• قرصنة
    قرصنة
  • قراثنة
    قراثنة
  • المنظمة
    المنظمة
  • المنظمة
    المنظمة

  أصبحت ظاهرة القرصنة البحرية مصدر تهديد بالغ  لمصالح القوى الكبرى مع  انتشار رقعتها وتزايدة وتيرتها خلال الاعوام القليلة الماضية حيث ألحقت  خسائر فادحة  بالاقتصاد العالمي تراوحت  ما بين 7 إلى 12 مليار دولار سنويا وذلك وفقا لبيانات المنظمة البحرية الدولية  .
وتتركز   هجمات القراصنة - وفقا لمجلس العلاقات الخارجية الامريكى - ، إلى حد كبير،في  أربع مناطق رئيسية حول العالم وهي: خليج عدن على البحر الأحمر،وخليج غينيا القريب من نيجيريا ونهر النيجر،ومضيق ملقا الواقع بين اندونيسيا وسنغافورة وماليزيا،وبالقرب من سواحل شبه القارة الهندية خصوصا في المنطقة بين الهند وسريلانكا.
 
أسبات انتشار عمليات القرصنة
ظهر القراصنة الصوماليون ،على وجد التحديد،كتهديد حقيقي  بعد انهيار نظام الديكتاتور الصومالي محمد سياد بري عام 1991،وذلك بسبب انهيار الدولة وغياب حكومة مركزية قوية في مقديشيو ،فاستغلت دول العالم ذلك وبدأت ترسل أساطيل الصيد التجارية لاستغلال الساحل،ما دفع  الصيادون المحليون إلى تسليح أنفسهم وقرروا فرض غرامة على السفن ومن ذلك بدأت عمليات القرصنة
  فنرى في خليج عدن -الذي يمر به 30% من حاملات النفط الدولية -تزايدت عمليات القرصنة ما أثر بدوره على عائدات قناة السويس نظرا لأن شركات الشحن البحري والتامين ستتجنب المناطق القريبة من السواحل الصومالية وبالتالي تتجنب قناة السويس وتحول مسارات أساطيلها إلى طريق "رأس الرجاء الصالح . وتتردد معلومات غير مؤكدة بان أجهزة استخبارات غربية تمول هجمات القراصنة الصوماليين وهو ما دعا الدول الكبرى ومن بينها روسيا الى ارسال قطع من اسطولها البحرى الى السواحل الصومالية لتأمين سفنها فى الوقت الذى نظمت فيه الامم المتحدة اجتماعا دوليا لكبح القراصنة الصوماليين .
 
استهداف ناقلات النفط

 كما انتشرت عمليات القراصنة في خليج غينيا ،الذي يقع قبالة سواحل غرب أفريقيا والذي يعد معبرا كبيرا لسفن النفط ،حيث يتم استهداف ناقلات النفط من جانب القراصنة لبيعه في السوق السوداء،.
 وفى السياق ذاته  حذرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية  من أن خليج غينيا بات عرضة لمزيد من  عمليات القرصنة به مما سيؤثر على حركة وأسعار النفط بالسوق العالمية .

