• الصحة العالمية
    الصحة العالمية

القاهرة في 3 أبريل / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الصحة العالمية يوم 7 أبريل اليوم العالمي للصحة العالمية 2018 تحت شعار " التغطية الصحية الشاملة : للجميع وفي كل مكان " ، والغرض من التغطية الصحية الشاملة ضمان حصول الجميع على ما يلزمهم من الخدمات الصحية من دون مكابدة ضائقة مالية من جراء سداد أجور الحصول عليها. ويجب على كل مجتمع أو بلد يسعى إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة أن يأخذ في حسبانه عدة عوامل، منها ما يلي: إقامة نظام صحي فعال؛ إنشاء نظام لتمويل الخدمات الصحية؛
إتاحة الأدوية والتكنولوجيات الأساسية؛ تهيئة كادر من العاملين المدربين جيداً.
وتدعو منظمة الصحة العالمية في هذا العام، الذي يوافق الذكرى الـ 70 لإنشائها، زعماء العالم إلى الوفاء بالتعهدات التي قطعوها عندما اتفقوا على أهداف التنمية المستدامة في عام 2015، والالتزام باتخاذ خطوات فعلية في سبيل تحسين صحة جميع الناس.
وقد أشار الدكتور "تيدروس أدهانوم غيبريسوس " المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، إلي أن تحقيق التغطية الصحية الشاملة يعد ضمان دون إفقار الأساس لتحقيق الغايات الصحية لأهداف التنمية المستدامة. وفي الوقع، يجب أن يكون شعار "الصحة للجميع " هو مركز الثقل للجهود المبذولة من أجل تحقيق جميع الأهداف الإنمائية المستدامة. وذلك لأنه عندما يتمتع الناس بصحة جيدة وأسرهم، فسوف تستفيد المجتمعات والبلدان. ولكن لدينا طريق طويل لنقطعه. ما زال هناك نحو 400 مليون شخص ( بواقع 1من كل 17 من سكان العالم ) يفتقرون إلى الخدمات الصحية الأساسية . وأضاف غيبريسوس ، إلي أنه ينبغي ألا يضطر أحد إلى الاختيار بين الموت والصعوبات المالية. وينبغي ألا يضطر أحد إلى الاختيار بين شراء الدواء وشراء الغذاء . وطوال عام 2018، سنستهدف إلهام أصحاب المصلحة المعنيين بالتغطية الصحية الشاملة وحفزهم وتوجيههم كي يقطعوا التزامات بشأن التغطية الصحية الشاملة، على النحو التالي :

الإلهام : بتسليط الضوء على قدرة راسمي السياسات على تحويل صحة شعوبهم، ووضع التحدي في إطار من الإثارة والطموح، ودعوتهم لأن يكونوا جزءاً من التغيير.
التحفيز : بتبادل الأمثلة على البلدان التي تتقدم بالفعل صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة وتشجيع البلدان الأخرى على أن تجد طريقها بنفسها.
التوجيه: بتوفير الأدوات الخاصة بالحوار السياسي المنظم بشأن التقدم صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة محلياً أو دعم هذه الجهود في البلدان الأخرى (مثل التوسع في التغطية بالخدمات، وتحسين جودة الخدمات، والحد من الدفع المباشر).
ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية في تعريفها "التغطية الصحية الشاملة" ، تعني أن يحصل كل الناس على الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها دون أن يتعرضوا لضائقة مالية عند سداد مقابلها. وينبغي تغطية المجموعة الكاملة من الخدمات الصحية الضرورية والجيدة، بما في ذلك تعزيز الصحة والوقاية والعلاج والتأهيل والرعاية الملطفة. وتقتضي التغطية الصحية الشاملة التغطية والقيام بالتدخلات الرئيسية التي تتصدى لأهم أسباب المرض والوفاة. وتتعلق إحدى الغايات الرئيسية للتغطية الصحية الشاملة بجودة الخدمات الصحية التي يتعين أن تكون جيدة بالقدر الكافي لتحسين صحة من يحصلون على الخدمات.
وإذا اضطر الناس إلى أن يسددوا معظم التكلفة من مالهم الخاص سيتعذر على الفقراء الحصول على كثير من الخدمات التي يحتاجون إليها، وحتى الأغنياء سيتعرضون لضائقة مالية في حالة الإصابة باعتلال وخيم أو طويل الأمد. وتزيد إتاحة الخدمات اللازمة والحماية من المخاطر المالية من خلال أشكال الحماية المالية التي تتيح تجميع الأموال (عن طريق الضرائب وسائر الإيرادات الحكومية و/ أو اشتراكات التأمينات) لتوزيع تكلفة المخاطر المالية للاعتلال على السكان، وتتيح الدعم غير المباشر من الأغنياء للفقراء ومن الأصحاء للمرضى.
ولا يمكن تحقيق التغطية الصحية الشاملة في جميع البلدان بين ليلة وضحاها، ولكن بإمكان جميع البلدان أن تتحرك بسرعة أكبر نحو تحقيقها أو أن تحافظ على المكاسب التي حققتها بالفعل. وفي البلدان التي أصبحت فيها إتاحة الخدمات الصحية بأسعار ميسورة أمراً تقليدياً تجد الحكومات صعوبة متزايدة في تلبية احتياجات السكان الصحية التي لا تكف عن التزايد، وفي تغطية التكاليف المتنامية للخدمات الصحية. وفيما يلي بيان العوامل الرئيسية التي تحدد الخدمات الصحية التي تعطيها البلدان الأولوية : السياق الوبائي، والنظم الصحية، والتنمية الاجتماعية الاقتصادية، وتوقعات الناس. وتستند التغطية الصحية الشاملة بصورة صارمة إلى دستور منظمة الصحة العالمية الصادر في عام 1948، والذي يعلن أن الصحة حق من حقوق الإنسان الأساسية، ويلتزم بضمان أعلى مستوى صحي ممكن للجميع.
وقد كشفت احصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2017 عن الوضع الراهن للتغطية الصحية الشاملة: حيث يفتقر حالياً نصف سكان العالم على الأقل إلى إمكانية الحصول على الخدمات الصحية الأساسية ؛ يقع ما يقرب من 100 مليون شخص في براثن الفقر المدقع، ويضطرون إلى العيش على 1.90 دولار أمريكي أو أقل في اليوم، لأنهم مضطرون إلى سداد تكلفة الخدمات الصحية من جيوبهم الخاصة ؛ ينفق 800 مليون شخص ( 12 % تقريباً من سكان العالم) 10 % على الأقل من ميزانيات أسرهم على المصروفات الصحية الخاصة بهم أو بطفلهم المريض أو بأحد أفراد الأسرة الآخرين. ويتكبدون ما يسمى بـ"النفقات الكارثية"؛ يشكل تكبد النفقات الكارثية للحصول على الرعاية الصحية مشكلة عالمية. وفي البلدان الغنية الواقعة في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأجزاء من آسيا، والتي حققت مستويات مرتفعة من إتاحة الخدمات الصحية، يتزايد عدد الأشخاص الذين ينفقون 10 % على الأقل من ميزانيات أسرهم على المصروفات الصحية المباشرة.
وقد حققت بعض البلدان قدراً كبيراً من التقدم صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة بالفعل. ولكن نصف سكان العالم مازالوا غير قادرين على الحصول على الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها. فإذا ما أريد للبلدان أن تحقق الغاية المدرجة في أهداف التنمية المستدامة، ينبغي أن يستفيد مليار شخص آخر من التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2023.
أ ش أ