• بدور القاسمي: إدراج
    بدور القاسمي: إدراج " الفاية" من الشارقة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو يرسخ مكانة الإمارات الحضارية

الشارقة - باريس في 13 يوليو/ أ ش أ/ نظمت إمارة الشارقة الإماراتية حفلاً رسمياً في العاصمة الفرنسية باريس، احتفاءً بإدراج "الفاية" على قائمة التراث العالمي لليونسكو، مسجلة بذلك علامة فارقة في تاريخ الإنجازات التي تضاف إلى رصيد الشارقة ودولة الإمارات والمنطقة العربية بأسرها،
ويُعد "الفاية" - بهذا الإدراج - ثاني موقع في دولة الإمارات ينال هذا الاعتراف العالمي بعد المواقع الثقافية في مدينة العين التي أُدرجت عام 2011، ليواصل بذلك ترسيخ مكانة الدولة على خارطة التراث الإنساني.
وقد جمع الحفل نخبة من أعضاء لجنة التراث العالمي وممثلين دبلوماسيين وخبراء دوليين، في لحظة احتفاء جماعي بهذا الإنجاز التاريخي الذي يعكس التزام الشارقة بحماية التراث الإنساني وصونه.
وفي كلمة لها خلال الحفل أعربت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، السفيرة الرسمية لملف ترشيح (المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية) عن فخرها بجهود الشارقة المتواصلة لإدراج "الفاية"، وتسليط الضوء على دوره الجوهري في إثراء فهم تاريخ الإنسان الأول وتطوره.
وأكدت أهمية هذا الإنجاز التاريخي، مشيرة إلى أن إدراج (الفاية) في قائمة التراث العالمي يُجسد التزام الشارقة الراسخ بصون هذا الإرث الإنساني للأجيال القادمة ،وإنجاز جماعي، موضحة التزام الشارقة بمواصلة جهودها في صون وحماية موقع الفاية، والاستثمار في أعمال الحفاظ عليه، وتوسيع نطاق البحث العلمي المرتبط به، لضمان وصول قصته وتأثيره الحضاري إلى العالم أجمع.
من جانبه أكد علي الحاج العلي المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليونسكو، التزام الدولة الراسخ بصون التراث ودلالات هذا الإنجاز على مستوى أوسع، قائلاً:"تظل دولة الإمارات ملتزمة التزامًا عميقًا برسالة اليونسكو، وتفخر بأن تكون شريكًا فاعلًا ومشاركًا في الحفاظ على تراثنا الإنساني المشترك".
وأضاف أن قائمة التراث العالمي ليست مجرد سجل للمواقع، بل تجسد قصص البشرية المتنوعة وقيمها وهوياتها. وهي تذكرنا بأن التراث لا يعرف حدودًا، وأن لكل ثقافة ما هو جوهري لتضيفه إلى السرد الإنساني العالمي، موضحا أنه في هذا السياق يشكل إدراج موقع الفاية خطوة متقدمة نحو توسيع تمثيل الأصوات والمناظر الطبيعية من العالم العربي وغيرها من المناطق التي ظلت لفترات طويلة على هامش هذا السجل، بما يعزز حضورها في قصة الإنسانية الجامعة.
فيما أعرب عيسى يوسف المدير العام لهيئة الشارقة للآثار، عن تقديره العميق لكل من أسهم في تحقيق هذا الإنجاز، مؤكداً أهمية مواصلة التعاون الدولي لحماية إرث الفاية وتعزيز دوره في توسيع فهمنا للتاريخ البشري المبكر.
ويُعد المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في "الفاية" نافذة تطل على قدرات الإنسان القديم على التكيّف في واحدة من أقسى البيئات الصحراوية على وجه الأرض قبل أكثر من 200 ألف عام، إذ تكشف طبقات النشاط البشري المكتشفة في الموقع - التي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام - عن قصص غنية بالصمود والابتكار، وتؤكد أن شبه الجزيرة العربية لم تكن مجرد ممر عابر في مسارات الهجرة، بل كانت وجهة للاستقرار ومركزًا نشطًا للابتكار والتبادل الثقافي.
وخلال أكثر من ثلاثين عامًا من أعمال التنقيب الدقيقة التي قادتها هيئة الشارقة للآثار بالتعاون مع فرق دولية مرموقة، جرى الكشف عن 18 طبقة جيولوجية متعاقبة، يوثّق كل منها فترة زمنية مختلفة من النشاط البشري، ما يمنح "الفاية" قيمة علمية استثنائية في رسم مسار تطوّر الإنسان في البيئات القاحلة، ويواصل الموقع اليوم إعادة تشكيل فهمنا للماضي وصلته العميقة بالحاضر، مؤكدًا أهمية صون هذا النوع من المعرفة ونقله للأجيال القادمة.

إ س
/أ ش أ/