• في أحضان الصحراء..
    في أحضان الصحراء.. "متحف كوتشا" حارس أمين على ذاكرة طريق الحرير

أورومتشي في 24 مايو /أ ش أ/ كتب: محمد موسى

على أطراف صحراء تاكلاماكان، حيث تعانق الرمال زرقة السماء، وتتناثر نسمات التاريخ كحبات العنبر، يقف متحف كوتشا شامخًا كقصيدة من زمن غابر، يحتضن ذاكرة طريق الحرير ويُسرد حكايات الحضارات التي مرت، وتوقفت، ثم مضت، تاركة آثارها على الجدران والقلوب.
يقع متحف كوتشا، في مدينة كوتشا (كوچار) بمنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم شمال غربي الصين، وهي منطقة غنية بالتاريخ والثقافة، وكانت في الماضي محطة هامة على طريق الحرير القديم.
ويعد هذا المتحف أحد أبرز المعالم الثقافية في كوتشا، ويهدف إلى الحفاظ على التراث التاريخي العريق لهذه المنطقة التي كانت موطنًا لحضارات متعددة، فهو ليس مجرد بناء حجري يحوي القطع الأثرية، بل يعد بوابة تُفتح على ألف عام من التلاقي الإنساني، حيث اختلطت لغات الرُحّل بالتجار، وتمازجت الديانات، وتزاوجت الأساطير بالفنون.
يعرض متحف كوتشا مجموعة واسعة من القطع الأثرية التي تعود إلى العصور القديمة، بما في ذلك، أدوات فخارية وحجرية من العصور القديمة، فضلا عن نصوص مكتوبة باللغات القديمة مثل السنسكريتية واليوغورية، وتماثيل ولوحات جدارية.
كما يعرض المتحف مقتنيات من مملكة كوتشا القديمة، والتي كانت مملكة مزدهرة بين القرنين الثالث والثامن الميلاديين.
ويشكل متحف كوتشا مصدرًا مهمًا لفهم تاريخ طريق الحرير، والتبادل الثقافي والديني بين الشرق والغرب، فالمنطقة التي يقع فيها المتحف كانت مركزًا للثقافة البوذية، وتضم مواقع أثرية مشهورة مثل كهوف كيزيل (Kizil Caves) ذات الرسوم الجدارية المدهشة، والتي يرتبط العديد منها بالمجموعات المعروضة في المتحف.
ولا يخدم متحف كوتشا الغرض الأكاديمي فحسب، بل يعد أيضًا وجهة سياحية بارزة تستقطب الزوار المحليين والأجانب الذين يرغبون في استكشاف حضارات آسيا الوسطى القديمة والتعرف على التراث المتنوع في شينجيانغ، كما ينظم المتحف معارض مؤقتة وفعاليات تعليمية تعزز الوعي الثقافي لدى الجمهور.

م و س/ م ع ى / إسر
/أ ش أ/