-
ا
مللت طرق الرجيم التقليدية.. وضاقت بك المحاولات الصعبة لإنقاص وزنك.. صرفت الكثير في أجهزة رياضية, أصبحت كقطع الديكور في بيتك, بعد أن سئمت محاولات التعود عليها بشكل يومي للوصول للنتيجة المرجوة..
وطبعا شهيتك المفتوحة دوما عنادا في هذا الرجيم لا تعترف بالقيود الغذائية الصارمة, تمشين عليها يوما وتتركينها عشرة..
حتي رياضة المشي التي ظننت أنها الأسهل والأكثر أمنا, باتت ثقيلة ولا تؤتيك ثمارها سريعا إليك الحل السحري.. الآن ولفترة ممدودة.. اتفرجي علي فيلم رعب, تتخضي, شعرك يقف, تفقدي وزن نصف ساعة مشي.. ولست مسئولة عن العواقب.. فتابعي تلك السطور وأرجوك لا تفعلي.
رغم عشق فئة معينة من متابعي الأفلام الأجنبية لأفلام الرعب, لكن بعضهم يعلم مخاطر تلك الأفلام والبعض الآخر أجمد من أن تؤثر فيه تلك الأفلام مهما كانت درجة الرعب فيها ومشاهدها الصعبة, والرعب في حد ذاته بالنسبة لهم متعة, الدم نفسه لو خرج من الشاشة وطرطش عليه, عادي ماعندهوش مشكلة يتخض ويكمل , إنما أن تستخدم تلك الأفلام لإنقاص الوزن, هو الأمر الأغرب الذي لفت انتباهنا.
قالت دراسة بريطانية إن متابعة الإنسان لفيلم رعب تعادل في تأثيرها الإيجابي نصف ساعة من المشي من حيث مساهمتها في حرق السعرات الحرارية وخسارة الوزن.
وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن باحثين في جامعة وستمنستر البريطانية وجدوا أن المشاهدين أحرقوا خلال فيلم رعب يستغرق ساعة ونصف الساعة 113 سعرة حرارية, وهي توازي السعرات الحرارية التي يحرقونها خلال نصف ساعة من المشي.
لم نأخذ هذا الكلام علي محمل الجد ولم نتعامل معه علي انه نصيحة محتملة التجربة , إلا عندما سألنا د.فوزي الشوبكي اخصائي التغذية بالمعهد القومي, الذي أستبعد تماما فكرة اللجوء لمثل تلك النوعيات من الأفلام من أجل الوصول لنتيجة وهيمة او سلبية بكل المقاييس علي الأقل حسب ما يراه د.فوزي, وفي هذا شرح ماتسببه تلك الأفلام للوصول إلي تلك النتيجة , ألا وإن السبب يعود إلي مادة الأدرينالين التي يفرزها الجسم خلال فترات قصيرة من التوتر النفسي الشديد, أو حالة الخوف الشديد جراء مشاهدة تلك الأفلام والتي تؤدي إلي انخفاض شهية الأشخاص, مما يساهم في حرق معدلات عالية من السعرات الحرارية, تفكير المشاهد في مواجهة تلك الأفلام كأنه فيها, يجعله يبذل طاقة ربما تفقده فعلا سعرات حرارية, ولكنها غير آمنة بالمرة, ولا يمكن مساواتها برياضة المشي, التي يمشي فيها الانسان هادئا مسترخيا غير مشدود الأعصاب, غير مضطرب, مشيه منظم بحركات ثابتة والهواء من حوله نقي يستنشق فيه الأكسجين بشكل صحي, فكيف لذلك الجو الصحي أن يقارن بجو التوتر والخوف!؟ فليس المهم هو فقد سعرات حرارية, بقدر ما هو مهم كيفية فقدها وبأي ظروف, وأشار في ذلك إلي بعض الأنظمة الغذائية التي يكتبها بعض متخصصي السمنة تعتمد علي نوع أكل محدد وهو مايشكل ضررا علي جسم الإنسان, الرجيم ونقصان الوزن إن لم يكن بشكل سليم ويحافظ علي الصحة, فلا ضرورة له, هكذا ختم د.فوزي كلامه مستبعدا تطبيق مثل تلك الدراسة بشكل عملي لما تسببه من أضرار أكثر مما تحققه من مكاسب.
