القاهرة في 4 يناير/أ ش أ/ تقرير: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط )
بات النظام الإيراني أمام مأزق الاختبار الصعب والسيناريوهات المفتوحة، بعد أن ارتفع سقف مطالب المتظاهرين والمحتجين، واتسع نطاق العنف والمواجهات لتشمل ٧٠ مدينة في شرق وجنوب وغرب إيران، مع سقوط الكثير من القتلى والجرحى والمعتقلين.
ونشر المحتجون، عبر مواقع التواصل، تسعة مطالب رئيسية، كان أبرزها إجراء استفتاء عام حول شكل النظام المستقبلي، وطالبوا بأن يكون جمهوريا، وإجراء انتخابات بإشراف دولي، وإلغاء ارتداء الحجاب القسري، وحرية وسائل الإعلام وإلغاء الرقابة عليها وعلى الإنترنت، وتوزيع عادل للثروة وخطط للتنمية والقضاء على الفقر والبطالة والحرمان.
ورغم البداية السلمية للمظاهرات التي انطلقت الأسبوع الماضي في "مشهد" ثاني أكبر مدن إيران من ناحية الكثافة السكانية بعد العاصمة طهران، ذات الخصوصية الروحية والثقافية، وامتدت لعشرات المدن، إلا أن مسارها الحالي اتجه نحو العنف، وشهدت الاحتجاجات حرق ممتلكات عامة، والاعتداء على مؤسسات عسكرية تابعة لقوات الباسيج، وأضرحة دينية، وردد المحتجون هتافات ضد أعلى سلطة دينية، ممثلة في المرشد الأعلى، على خامنئي، وطالبوا برحيله وهتفوا: "الموت للديكتاتور"، وأحرقوا صوره، في تحول غير مسبوق باعتبار خامنئي رمزا دينيا مقدسا لديهم، وذلك مقارنة باحتجاجات "الثورة الخضراء" في ٢٠٠٩ ضد إعادة انتخاب الرئيس المحافظ السابق أحمد نجاد.
وربما يكون التحول الأبرز في الأحداث التي تشهدها إيران، هو أن الشعارات التي رددها المحتجون بدأت اقتصادية بالأساس موجهة ضد الغلاء والتدهور الاقتصادي والفساد الحكومي والسياسات الاقتصادية لروحاني، ثم حدث تطور نوعي في المطالب أدى لحدوث صدمة للساسة الإيرانيين، تمثل في المطالبة برحيل النظام برمته، ثم المطالبة بإنهاء التورط الإيراني في الخارج في إشارة للدور الإيراني في سوريا ولبنان واليمن.
لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.
/أ ش أ/
إيران تواجه الاختبار الصعب وسط سيناريوهات مفتوحة لمشهد معقد ومرتبك
مصر/اقليمى/سياسي
You have unlimited quota for this service