كتبت:نهى عبد المجيد
مهما اختلفت الاسباب والدوافع وراء أشهر الاغتيالات السياسية في التاريخ سواء كانت مدفوعة بالرغبة في الانتقام أو مجرد الاختلاف في وجهات النظر أو بسبب خصومات وعدوات شخصية أو أن إفكارهم اعتبرت خطر يحدق بالمجتمع،إلا إن مقتل هؤلاء الساسة والزعماء ترك أثرا عميقا وتداعيات لم تقف عند حد الحقبة الزمنية أو البلد الذي تمت فيه بل تجاوزت الحدود الزمانية والمكانية .
فاغتيال بنظير بوتو ،على سبيل المثال، ترك أحزاب المعارضة في باكستان مكتوفة الايدي حتى الأن وعاجزة عن ملء الفراغ التي تركته بوتو والتوصل إلى سلام ووفاق داخلي في البلاد ،وربما لو لم يقتل مارتن لوثر كينج لاختلف مستقبل السود داخل الولايات المتحدة خلال سبعينات القرن الماضي وكذلك إن كتب النجاة لمهاتما غاندي لتمكن من إلهام مزيد من شعوب العالم وتغيير مصائرهم.
وفيما يلي استعراض لقائمة أشهر الاغتيالات السياسية في العالم الغربي
1-بنظير بوتو
هى أول رئيسة وزراء لباكستان وزوجة الرئيس الباكستاني الحالي آصف علي زرداي ونجلة الرئيس الراحل ذو الفقار على بوتو،لطالما جسدت بوتو معركة باكستان المحتدمة بشان محاربة الارهاب.
وساهمت بجانب عدد من الرموز النسائية حول العالم في رسم مجريات الاحداث العالمية خلال القرن الماضي.اغتيلت بنظير بوتو في 27 من شهر ديسمبر عام 2007 عندما قام مجهول بإطلاق نار عليها بعد خروجها من إحدى اجتماعات حزبها الشعب الباكستاني المعارض في مدينة راولبندي قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد اتبعها عملية تفجير إنتحاري أدت إلى مقتل عدد من أنصارها وجرح أخرين وتوفت بوتو بعد نقلها إلى المستشفى متأثرة بجروحها .وأعلن تنظيم القاعدة مسئوليته عن الحادث بداعي أن بوتو كانت تتعاون مع الأمريكيين فيما يسمى الحرب ضد الارهاب .
2-جون كيندي
تعرض الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي ،الرئيس رقم 35 للولايات المتحدة، لعملية اغتيال في 22 نوفمبر عام 1963 عقب إطلاق رصاص مكثف عليه عندما كان في زيارة رسمية إلى ولاية تكساس بسيارته المكشوفة ،توفي بعدها متأثرا بجروحه ليكون أصغر رئيس منتخب يتم اغتياله في التاريخ الحديث.رغم إن وفاة كيندي لم تؤثر كثيرا على المسار السياسي الذي وضعه للبلاد إلا إنها تركت أثرا عميقا في نفوس الأمريكيين حتى الأن . ومازالت الجهة التى وقفت وراء اغتيال كنيدى مجهولة رغم اتهام أزولد بتنفيذ جريمة القتل.
3-أنديرا غاندي
هى الابنة الوحيدة للراحل جواهر لار نهرو ،أول رئيس وزراء للهند بعد استقلالها عن بريطانيا عام 1947،وتعد غاندي أول رئيسة وزراء للهند وشغلت المنصب لثلاث مرات متتالية كرست حياتها في خدمة الوطن،أسست علاقات وثيقة مع الإتحاد السوفيتي السابق معولة على دعمه لها في صراع بلادها طويل الأمد مع جارتها باكستان.
