-
صالون ثقافي بالقاهرة يناقش فكر "شي جين بينغ " ودوره في دعم التعاون الدولي
القاهرة في 19 أبريل /أ ش أ/ نظمت مجلة ((الصين اليوم)) التابعة للمجموعة الصينية للاعلام الدولي، بالتعاون مع مؤسسة ((اخبار اليوم))، صالونا ثقافيا بعنوان “فكر شي جين بينغ.. للصين والعالم”، وذلك بمشاركة نخبة من الاعلاميين والخبراء من مصر والصين وعدد من الدول العربية، في اطار دعم الحوار الحضاري وتعزيز التعاون بين الصين والدول العربية والافريقية.
ادار الصالون كل من طه بنغ تشو يون رئيس فرع الشرق الاوسط لمجلة “الصين اليوم"، وحسين اسماعيل نائب رئيس تحرير الطبعة العربية للمجلة.
وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية، اشارت تشاو لي جيون رئيسة دار مجلة "الصين اليوم" الى ان مفهوم “مجتمع المستقبل المشترك للبشرية” يعد من ابرز افكار الرئيس شي جين بينغ، حيث يدعو الى احترام التنوع الثقافي والتعاون المتكافئ وتقاسم ثمار التنمية. واوضحت ان هذا المفهوم يتماشى مع السياسات التي تنتهجها دول شمال افريقيا، وعلى رأسها مصر، القائمة على الانفتاح والتعاون والسلام. كما اكدت على عمق العلاقات التاريخية بين الحضارتين الصينية والمصرية، والتي تعززت في العصر الحديث من خلال مبادرة “الحزام والطريق”.
من جانبه، اكد اسلام عفيفي رئيس مجلس ادارة مؤسسة اخبار اليوم ان العلاقات بين مصر والصين تعكس رؤية استراتيجية مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس شي جين بينغ، تقوم على اسس من التعاون المتبادل ودعم التنمية المستدامة. واضاف ان فكر الرئيس الصيني يقدم نموذجا بديلا للعلاقات الدولية، بعيدا عن الصراعات والمصالح الضيقة، ويعتمد على التفاهم والتكامل بين الشعوب.
واشار اسلام عفيفي الى ان التجربة الصينية تمثل نموذجا ملهمًا للدول النامية، خاصة في ظل تركيزها على تنمية الانسان والاعتماد على الذات وبناء القدرات المحلية. واكد ان التعاون الثقافي بين مصر والصين، وتبادل الخبرات في مجالات الاعلام والتعليم، يسهم في بناء جسور من الفهم المشترك بين الشعبين، ويعزز من فرص الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وشدد على ان الاعلام يلعب دورا محوريا في دعم هذا التفاهم، من خلال تقديم صورة موضوعية، وتشجيع الحوار، ونقل التجارب التنموية الناجحة، مشيرا الى ان وسائل الاعلام المصرية والصينية مطالبة اليوم بالاضطلاع بدور اكبر في ربط الشعوب وتعميق العلاقات الثنائية.
وخلال الفعالية، قالت الدكتورة خديجة عرفة رئيسة الادارة المركزية للتواصل المجتمعي بمركز دعم واتخاذ القرار ان فكر الرئيس الصيني شي جين بينغ يقدم رؤية متكاملة للتعامل مع التحديات التي تواجه دول الجنوب، من خلال حلول واقعية ومسارات بديلة ترتبط بالواقع الفعلي لهذه الدول، خاصة في ظل تراجع التعاون الدولي وغياب الارادة السياسية لحل الازمات العالمية.
كما اوضح الدكتور ناصر عبد العال استاذ الدراسات الصينية بجامعة عين شمس ان فكر شي يعكس تحولا كبيرا في دور الصين العالمي، حيث تسعى الى تحقيق “حلم المئوية الثانية” بحلول عام 2050 لتصبح دولة قوية ومتقدمة. واشار الى ان فكر شي جين بينغ للعالم يقوم على العدالة والمساواة وبناء نظام دولي اكثر توازنا يرفض الهيمنة ويعزز التعاون المشترك.
وقال الدكتور احمد السعيد رئيس مجموعة بيت الحكمة للثقافة ان نشر مؤلفات الرئيس شي جين بينغ في العالم العربي هو جزء من معركة الوعي التي تخوضها المنطقة ضد الاحادية الفكرية، مشيرا الى ان هذه الكتب تم اعتمادها كمراجع في عدد من الجامعات والمراكز البحثية، وشاركت في ابرز معارض الكتاب، ونوقشت في ندوات فكرية متخصصة.
واكد احمد سلام المستشار الاعلامي السابق بسفارة مصر في بكين ان فكر شي لا يقتصر على الجوانب الاقتصادية فقط، بل يشمل ابعادا انسانية وفلسفية، حيث يركز على الانسجام بين الانسان والطبيعة، ويرفض فرض نماذج جاهزة للتنمية، داعيا الى احترام خصوصية كل دولة وثقافتها.
وفي السياق ذاته، استعرض الدكتور ضياء حلمي الفقي عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية المبادرات التي اطلقها الرئيس شي جين بينغ، وعلى رأسها “الحزام والطريق” و”الامن العالمي” و”الحضارة العالمية”، مشيرا الى انها تمثل دعوة لتعزيز التعاون الدولي ومواجهة التحديات المشتركة بروح من المسؤولية الجماعية.
كما تحدث عماد الازرق رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث عن ابعاد التعاون الصيني الافريقي، مؤكدا ان التجربة الصينية في افريقيا تمثل نموذجا ناجحا في دعم التنمية وتطوير البنية التحتية، وان توسع الاستثمارات الصينية افقد الاجراءات الاقتصادية الامريكية احادية الجانب فعاليتها، ودفع عددا من الدول الى اعادة النظر في علاقاتها الدولية والبحث عن بدائل اكثر عدالة.
وشهد الصالون كذلك كلمات من عدد من الشخصيات الاكاديمية، من بينهم الدكتورة شيماء كمال رئيسة قسم اللغة الصينية بجامعة بدر، والدكتورة هدى الحزامي الباحثة التونسية في الشؤون الصينية الافريقية، والدكتور فؤاد الغزيزر الاستاذ بجامعة الحسن الاول بالمغرب، حيث تناولوا خلالها ابعاد التعاون بين الصين والدول الافريقية والمغاربية، ودور الثقافة في بناء جسور من الشراكة والتفاهم.
س.ع
أ ش أ