-
أعضاء جدد بالأعلى للثقافة لـ(أ ش أ) :تحقيق شمولية الثقافة يساهم في تعزيز الهوية والانتماء للوطن لاسيما لدى الشباب
أكد أعضاء جدد في المجلس الأعلى للثقافة ضرورة أن تكون الثقافة جزءا جوهريا من حياة الأفراد وأن يصل المنتج الثقافي إلى جموع الشعب المصري حتى أصغر قرية ، بما يساهم في تعزيز الهوية والانتماء للوطن لاسيما لدى الشباب.
وقال هؤلاء الأعضاء ـ في أحاديث منفصلة لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن أبرز أولوياتهم في المرحلة المقبلة هي أن يقرأ الأشخاص وأن يتم تعزيز الهوية والانتماء عن طريق الثقافة ومتابعة الإنتاج الثقافي ، لافتين إلى ضرورة تحقيق شمولية الثقافة والقضاء على الجزر المنعزلة لأن المجال الثقافي ساحة واحدة وفضاء واحد.
فمن جهته، قال الكاتب والروائي الكبير يوسف القعيد إن التشكيل الجديد للمجلس الأعلى للثقافة هو تشكيل جيد وشامل لكل فئات المجتمع المصري وإن الثقافة تبقى جزءا جوهريا من حياة الأفراد ، مشيرا إلى ضرورة أن يقرأ أفراد المجتمع كما يعيشون ويتنفسون.
كما أكد ضرورة متابعة الإنتاج الثقافي مثل السينما والمسرح والفن التشكيلي حتى يصبح جزءا جوهريا من اهتمامات المواطن المصري العادي ، لافتا إلى ضرورة أن تصل الثقافة إلى القرية المصرية الصغيرة، كما تصل إلى المدينة الكبيرة.
وأوضح القعيد أن المجلس الأعلى للثقافة يقوم بدوره في ترسيخ الهوية والانتماء لدى شرائح الشعب المختلفة لاسيما الشباب عن طريق نشر كل ما هو صحيح من الثقافة ودعمه وايصاله إلى الناس .
وشدد على ضرورة أن يصل الكتاب إلى أصغر قرية حتى يؤثر في الجمهور ، معربا عن أمله في هذا السياق أن يحتفل المصريون بالوصول إلى النسبة "صفر أمية".
وكان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، قد أصدر قبل أيام قرارا بتشكيل المجلس الأعلى للثقافة، والذي ضم عددا من الأسماء ذات الخبرات الواسعة في مختلف المجالات من بينهم أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية والشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي والروائي الكبير يوسف القعيد والدكتورة دليلة الكرداني والمخرج راجح داود والدكتور علي الدين هلال والمخرج الكبير علي بدرخان والكاتب الكبير محمد سلماوي.
ويضم المجلس الأعلى للثقافة في عضويته العديد من الشخصيات العامة من المشتغلين في الفن والثقافة، بجانب رؤساء قطاعات وزارة الثقافة والنقابات الفنية والأدبية.
ويعد المجلس منصة مهمة في رسم السياسات الثقافية، وتعزيز الحركة الثقافية والفكرية في مصر، باعتباره إحدى الركائز الأساسية التي تساهم في حفظ الهوية الوطنية، ودعم الإبداع والتبادل الفكري. ويعمل من خلال 24 لجنة تتناول جميع مناحي الحياة الأدبية والثقافية والاجتماعية، مثل الدراما، الذكاء الاصطناعي، التغيرات المناخية، الطاقة الجديدة والمتجددة، والمدن النظيفة.
من جانبه ، أكد المخرج الكبير علي بدرخان عضو المجلس أهمية الثقافة في بناء الإنسان أو إعادة بنائه ، مشددا على أن عنصر الثقافة بات ضروريا ومفصليا ولم يعد ترفا أو عنصرا تكميليا.
ودعا بدرخان إلى إعادة تفعيل الموسيقى والفنون وأعمال المسرح ضمن أنشطة المدارس والجامعات حتى نتمكن من تشكيل النشء بشكل مختلف يكون فيه مثقفا وواعيا ومبدعا ومحبا للحياة ووطنه وبلده.
وأشار إلى أهمية وصول المنتج الثقافي سواء من المجلس الأعلى للثقافة أو غيره من المؤسسات الأخرى إلى رجل الشارع وأن يكون ذلك ضمن رؤية واستراتيجية واضحة المعالم لدور وأهمية الثقافة في هذه المرحلة.
بدورها ، أكدت الدكتورة دليلة الكرداني، أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة أن أبرز أولوياتها في المرحلة المقبلة هي تحقيق "شمولية الثقافة".مؤكدة ضرورة القضاء على الجزر المنعزلة حيث يتمكن المهندس المعماري، على سبيل المثال، من معرفة أنواع الثقافات الأخرى التي ستصقله بكل تأكيد وتعزز من عمله.
وقالت الكرداني لـ "أ ش أ" :" أعمل مهندسة ، وهذا عمل عقلي ، والعمل العقلي ليس كاف ، لأن الثقافة والفن هما بوصلة حياة الإنسان حتى يأخذ قراراته بالشكل السليم والصحيح".
وشددت على أنها ستأخذ على عاتقها الحفاظ على التراث بأنواعه المختلفة المادي والمعنوي ليس الفرعوني أو الإسلامي أو القبطي فقط وإنما لدينا تراث في أماكن نائية في الواحات مثلا وهذا لن يحدث إلا بتعليم الأفراد وإيصال الثقافة إليهم ، معتبرة أن الثقافة ليس عمل هيئة معينة إنما استراتيجية دولة وبلد بأكملها.
والكردانى سيدة من طراز رفيع ، وهي رمز من الرموز المصرية في مجال الهندسة المعمارية والحفاظ على التراث الحضاري، وحصلت على العديد من الجوائز المحلية والدولية في العمارة، وأسهمت خلال رحلة عطاء استمرت أكثر من 40 عامًا في تطوير وترميم العديد من المباني التراثية بتصميمات هندسية من إبداعها.