• الثورة الأردنية
    الثورة الأردنية
  • الثورة المصرية
    الثورة المصرية


  اعداد :أحمد صفوت

    رصدت صحيفة "واشنطن بوست"  في عددها الصادر اليوم /الجمعة/ بعض المشاهدات و الأخطاء التي اكتنفت ثورات الربيع العربي مما اسهم في الحديث عن خروج هذه الثورات عن مسارها الصحيح .

   وذكرت الصحيفة الأمريكية ،ان الذكرى الثانية لثورة ال 25 من يناير اكتنفتها الفوضى و أعمال العنف , واصفة هذه الفوضى بأنها دليل قوى على أن الثورة المصرية خرجت عن مسارها الصحيح.

   وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الفوضى اسهمت في إحياء الحديث عن فشل ثورات الربيع العربي, وحتي بعض الحنين إلى النظام القديم..مشيرة إلى أن الأحداث في منطقة الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين إنما تؤكد أن صياغة الدساتير أمر حيوي مثله مثل إجراء الإنتخابات, والقيادة الجديدة التي تفرزها تلك الإنتخابات تعد بمثابة العنصر الحاسم لما ستؤول إليه الأوضاع.
 
مرحلة جديدة


   وعقدت واشنطن بوست مقارنة بين الأحداث في مصر و الأردن منذ بداية الربيع , حيث يبدو أن مصر قد استجابت لإرادة شعبها، وسعت إلى مقاطعة ماضيها الإستبدادي , مما جعلها تدخل في مرحلة ولادة حرية جديدة ؛ أما الأردن , فكانت على النقيض من ذلك ، حيث استجابت إلى بعض التغييرات القليلة ، مع إعطاء بعض الوعود لدراسة الوضع و الحديث عن الإصلاحات.
   وتابعت الصحيفة قولها "أما الوضع في الوقت الراهن و بعد مرور عامين , بدأت مصر تتراجع و تسير نحو المسار الخاطئ , في الوقت الذي قامت فيه الأردن بوضع مجموعة من الخيارات الحكيمة".

 ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه النتيجة جاءت نظرا لإختيار مصر البدء بعهد جديد من الديمقراطية قبل التحرير , فأصبحت الإنتخابات أهم عنصر في النظام الجديد ، و تستخدم لإضفاء الشرعية على الحكومة الجديدة ، من انتخاب أول رئيس منتخب حتى التصديق على الدستور الجديد.

   ونتيجة لذلك ، وصلت أفضل قوة منظمة في مصر ، جماعة الإخوان المسلمين ، إلى سدة الحكم، على الرغم من أنه خلال الجولة الأولى لإنتخابات الرئاسة المصرية لم يحصل الرئيس محمد مرسي سوى على 25 % من أصوات الناخبين ؛ كما استطاع الإخوان المسلمين السيطرة على اللجنة التأسيسية المكلفة بصياغة الدستور المصري الجديد , و الذي اكتنفه الكثير من العيوب /على حد قول الصحيفة/.
 
ممارسات عنيفة


   واعتبرت الصحيفة أن بعض أحكام الحظر والتكفير والإهانة والسماح بوجود رقابة على وسائل الإعلام باسم حماية الأمن القومي, فضلا عن إعلان الرئيس مرسي الإعلان الدستوري في نوفمبر المنصرم و الذي يمنح قراراته و قوانينه الحصانة من المراجعة القضائية , لم تكن سوى محاولات لمنح الحكومة الجديدة سلطة مطلقة , و ان الصحفيين الذين تمت محاكمتهم بتهمة اهانة الرئيس مرسي و الذي لم تتعد مدة حكمه الستة أشهر زاد بصورة كبيرة بالمقارنة بفترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي دام  قرابة ال30 عاما .

   وفي الاردن , لم يشرع الملك عبد الله الثانى في إجراء الإنتخابات , الأمر الذي جعله يتعرض إلى وابل من الإنتقادات واسعة النطاق , الا انه بدلا من ذلك , أسس مجلس لإقتراح أفضل التعديلات على الدستور , و قام أعضاء المجلس باستشارة الكثريين في الأردن و الغرب لتحديد كيفية جعل النظام السياسي في البلاد أكثر ديمقراطية و شمولا , كما تمت الموافقة على سلسلة من التغييرات الهامة في سبتمبر 2011 , من بينها نقل بعض من سلطات الملك للبرلمان ، و إنشاء لجنة مستقلة لإدارة الانتخابات و محكمة للإشراف على دستورية التشريعات..مشيرة إلى أن هذا الطريق هو الذي فضلت أن تسلكه دولة المغرب.