وأضاف الدكتور ريتشارد ماكنزي, المحاضر البارز والمتخصص في علم وظائف الأعضاء في جامعة وستمنستر وفقا للدراسة- أن مجموعة أفلام الرعب التي استخدمت في الدراسة, أظهرت تأثرا ملحوظا بين زيادة في معدل ضربات القلب, وضخ الدم في جميع أنحاء الجسم بشكل أسرع وخسارة السعرات الحرارية, وكان الباحثون تابعوا مجموعة من الأشخاص أثناء مشاهدتهم لعدد من أفلام الرعب, وقاموا بمراقبة معدل نبضات القلب, وكميات الأكسيجين وثاني أكسيد الكربون المستهلكة, بهدف استنتاج معدلات الطاقة التي يستهلكونها خلال هذه العملية.
ووجد الباحثون أفلام رعب شهيرة تسهم مشاهدتها في التخلص من الدهون, علي رأسها فيلم الساطع للمخرج البريطاني ستانلي كوبريك, وبحسب العلماء يستهلك مشاهد هذا الفيلم 184 سعرا حراريا, بينما حل فيلم الفك المفترس لمخرجه الأمريكي ستيفن سبيلبيرغ والذي شارك فيه الممثل الشهير ريتشارد دريفوس بالمركز الثاني بـ 161 سعرا حراريا, ليحوز فيلم طارد الأرواح الشريرة لمخرجه ويليام فريدكين ومن بطولة السويدي ماكس فون سيدو علي البرونزية في قائمة الأفلام هذه بعد أن أفقد 158 سعرا حراريا.
أما الطب في بلادنا فالأمر مختلف حيث لم ينصح د.أشرف زكي استشاري أمراض القلب بمعهد القلب باتباع تلك الدراسة علي الإطلاق لعدة أسباب, صحيح أنه استبعد الأصحاء من حدوث أي أضرار لهم جراء مشاهدة أفلام الرعب في أغلب الأحوال, غير أن أول أسباب استنكاره ورفضه لتلك الدراسة هو احتمالية تعرض مريض بالقلب للجلطة أو الموت المفاجئ, ولا يوجد مايسمي بالتأثير الإيجابي لأفلام الرعب, فكل فوائدها أنها تمتع عشاق الإثارة والتشويق, ورفض مقارنة خسارة السعرات الحرارية في التعرض لأفلام الرعب بالتعرض لرياضة المشي التي لم يقصرها علي فقدان الوزن بل أكد أهميتها في صحة وقلب سليمين يحسنان من الدورة الدموية ويطيلان العمر واستخدم في ذلك المثل الشعبي في المشي سبع فوائد مثل السفر.. منها لتقوية الذاكرة وتوفير حالة نفسية ومزاجية هادئة, وينظم عملية التنفس ويقوي العظام والمفاصل وتساءل: فكيف نستعيض عن كل ذلك وأكثر بفيلم رعب يوتر الأعصاب وأغلب أجهزة الجسم تقريبا !؟ وبعيدا عن الطب ربط د. أشرف رفضه للدراسة بالدين حيث رفض النبي عليه الصلاة والسلام ترويع المسلم لأخيه المسلم, وقال في ذلك: فكيف نستخدم ما يروع الناس في الوصول لهدف صحي يمكن الوصول إليه بطرق صحية وسليمة.
لذلك نرجوك عزيزي القارئ ألا تأخذ من أفلام الرعب كورسات للتخسيس.. ونصف ساعة مشي أفضل بكثير من مئة فيلم رعب