• دبلوماسيون لـ(أ ش أ): مشاركة الرئيس السيسي في
    دبلوماسيون لـ(أ ش أ): مشاركة الرئيس السيسي في "قمة مالابو" تعكس حرص مصر على دعم التكامل القاري

القاهرة في 13 يوليو /أ ش أ/ كتبت: ماهيتاب عبد الرؤوف
أكد دبلوماسيون أن مشاركة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي لمنتصف العام للاتحاد الإفريقي، الذي عقد اليوم /الأحد/ في عاصمة غينيا الاستوائية (مالابو)؛ عكست حرص مصر على تعزيز التكامل الإقليمي ودعم القدرات الإفريقية والعمل المشترك في مختلف المجالات.
وقال الدبلوماسيون - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إن كلمة السيد رئيس الجمهورية أمام "قمة مالابو" أكدت التزام مصر ومساعيها لدعم جهود التنمية و تثبيت دعائم الاستقرار في مختلف أنحاء القارة، منوهين بالدور المصري المحوري والتاريخي في القارة الإفريقية وعملها الدؤوب في إطار الاتحاد الإفريقي.
وفي هذا الإطار، قالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق إن مشاركة السيد الرئيس السيسي، تعكس حجم اهتمام مصر بالقارة الإفريقية التي تضعها القيادة السياسية على رأس قائمة أولوياتها.
وأوضحت، أنه بالرغم مما يحدث في المنطقه من أحداث متلاحقة ومتسارعة تستدعي التركيز الشديد عليها، إلا أن السيد رئيس الجمهورية حرص على المشاركة في هذه القمة التي تواجد بها نحو 16 زعيماً من أصل 54، منوهة بأن تواجد الرئيس السيسي في القمة كان معبراً للغاية عن السياسة المصرية الخارجية بالنسبة للقارة الإفريقية.
ولفتت إلى أن الرئيس شارك بصفته رئيس مصر ورئيس آليتين مهمتين تابعتين للاتحاد الإفريقي وهما "نيباد" - التي تم مد رئاسة مصر لها لعام إضافي أي حتى فبراير 2026 - ولـ "القدرة الاقليمية لقدرة شمال أفريقيا" التي تكتسب أهمية كبرى في ظل الأوضاع في ليبيا والصحراء الكبرى وما تشهده من جريمة منظمة وتهريب وإرهاب وغيره، علاوة على الاحداث في السودان وتأثيرها على تلك المنطقة.
ونوهت مساعد وزير الخارجية الأسبق باللقاءات الثنائية التي أجراها الرئيس السيسي، على هامش تلك القمة، موضحة أن لقاء الرئيس برؤساء موريتانيا وأنجولا والجابون؛ يعكس اهتمام مصر بمواصلة التعاون مع هذه الدولة.
واعتبرت أن هذا التنوع الجغرافي يثبت توجه مصر لدفع علاقتها مع بلدان القارة؛ أي أنها لا تركز على دول في مناطق بعينها أو دول فيحدود أمنها القومي أو الإقليمي، علاوة على اهتمام مصر بالتعاون لمواجهة التحديات والمشكلات؛ سواء الخاصة بالسلم والأمن أو المشكلات الاقتصادية والبيئية التي تواجهها القارة.
من جهته، شدد السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على دور مصر الكبير والمحوري فيما يتعلق بملف "نيباد"، الذراع الأيمن لعملية التنمية المستدامة؛ إذ كان التركيز على الموضوعات الخاصة بالاندماج الإقليمي والتكامل القاري وضرورة تسريع العملية الخاصة بتنشيط وتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وما تحتاجه من استثمارات مضاعفة فيما يتعلق بالبنية التحتية، خاصة الطرق العرضية والطولية، والطريقين الرئيسيين المتعلقين بـ"القاهرة-كيب تاون"، والربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، بالإضافة للاستثمارات في القطاعات الإنتاجية المختلف على النحو الذي يعيد تشكيل هذه الهيئات الإنتاجية في الدول الإفريقية؛ بما ينعكس على تنشيط العلاقات التجارية البينية بين دول القارة بعضها البعض، وبين إفريقيا والعالم الخارجي.
