• "السيرة السيناوية" ومسيرة "رائد المسرح الغنائي " و"ميتافزيقيا الحب الأمومي بين القداسة والتفكيك" أبرز ملفات العدد الجديد لجريدة القاهرة

كتب حمدي المليجي

القاهرة في 25 مارس /أ ش أ/ قدم العدد الجديد من جريدة "القاهرة" الأسبوعية الصادرة عن وزارة الثقافة ويرأس مجلس إداراتها الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة العامة للكتاب ورئيس التحرير طارق رضوان، مجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح.
فتحت عنوان ("السيرة السيناوية" .. الجزء الثاني العهد) يحكي الكاتب محمد نبيل محمد، بطولات المصريين من أبناء سيناء الذين سددوا فاتورة الدم ليس دفاعا فقط عن سيناء وإنما عن الوطن ترابه المقدس وأهله الطيبيين وكان مقتضى الحال يستوجب حكي بطولات المصريين أبناء سيناء ليس سردا لمرثية هولاء الرجال والنساء والأطفال وإنما لرد الفضل لصاحبه فهم الذين شاركوا في استعادة الأرض والكرامة ولو كلفهم هذا السبيل الروح والدم ولم يعلموا أن أحدا سيذكرهم ولم يقدموا التضحية لمجد يسعون إليه بل لمجد الوطن وأهله وهم الذين منحتهم أرض سيناء المقدسة نوعا من قداسة البطولة وكرم التضحية وعفوية الفداء.
وتناول الكاتب محمد نبيل محمد البطل "شلاش خالد عرابي" أول من أطلق عليه هدهد بئر العبد شاب لم يكمل بعد عامه الحادي والعشرين والذي يحكي ابنه عادل عن بطولته التي لم يعلم هو شخصيا شيئا عنها الا بعد نصر أكتوبر حيث أفرج والده عن أسرار عمليات في قلب سيناء وخلف الخطوط وبعد ستوات عديدة .. منوها بنشأة شلاش وسط أسرة سيناوية تفطمه على أن حب الوطن عبادة والموت في سبيل حريته وشرفه استشهاد.
وفي ملف أخر واحتفاء باليوبيل الفضي لجريدة القاهرة بعد مرور 25 عاما على تأسيسها .. وتحكي د.سهى علي رجب , في مقال لها تصدره بورتوريه لأساتذة كبار على رأسهم صلاح عيسى , بعضا من كواليس العمل في الجريدة وروت فصلا من أجمل فصول عمرها وتحدثت عن شخصيات تعاملات معها عن قرب لسنوات طويلة هولاء الذين كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في استمرار الجريدة رغم كل التحديات والظروف.
وتوقفت أمام الكاتب الكبير الراحل علاء الديب وفاطمة علي الكاتبة الصحفية والفنانة التشكيلية الكبيرة ومنى فوزي الكاتبة الصحفية والناقدة الموسيقية والدكتور لؤي محمود سعيد مدير مركز الدراسات القبطيى بمكتبة الاسكندرية والمشرف على صفحة متاحف واثار لسنوات والكاتب الصحفي الكبير أكرم القصاص ومحمد القصبي والساخر الراحل جلال عامر والكاتب والناقد الفني الكبير الأمير أباظة.
وفي صفحة " رؤية " , تناول الكاتب أحمد سليم عوض مسيرة واحد من العظماء وهو الدكتور محمد فؤاد عبد الباقي 1882 – 1968 وهو أول وأبرز مسلم وضع الفهارس الدقيقة لالفاظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية كما ترجم كتب بعض المستشرقين وقد رجع إليه الدكتور طه حسين عندما ألف كتابه "علي وبنوه" كما رجع اليه الدكتور هيكل في كتابه عن عمر ورجع إليه الاستاذ العقاد فيما يتعلق بصحيح الأحاديث وتوفي عام 68 وتم تخليده في موسوعة أعلام الفكر الإسلامي.
وتوقف الدكتور سليمان جادو شعيب أمام سيرة الشيخ سلامة حجازي رائد المسرح الغنائي وفن الأوبريت.
ويقول شعيب إن الغناء والتمثيل لا يذكران في مصر إن لم نقل في الشرق العربي إلا وتوارد على السمع ما لهذه العبقرية الفذة من اثار تغنى بها جيل بأسره .. والشيخ سلامة حجازي إذا لم يكن قد وصل إلى القمة التي لا تدانى في فن التمثيل والغناء والمسرح فانه ولا شك أول حلقة من حلقات تاريخ هذا الفن الحديث بل هو مؤسسه وناشره في مصر والأقطار العربية وتاريخه هو العجب العجاب.
