-
الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان: القاهرة مدينة "مشهدية" ومصر بها طيف هائل من المبدعين
وصفت الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان ، القاهرة بأنها مدينة " مشهدية " لا يمكن أن ترى بها مكانًا خاليًا أو مسطحًا فارغًا ودائمًا بها علاقات وحوارات وبشر، وتنويع من الناس المختلفة التي ترد لها من مختلف الأماكن والمستويات الاجتماعية ، لافتة إلى أن مصر أكثر دولة بها طيف هائل من المبدعين ما بين كتاب ونقاد موسيقيين.
وقالت الكاتبة عائشة سلطان - في حديث لجريدة القاهرة الصادرة عن وزارة الثقافة والتي يرأس مجلس إداراتها الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة العامة للكتاب ويرأس تحريرها طارق رضوان ـ :" لدي قناعة شديدة أن الناس تشبه مدنها والمدن تشبه البشر بها، المدينة التي لا يكون بها نظام أو ترتيب أو جماليات أو حضارة لا يمكن أن تنتج إنسانًا متحضرًا يعزف موسيقى لأن ما يراه يتسرب إلى داخله، الانسان ابن مدينته في النهاية، لذلك كنت أسير كثيرًا بشوارع المدن التي أزورها، أحب أن أقيم بوسط البلد باي بلد أزوره ، لرصد حركة الناس الدائرة والدوران مع المدينة، أقول إذا كنت عشت في القاهرة القديمة لكتبت قصصا وروايات بسهولة".
وأضافت سلطان - في الحوار الذي أجرته معها الزميلة سماح عبد السلام – أن :" السفر بالنسبة لي متعة والتقاطات ، فظلت أسافر وأكتب وشعرت أن هذه الالتقاطات تؤهل لطرح كتاب فظهر كتاب "هوامش فى المدن والسفر والرحيل" وهو من أحب الكتب لى، وبه جزء خاص بالذاكرة ، في كل مدينة أشعر أنها تركت بداخلي شيئًا لن أنساه. السفر يعلمك خاصة اذا كنت تسافر بوعي وليس بهدف التسويق او الترفيه، وانا عندما اسافر أبحث عن شيء مختلف في المدن".
واعتبرت أن عشق السفر ولد لديها عشقها للأدب والذي تولد عنه مقالات أو نصوص السفر، وأنها حاولت أن تتعامل مع السفر ليس باعتباره نزهة سطحية، بمعنى رؤية الأشياء من الظاهر فقط كمبان وشوارع لكن بالدخول إلى عمق المدينة والإنسان وتفاعله مع مدينته.
وقالت الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان :" الناس تحب أن تقرأ أبطال روايات وضعوا في فترة زمنية معينة، بالطبع التاريخ يختلف من دولة لأخرى، في مصر حقب تاريخية منها التاريخ الإسلامي والمماليك والدولة الفاطمية والفراعنة، مثلما كتب نجيب محفوظ رواية في التاريخ الفرعوني، وريم بسيوني في عهد المماليك، انا بالأمارات ليس لدى هذه الحقب لكن التاريخ بالنسبة لي هو الفترة التي سبقت ما قبل الاتحاد والمجتمعات البسيطة التي عاشت على الكفاف ولم تدخل مدن الحداثة ، بداية القرن العشرين وحتى منتصف الخمسينات".
وردا على سؤال كيف تتجلى صورة المشهد الثقافي في الامارات خاصة والدول العربية عامة ، قالت سلطان :" أعتقد أن المجتمع العربي يهتم كثيرًا بالثقافة اذا كانت الثقافة هي الأدب والمسرح والفنون المختلفة، لدينا معرضان للكتاب بالإمارات وحركة ترجمة قوية عبر مشروع "كلمة"، حتى من لغات غير معروفة او متداولة بشكل كبير".
وأردفت:" أقول دائمًا أن الثقافة هي صلة القربى بين شعوب العالم. لذلك اعتقد أن حركة الترجمة تقووم بدور مهم في العالم العربي ، والتجلي الحقيقي للثقافة موجود في مصر والعراق ولبنان .. كانت مصر تكتب وبيروت تطبع والعراق تقرأ".
وحول أعمالها ، قالت الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان:" لدي قصتان "كوكب الجدات" و"العطر"، لأن ذاكرة الروائح تشغلني، أتساءل لماذا عندما اتذكر رائحة ما تذكرني بمكان ما فيحضر أمامي، فكما للأصوات ذاكرة للروائح أيضًا ذاكرة".