة أسيا والمحيط الهادى .
وأشارت المؤسسات البحثية المعنية بشئون التسليح الدولى الى أن إجمالي حجم الانفاق العسكري العالمي العالم الماضي بلغ حوالى 7ر1 تريليون دولار أمريكي،وهو ما يؤكد ان السلام والامن الدوليين مازالا حلما بعيد المنال.
تتصدر الولايات المتحدة قائمة أكبر الميزانيات الدفاعية في العالم بنسبة 41 % من إجمالي حجم الإنفاق العسكري العالمي،حيث بلغت نسبة إنفاقها العسكري العام الماضي ما يقرب من 690 مليار دولار أمريكي أو ما يعادل نحو 7ر4% من إجمالي الناتج المحلي.
وأوضحت مجلة "جينز" المتخصصة فى الشئون الدفاعية أن العام الماضي شكل بداية تحولات استراتيجية مهمة للجيش الأمريكي صوب منطقة "آسيا-المحيط الهادي" التي تشهد نزاعات إقليمية وقلقا متناميا من جانب دول تلك المنطقة لصعود النفوذ العسكرى الصينى .
في السياق ذاته،نسبت صحيفة"واشنطن بوست"الأمريكية إلى مسئولين في البنتاجون قولهم إن توسع الوجود العسكري الأمريكي في أفريقيا أصبح أمرا ضروريا، وذلك لمواجهة انتشار الفصائل المتطرفة والمجموعات المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة في شمال أفريقيا والصومال ومجموعات مسلحة أخرى كجيش الرب الاوغندى وحركة الشباب الصومالية .
وحرصت وزارة الدفاع الامريكية / البنتاجون / على مواجهة النفوذ العسكرى والاقتصادى للصين بالقارة الافريقية من خلال انشاء قيادة أفريقيا أو ما يعرف "بافريكوم ".
من جانبه،أشار "معهد ستوكهولم الدولي للسلام" في تقريره السنوي إلى إن نسبة الانفاق الامريكي على التسليح بشكل عام انخفض بنحو 2ر1 % مقارنة بالأعوام السابقة ..
ورجح التقرير أن تشهد الأعوام المقبلة انخفاضا في ميزانية المؤسسة العسكرية الأمريكية على خلفية إجراءات صادق الكونجرس عليها مؤخرا لتقليص العجز في الموازنة الفيدرالية بالاضافة إلى الإنسحاب الأمريكي من حربي العراق أفغانستان.
روسيا تناطح عدودها اللدود:
تحل روسيا المركز الثاني بعد الولايات المتحدة من حيث حجم الانفاق العسكرى ،حيث بلغت حصتها في إجمالي سوق التسلح العالمية 1ر4%،ووصل حجم إنفاقها العسكري العام الماضي ما يفوق 129 مليار دولار أو ما يعادل نحو 9ر3% من إجمالي الناتج المحلي،وعلى النقيض من الولايات المتحدة ودول القارة الأوروبية تتصاعد الميزانية الدفاعية لروسيا بشكل مستمر،حيث قفزت بنسبة 9% مقارنة بالأعوام السابقة،متفوقة بذلك على كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا وهو ما أعاد الى الاذهان الترسانة العسكرية الهائلة للاتحاد السوفيتى السابق .
وأشارت صحيفة"الجارديان"البريطانية إلى أن روسيا تعتزم التوسع في حجم إنفاقها العسكري لترسيخ وجودها داخل جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ومجابهة النفوذ الأمريكي في مناطق النزاع حول العالم في ضوء أزمة سوريا المتفاقمة وتلويح إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران وتعزيز مشاركتها العسكرية مع الصين واندونيسيا .
التنين يكشر عن أنيابه
تراجعت الصين مركزا واحدا عن تصنيفات عام 2011،حيث بلغ حجم إنفاقها العسكري العام الماضي قرابة 64 مليار دولار بينما بلغ إنفاقها 143 مليار دولار .ويمثل الانفاق العسكري للصين قرابة 2% من ناتجها المحلي الاجمالى .
وبرغم من هذا التراجع ،تتوقع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية تضاعف حجم الميزانية الدفاعية للصين بحلول عام 2012 في ظل إنفاقها المتزايد على المقاتلات الحربية ومعدات عسكرية أخرى،لافتة إلى :" أن حجم الانفاق العسكري للصين تتضاعف بشكل مطرد خلال الاعوام ال 23 الماضية مما ساهم في تقليص الفجوة بينها وبين إلانفاق العسكري الأمريكي ،وفاقم مخاوف دول الجوار والولايات المتحدة حيال طموحات التنين الصيني ومساعيه لفرض سطوته العسكرية فى منطقة أسيا والمحيط الهادى والقارة الافريقية..
وأضافت:"أن التوسع المستمر في ميزانية الدفاعية للصين ساهم بدوره في انعاش الميزنيات الدفاعية لدول القارة الاسيوية كافة التي تسجل معدلات نمو تصل إلى 8% سنويا،متفوقة بذلك على دول العالم الأخرى بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط" .
الهند تعزز ترسانتها العسكرية
يمثل حجم الإنفاق العسكري للهند نحو 6ر2% من إجمالي الناتج المحلي حيث بلغ العام الماضي ما يفوق 58 مليار دولار.كما تعد الهند أكبر مستورد للمنتجات العسكرية وعمدت مؤخرا إلى مضاعفة معدل انفاقها السنوي بنسبة 6ر11% بهدف مواجهة النفوذ العسكري والإقتصادي المتزايد للصين،وتتطلع نيودلهي إلى توسيع ترسانتها من الأسلحة المتطورة والتي تشمل طائرات استطلاعية وطائرات شحن ومقاتلات حربية.
اليورو يهز آلة أوروبا العسكرية
يمثل حجم الإنفاق العسكري في بريطانيا حاليا 6ر2% من ناتجها المحلي الاجمالى وبلغ العام الماضي أكثر من 57 مليار دولار.وتظهر الميزانيات الدفاعية لبريطانيا والدول الأوروبية بشكل عام تراجعا ملحوظا وذلك بسبب أزمة الديون السيادية وسياسات التقشف بدول منطقة اليورو.
ونوهت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية إلى أن حجم الإنفاق العسكري الأوروبي بشكل عام آخذ في الانكماش منذ أعوام وهو ما ترتب عليه ارتفاع حصة مشاركة الولايات المتحدة في الميزانية الدفاعية لحلف الناتو من 50\% خلال الحرب الباردة لتصل حاليا إلى 75% ومرشحة للازدياد خلال الاعوام القادمة .
وأضافت:"أن بعض الدول الأوروبية التي تمتلك جيوشا كبيرة من حيث العدد والتمويل أضحت عاجزة أو بالأحرى عازفة عن نشر قوات لها في الخارج، فبالرغم من أن المانيا تحتفظ بنحو 200 ألف جندي، إلا أن عدد القوات التي تستطيع بالفعل نشرها خارج البلاد يقل عن 9 آلاف جندي فقط نتيجة السياسات التقشفية وقيود التسليح المفروضة عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية
المصادر: -موقع جلوبال باور فاير -مجلة "جينز" -"واشنطن بوست" -معهد ستوكهولم الدولي للسلام -صحيفة الجارديان -صحيفة فاينانشيال تايمز -صحيفة جلوبال بوست
استراتيجية واشنطن العسكرية تلهب سباق التسلح العالمى
الولايات المتحدة/تسليح/سياسة
You have unlimited quota for this service