ويضيف أن هذا الفتى الذي تلقفته مأذن المساجد وحلقات الأذكار والانشاد هو نفسه الرجل الذي يشيع السحر في النفوس والبلبل الذي يغرد ليستمع اليه الناس ويتسابق في تحيته أكف الألوف من المستمعمين. ..تعلم سلامة حجازي أصول فن الانشاد وأوزان النغم والأداء عمل مطربا ومثلا وملحنا كما عين شيخا للطرق الصوفية ورئيسسا للمنشدين ثم كون تختا والتف حوله بعض الشعراء والزجالين ونظموا له قصائد لحنها بنفسه وتغنى بها بصوته واجتهد ان يقدم القصائد القديمة في قالب جديد.
وفي ملف اخر .. تتناول عبير صلاح الدين اليوبيل الفضي مسيرة الدكتورة مديحة خطاب الذي جاء اسمها في عام 2006 لأول مرة في قرار رئيس الجمهورية بتشكيل أعضاء المجلس القومي للمرأة لمدة ثلاث سنوات ثم بقي الاسم في التشكيل 2009 حيث شاركت مديحة خطاب في كثير من النقاشات حول موضوعات تخص صحة المرأة والأسرة بحكم تخصصها كطبيبة ورأست لجنة الصحة بالمجلس لكن القضية التي واكبت ولمست التحقاها بالمجلس كانت هي "المرأة في المراكز القيادية".
وتقول إن مديحة خطاب جاءت للمجلس القومي للمرأة بعد أن كتب اسمها بين أوائل النساء المصريات فهي أول مصرية تعتلي كرسي العمادىة في طب قصر العيني عام 2002 أعرق وأقدم الكليات الطبية في العالم العربي وبقيت متربعة على الكرسي لمدة أربع سنوات .
وتسترجع الدكتورة مديحة خطاب ما حدث عندما وصل اليها تردد اسمها بين المرشحين لعمادة قصر العيني كان الزخم الذي صنعه المجلس القومي للمرأة كبيرا ويدور النقاش حول النسبة الضيئلة لتولي المراة المناصب القيادية وضرورة تمكينها من الوصول إلى هذه المتاصب ليستفيد المجتمع بخبرات كفاءاته من الرجال والنساء على حد سواء.
وفي مقالها عن "ميتافزيقيا الحب الأمومي بين القداسة والتفكيك في تشريح الرمز التشكيلي" .. ترى "ايستر فادي أن الأمومة في الفن ليست موضوعا تزهو به اللوحات وتنحته التماثيل بل هي استعارة كونية للتنناقش الأعمق في الوجود الانساني ذلك الذي يجمع بين الحب المطلق والتضحية الصامتة بين الحنان الذي يمنح الحياة والقوة التي تتحمل ثمن منحها منذ أن نحت الانسان الأول تماثيل الخصوبة وحتى تشظي الجسد الانثوي وفي الفن الحديث ظلت الأم رمزا يعيد تشكيل نفسه على مر العصور.
وأشارت إلى أن الفن بوصفه لغة بصرية للروح لم يكتف بوثيق الأمومة بل حولها إلى حقل صراع بين المثالي والواقعي بين ما يفترض أن تكون على أم وما تخفيه من ألم وتمرد.
فيما يتناول صلاح بيصار أعمال الفنان التشكيلي الكبير محمد رياض سعيد في مقال له تحت عنوان "بين السحر الكوني وعمق الروح السريالية " فهو فنان ينتمي لجيل الستينيات من القرن الماضي يمتد عالمه بلغة جديدة في التشكيل والتعبير بين السحر الكوني من بداياته الأولى ، كما في مجموعة لوحات الراهبة بالانتقالة الحديثة والمعاصرة ومعالجتها بنظرة جديدة كأيقونة دينية هذا مع العديد من الصور المفعمة بالتعبير والاتنفعال والى عمق الروح السريالية ما يعد أيقونتها في الثلث الأخير من القرن العشرين وبداية الالفية الثاثلة ببلاغة كلاسيكية وأداء اكاديمي من حيث العناصر والمفراداىت باحساس انساني ما يدعو الى التأمل ويحفز التفاعل في عصر الخواء الروحي والصراع المادي.
ح م د /ت م ش
أ ش أ