القاهرة في 5 فبراير / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
يحيي العالم غدا( الأثنين )، اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث 2018 تحت شعار " إنهاء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية هو قرار سياسي" ، حيث يشمل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية جميع الممارسات التي تنطوي على إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية إزالة جزئية أو كلية، أو إلحاق أضرار أخرى بتلك الأعضاء بدواع لا تستهدف العلاج. وتعكس هذه الممارسة التباين المتجذر بين الجنسين، وتمثل أحد أشكال التمييز ضد المرأة والفتاة. فضلا عن ذلك، تنتهك هذه الممارسة حقهن في الصحة والأمن والسلامة البدنية، وحقهن في تجنب التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وحقهن في الحياة إذ ما أدت هذه الممارسة إلى الوفاة.
ولتعزيز القضاء على ختان الإناث، هناك حاجة إلى جهود منسقة ومنظمة تشرك المجتمعات بأكملها وتركز على حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين. ويجب أن تركز هذه الجهود على الحوارات المجتمعية وتمكين المجتمعات المحلية من العمل عملا جمعيا للقضاء عليها. فضلا عن ضرورة مناقشة احتياجات الصحة الجنسية والإنجابية للمرأة والفتاة ممن يتعرضن لعواقب هذه الممارسة.
ويقود صندوق الأمم المتحدة للسكان بالاشتراك مع يونيسف أكبر برنامج عالمي يسعى إلى القضاء على ختان الإناث في أسرع وقت ممكن. ويركز البرنامج حاليا على 17 بلدا أفريقيا، ويدعم المبادرات الإقليمية والعالمية. ويراد من الأهداف الـ 17 التي تعرف بأهداف التنمية المستدامة أو الأهداف العالمية ، إلى تحويل العالم على مدار الـ 15 سنة المقبلة. وتبني أهداف التنمية المستدامة على نجاحات الأهداف الإنمائية للألفية التي اعتمدت في عام 2000 وساعدت على تحسين حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الحكومات والشركاء ووكالات الأمم المتحدة الأخرى لتحقيق عديد هذه الأهداف — وبخاصة الهدف الثالث منها المعني بالصحة، والهدف الرابع المعني بالتعليم، والهدف الخامس المعني بالمساواة بين الجنسين — ويساهم بطرق مختلفة لتحقيق عديد من بقية الأهداف.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 146/ 67 في ديسمبر 2012، والذي دعت فيه الدول ومنظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني وأصحاب المصلحة إلى الاستمرار في الاحتفال بيوم 6 فبراير بوصفه اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث، واستغلال هذا اليوم في حملات لرفع الوعي بهذه الممارسة واتخاذ إجراءات ملموسة للحد من تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. وفي ديسمبر2014، اعتمدت الجمعية العامة قرارها 150/69 ، الذي دعا إلى تكثيف الجهود المبذولة للقضاء على ممارسة تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث، ودعا الدول الأعضاء إلى تطوير خطط متكاملة وشاملة وتنفيذها ودعمها للوقاية من هذه الممارسة، على أن تشتمل تلك الاستراتيجيات على تدريب العاملين في المجال الصحي والمتخصصين الاجتماعيين والقيادات الاجتماعية والدينية بما يضمن توفير خدمات رعاية كفوءة للمرأة والفتاة المعرضات لخطر هذه الممارسة. وأعترف القرار بالحاجة إلى تكثيف الجهود وإيلاء ما يستحق من مكانة وأهمية في جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إن تشويه الأعضاء التناسلية لا يعود بأية منافع تذكر ، بل إنه يلحق أضراراً بالفتيات والنساء من جوانب عديدة. فتلك الممارسة تنطوي على استئصال نسيج تناسلي أنثوي سوي وعادي وإلحاق ضرر به، كما أنها تعرقل الوظائف الطبيعية لأجسام الفتيات والنساء. ومن المضاعفات التي قد تظهر فوراً بعد إجراء تلك الممارسة الإصابة بآلام مبرحة، وصدمة، و نزف أو عدوى بكتيرية ، واحتباس البول ، وظهور تقرحات مفتوحة في الموضع التناسلي، والتعرض لإصابات في النسيج التناسلي المجاور. وتجرى هذه الممارسات في أغلب الأحيان، على فتيات تتراوح أعمارهن بين سن الرضاعة وسن المراهقة، وتجرى في بعض الأحيان على نساء بالغات. وهناك نحو 3 ملايين فتاة ممن يواجهن مخاطر تشويه أعضائهم التناسلية كل عام في أفريقيا. وهناك 200 مليون امرأة وفتاة ممن يتعايشن حالياً مع تشويه أعضائهن التناسلية في 30 بلداً في أفريقيا والشرق الأوسط حيث يتركز تشوية الأعضاء التناسلية . وتمثل الفتيات البالغات من العمر 14 سنة وأقل سنا 44 مليون من الذين تعرضن للختان ، حيث بلغ معدل انتشار تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بين هذه الفئة العمرية في جامبيا 56 % ، وموريتانيا 54 % وإندونيسيا حيث خضع نحو نصف الفتيات اللواتي تبلغ أعمارهن 11 سنة أو أقل للممارسة. أما البلدان التي تشهد أعلى نسبة انتشار بين الفتيات والنساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 49 سنة فهي الصومال 98 % ، وغينيا 97 % ، وجيبوتي 93 %. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية على هذا النسق، ستتعرض 15 مليون فتاة بين سني الـ 15 و 19 لنوع ما من أنواع هذه الممارسة بحلول عام 2030.
أن هذه الممارسة شائعة بالدرجة الأولى في المناطق الغربية والشرقية والشمالية الشرقية من القارة الأفريقية، وفي بعض البلدان الآسيوية وبلدان الشرق الأوسط ، وفي أوساط بعض المهاجرين من هذه المناطق. وتختلف أسباب إجراء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث من إقليم لأخر وكذلك على مر الزمن، وتتضمن مجموعة من العوامل الاجتماعية والثقافية داخل الأسر والمجتمعات المحلية.
أ ش أ
غدا ... العالم يحيي اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث
مصر/اممى/أمم متحدة
You have unlimited quota for this service