وأبرز السفير صلاح حليمة، دور مصر المتنامي والمتعاظم في تنشيط القطاعات كافة، بجانب المبادرات التي قدمتها سواء في المجال الصناعي، أو قطاع البنية التحتية و قطاع بناء القدرات.
أما فيما يتعلق بملف "قدرة شمال إفريقيا"، أشار إلى ضرورة تقديم مزيد من الدعم لهذا الملف من جانب الدول الإفريقية؛ سواء في عملية توفير الموارد الخاصة بالنواحي اللوجستية أو تنشيط دورها، منوهاً برئاسة مصر لتلك القدرة وتواجد مركزها في مصر، التي تعد مهمتها - في الأساس - العمل على حفظ الأمن والاستقرار وشيوع السلام في هذه المنطقة الشمالية.
وسلط الضوء على أهمية اللقاءات الثنائية بين الرئيس السيسي ونظرائه على هامش مشاركته في القمة من أجل تنشيط العلاقات المصرية الأفريقية وتنميتها، لافتاً إلى أن مصر حققت - خلال الفترة القليلة الماضية - إنجازات كبيرة فيما يتعلق بإنشاء علاقات إفريقية متميزة قائمة على الشراكة الاستراتيجية، أساسها التعاون والتعاون الاستراتيجي.
وأوضح أن هذا التعاون الاستراتيجي مع مختلف الدول له محاور أربعة: محور يتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والإتجار بالبشر والنازحين واللاجئين والهجرة غير الشرعية، ومحور سياسي خاص بالتنسيق والتشاور وحل النزاعات وإسكات البنادق، وكذلك محور الاقتصاد والتنمية المستدامة في قطاعات عديدة وأهمها البنية التحتية وبناء القدرات والتعليم، بالإضافة إلى المحور الاجتماعي المتعلق بالصحة والتعليم، علاوة على الملف الخاص بتغيرات المناخ و أمن الطاقة و الغذاء والأمن المائي.
من جانبه، أكد السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق، أهمية مشاركة السيد الرئيس في هذه القمة نصف السنوية؛ بما يعكس الأولوية القصوى التي توليها الدولة المصرية للعلاقات مع دول إفريقيا وسعيها إلى التواصل المستمر معها، وحرص مصر على التنسيق والتعاون مع المؤسسات الإفريقية؛ بصفة خاصة الاتحاد الإفريقي والمفوضية الإفريقية وغيرها من الآليات القارية والإقليمية .
وأضاف أن تلك الدورة تكتسب أهمية خاصة لكونها تركز على دفع التكامل الإقليمي في هذا التوقيت الذي يشهد فيه العالم تحديات عديدة لاسيما اقتصادية ومناخية وأمنية، كما أنها جاءت في ضوء دخول حيز التنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارِّية الإفريقية، والتي تعد واحدة من أكثر المبادرات السياسية الواعدة التي أطلقها الاتحاد الإفريقي في إطار أجندة 2063.
وشدد السفير علي الحفني، على أهمية استعراض الرئيس للجهود المصرية الكبيرة خلال رئاستها اللجنة التوجيهية الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقي "نيباد" منذ 2023، التي أثبتت مصر - خلالها - التزامها الراسخ بتسريع مسيرة التنمية المستدامة لخير شعوب إفريقيا ودفع عملية التكامل الإقليمي، علاوة على إبراز الرئيس، دور مصر في تعزيز السلم والأمن والاستقرار من خلال ترأسها "قدرة اقليم شمال أفريقيا" ومساعيها لتطوير أداء هذه القدرة.
ولفت إلى أن اللقاءات الثنائية التي أجرها الرئيس مع نظرائه الأفارقة على هامش مشاركته في "قمة مالابو" عكست مدى اهتمام مصر بتطوير العلاقات مع مختلف دول القارة واهتمامها بدفع العمل المشترك من أجل تعزيز التعاون وتذليل التحديات وصولاً إلى تحقيق مزيد من التقدم في مجالات التنمية؛ خاصة في التجارة والاستثمار؛ بما يصب في مصلحة شعوب إفريقيا.
ك ف
/أ ش أ/