اغتيلت غاندي في يوم 31 أكتوبر عام 1984 على يد اثنين من حراسها الشخصيين المنتمين لجماعة السيخ بعد عملية" النجمة الزرقة" التي أصدرت غاندي من خلالها أوامر باقتحام منطقة السيخ المحصنة ومعبدهم المقدس في مدينتهم أمر تسار واندلعت اشتباكات راح ضحيتها أكثر من 500 شخص في مقدمتهم زعيم السيخ سانت بيندرا
4-مارتن لوثر كينج
يصعب تصور مصير مجتمع السود داخل الولايات المتحدة وحول العالم بدون المناضل العالمي مارتن لوثر كينج الذي كرس حياته من أجل الدفاع عن الحقوق والحريات المدنية وحقوق السود ضد التمييز العنصري رافعا شعار السلمية على طريقة المناضل الهندي مهاتما غاندي . يعد لوثر كينج أحد اهم الايقونات الوطنية في التاريخ الأمريكي وتمثل خسارته ضربة موجعة لحركة الحريات المدنية في العالم بأسره دون شك وللسود على وجه الخصوص الذين فقدوا بوفاته المتحدث باسم قضيتهم ورمز العقل والاعتدال في وقت العنف والدم .تعرض كينج إلى عملية اغتيال في 4 من إبريل عام 1968 بعد أن أطلق عليه مجهول النار وهو في شرفته بأحدى الفنادق بالولايات المتحدة توفى على إثرها مما أدى إلى خروج مظاهرات واحتجاجات في 100 مدينة حول العالم تنديدا باغتياله.
5-إبراهام لينكولن
لم يكن لعمليات الاغتيال التي شهدها المجتمع الأمريكي تأثيرا وتداعيات بقدر ما خلفته عملية اغتيال الرئيس الأمريكي الراحل إبراهام لينكولن ،الرئيس ال16 للولايات المتحدة ،قاد بلاده خلال فترة الحرب الأهلية التي عايشتها وتمكن من إنهاء العبودية في معظم الولايات الأمريكية المستقلة.اشتهر بنزاهته وعدالته واستطاع توحيد الرأي العام الأمريكي من خلال خطاباته المؤثرة حتى أن أصبح رمزا للواجب والحس الوطني ،اغتيل لينكولن في 14 من إبريل عام 1865 على يد ممثل أمريكي أثناء حضوره إحدى المسرحيات في مسرح فورد بواشنطن.ليكون أول رئيس أمريكي يتم اغتياله .
6- مهاتما غاندي
قائد حركة التحرير في الهند خلال حقبة الاستعمار البريطاني رافعا دائما شعار السلمية والعصيان المدني عوضا عن العنف والقتل والدمار،الهم غاندي الكثيرين حول العالم بنضاله السلمي ضد الاستعمار وسياساته المتعاطفة مع الفقراء والطبقات الكادحة التي خدمت كحجر أساس للتغيير السلمي في مختلف مجتمعات العالم،وكان لديه قدرة بارعة في التأثير على الهندوس والمسلمين على حد سواء،اغتيل في 30 من يناير عام 1984 عندما قام أحد النشطاء الهندوس المتعصبين بإطلاق النار عليه أثناء توجه للصلاة في العاصمة نيودلهي بزعم إنه خائن للبلاد وأدى لاضعاف نفوذ الهند وقد شكل مقتل الزعيم الهندي ضربة ليس للهند فحسب بل للعالم أجمع.
7-يوليوس قيصر
رأى الكثيرون حادثة اغتيال يوليوس قيصر،الإمبراطور الروماني على يد أعضاء من مجلس الشيوخ الروماني المقربين على رأسهم بروتوس له إنها أشبه للمسرحيات الدرامية عن كونها حادثة واقعية. وتسببت هذه الحادثة في تغيير مسار الإمبراطورية الرومانية وقيادتها إلى عصور الظلام المليئة بالمؤمرات والخيانة.ربما إن لم يعلم أحد مصير روما في حال بقى يوليوس قيصر في السلطة لكن ما يظل يقينا هو إن بقائه كان سيسمح لعملية انتقال السلطة في روما أن تكون أقل فوضوية ودموية.
8-إلكسندر الثاني
برغم من أن الكثيرين لا يعلمون الكثير عن القيصر الروسي إلكسندر الثاني إلا إن حادث مقتله على يد إرهابيين أو فوفضويين كما أطلق عليهم في مارس من عام 1881 غيرت مسار روسيا إلى الاسوأ،فقد كان الكسندر الثاني زعيم إصلاحي مثقف أراد الخير للروسيا.وكان على وشك إنشاء برلمان في روسيا من شإنه قيادة البلاد إلى الديمقراطية على غرار الديمقراطيات الأوروبية إلا إنه اغتيل قبل تحقيق مراده وجاء بعد ذلك خلفائه في العرش ليحكموا البلاد بقبضة من حديد نجم عنها ثلاثون عاما من القهر والفساد التي كانت وقود الثورة البلشفية فى اكتوبر عام 1917 التي افضت الى انشاء أول نظام شيوعى فى العالم .
اغتيالات سياسية أبكت العالم
الولايات المتحدة/اغتيالات سياسية/سياسة
You have unlimited quota for this service