.وأشارت الصحيفة ،إلى تزايد هجمات القراصنة على السفن التى تعبر مياه خليج غينيا ، وذلك وسط زيادة إنتاج الدول الخليج العربى الغنية بالنفط لإنتاجها مما كثف حركة مرور السفن المحملة بالنفط فى تلك المياه.
  وأضافت الصحيفة الأمريكية أن نهج القراصنة فى هجماتهم فى خليج غينيا وحتى ساحل العاج فى الغرب باتجاه نيجيريا, ونزولا إلى الكونغو الديمقراطية أقرب إلى أسلوب أقرانهم قبالة السواحل الصومالية, وتعززه   الانتهازية الإقتصادية  وعدم وجود قدرة حكومية لكبح جماح هذه العصابات الإجرامية .
 ولفتت الصحيفة الى ان الدول تتكبد خسائر تصل إلى 2 مليار دولار سنويا في منطقة خليج غينيا إثر قيام القراصنة بإختطاف السفن التجارية وسفن الشحن واحتجاز الرهائن  ولاسيما إرتفاع تكاليف إجراءات التأمين وذلك مقارنة ب 7 مليارات دولار قيمة الخسائر التى تتسبب بها عمليات القرصنة قبالة السواحل الصومالية
 أما في جنوب شرق آسيا وخصوصا في مضيق ملقا -الذي يمر به حوالي 30 % من التجارة العالمية وشحنات النفط التى تستوردها الصين واليابان وكوريا الجنوبية - ركز القراصنة على الهجوم على سفن البضائع والمنتجات البحرية وشاحنات النفط واحتجاز الرهائن وهو ما دفع الولايات المتحدة للمطالبة بنشر قوات أجنبية لتأمين السفن بالمضيق ضد القرصنة والارهاب الا ان الدول المشرفة على المضيق / سنغافورة وماليزيا واندونيسيا / رفضت ذلك الاقتراح بدعوى مساسه بسيادتها الوطنية .

 وفى محاولة لتبديد مخاوف المجتمع الدولى بشان احتمال استهداف المضيق من جانب الارهابيين وزالقراصنة فى آن واحد  قامت اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة بتسيير دوريات بحرية وجوية منسقة لتعقب القراصنة والارهابيين بمضيق ملقا  الا انها دعت الدول المعنية بتأمين المضيق بتزويدها بسفن وطائرات للمراقبة من اجل تعقب القراصنة .

 
ذريعة التدخل الغربى


 من جانبها،هرولت الدول الغربية لفرض تواجد عسكري داخل القارة السمراء ونشر اساطيلها الحربية بدعوى مكافحة القرصنة،حيث عمد المجتمع الدولي إلى اتخاذ عدة خطوات ترمي إلى مكافحة القرصنة تمثل أهمها في موافقة مجلس الأمن الدولي بالاجماع على استصدار قرار رقم 1851 بقيادة الولايات المتحدة في خطوة خولت الدول التي تنشر أساطيل بحرية لها في خليج عدن إلى اتخاذ إجراءات ضد اعمال القرصنة واستهداف المجموعات المسلحة بالتنسيق مع الحكومة الفيدرالية الانتقالية في الصومال
 كما مهد أيضا  قرار 1851 الطريق أمام تشكيل مجموعة اتصال غربية حول القرضنة في ساحل الصومال خلال عام 2009 تولت مسئولية التسسيق العسكري  فيما بينها وبناء القدرات الدفاعية وتوعية الرأي العام الغربي بظاهرة القرصنة وما تنطوي عليه من مخاطر .
   من جانبها، استضافت بريطانيا في فبراير 2012  مؤتمرا دوليا حول مستقبل الصومال  ركز على التحركات الدولية الجديدة التي  تستهدف مكافحة القرصنة  ومن بينها:التوقيع على مذكرة تفاهم مشتركة بين الحكومتين البريطانية والتنزانية تسمح للاسطول الملكي البريطاني بنقل المشتبه في كونهم قراصنة صوماليين إلى تنزانيا لمحاكمتهم.
 
أسطول خاص لمواجهة القراصنة


  في السياق ذاته،ذكرت صحيفة صنداى تايمز البريطانية ان مجموعة من رجال الأعمال البريطانيين تعكف حاليا على إنشاء  اسطولا يعد  الأول من نوعه في بريطانيا منذ نحو قرنين  لمحاربة عمليات قراصنة فى منطقة المحيط الهندى التي تضر بمصالحهم.
 واشارت الصحيفة الى ان هذا الاسطول سيرافق السفن والناقلات واليخوت لحمايتها على طول الساحل الشرقى لقارة افريقيا فى القريب العاجل .