• 50 عاما على رحيل أم كلثوم.. مقتنيات
    50 عاما على رحيل أم كلثوم.. مقتنيات "كوكب الشرق" تزين معرضا للنجمات العرب بالأردن

تقرير: خالد العيسوي

مع مرور 50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، والتي تعد واحدة من أبرز وأهم الشخصيات الفنية التي حققت شهرة واسعة واستطاعت أن تحتل مكانة لا مثيل لها في قلوب الملايين من عشاق الفن والطرب الأصيل سواء في العالم العربي أو الدولي، حتى كانت ومازالت رغم الرحيل رمزا للفن العربي نظرا لصوتها وأغانيها المبدعة التي تعيش في أذهان عشاق الفن وأصحاب المشاعر الباحثة عن الحب والعشق.
في وسط العاصمة الأردنية عمان وعلى مدار أكثر من 4 شهور، استمرت أم كلثوم حاضرة ليس بفنها فقط وإنما بمقتنياتها الثمينة في معرض دولي يجمع النجمات العربيات في تاريخ الفن العربي، قادما من العاصمة الفرنسية باريس ليجوب عواصم العالم، ومنها مصر في منتصف العام الجاري.. فيما يقوم على تنظيمه في هذه العواصم معهد العالم العربي في باريس من أجل إرسال رسالة فنية عربية تبوح بأسرارها مقتنيات وأفلام خاصة ولقاءات إعلامية قديمة مع نجمات العالم العربي وأبرزهم أم كلثوم "كوكب الشرق".

(الأول من نوعه)
معرض مقتنيات النجمات العرب والذي أقيم في عمان تحت عنوان "من أم كلثوم إلى داليدا"، يعد في محطته الثانية في الأردن بعد باريس والأول الذي ينظم في الشرق الأوسط، وأول مرة باللغة العربية، ويحتوي على العديد من مقتنيات النجمات العرب أبرزهم "أم كلثوم"، والتي وضع لها جانبا بارزا في مدخل المعرض بصورة عملاقة لسيدة الغناء بالشرق الأوسط وسط مقتنيات ثمينة تشتمل على ملابسها ومجموعة من أدواتها التي كانت تستخدمها في حفلاتها كإكسسوارات زينة.
وسط كردون زجاجي وخشبي وألوان متنوعة، كانت إكسسوارات "أم كلثوم" وملابسها الساحرة تعيد الناظر لها إلى زمن الفن الجميل وكيف كانت رغم البساطة الواضحة في هذه الملابس والإكسسوارات إلا أنها تبوح بجمال ورقة منقطعة النظير وكأنها تسبق عهدها في عالم الموضة والملابس الجميلة حاليا، فيما تجد بجانب هذه المقتنيات صور فريدة لسيدة الغناء بالشرق الأوسط تشير إلى أن هذه الصور كانت وقت التقاطها ترمز للخلود في وجدان من ينظر إليها رغم طول سنوات الرحيل.

(نعيش مع الماضي والحاضر)
وخلال تجول مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان في أروقة المعرض، والحديث مع الزوار، كانت كلمتهم الوحيدة عن أم كلثوم أنها كوكب الشرق والهرم الرابع في مصر، مؤكدين أن أم كلثوم وأغانيها مازالت تعيش في وجدان المستمعين من مختلف الأعمار، مشيرين إلى أنها رغم كونها من الزمن القديم إلا أنها مازالت محل استماع حتى من الأجيال الحالية والتي لا تبلغ من العمر أكثر من 17 عاما لأنها تعبر عن مشاعرهم في حب الآخر.
وقال الزائرون لـ/أ ش أ/، إن المعرض يجعلنا نعيش في الماضي وسط الحاضر وننظر إلى المقتنيات التاريخية لنجمات العرب، وهو يحتوي على جيل فني كامل من أبرز الفنانات العربيات، اللاتي أثرين العالم بالفن والموسيقى التي ما زالت تعيش في ذاكرة البشرية عبر أجمل وأشهر الأغاني، مشيرين إلى أنهم يستمعون خلال المعرض إلى مجموعة من الأغاني التي غنتها "أم كلثوم" وكأنهم يسمعونها لأول مرة كونها على أسطوانات موسيقية فريدة من الزمن الجميل.

(أم كلثوم البداية)
وقد بدأت أم كلثوم الغناء وهي طفلة صغيرة مع والدها في الموالد والأفراح، وفي عام 1922 انتقلت إلى القاهرة، وكونت أول تخت موسيقى لها في عام 1926، وكانت نقطة انطلاقها عندما تعرفت على الشاعر أحمد رامي، ثم الملحن محمد القصبجي، وفي عام 1928 أصدرت مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الأسية" والذي حقق لها شهرة كبيرة، لتشارك بصوتها في فيلم "أولاد الذوات" عام 1932.
والتحقت أم كلثوم بالإذاعة المصرية عند إنشائها عام 1934، وهي أول فنانة دخلت الإذاعة، وشاركت في عدة أفلام، ثم تفرغت بعدها للغناء فقط، ومن أهم الأغاني "أنت عمري، الأطلال، حب إيه، ألف ليلة وليلة، وللصبر حدود"، وقامت بغناء العديد من الأغنيات الوطنية.
وفي فترة السبعينيات عانت أم كلثوم من التهاب الكلى، حيث سافرت إلى لندن للعلاج، حتى وفاتها يوم 3 فبراير عام 1975، وما يعني مرور 50 عاما على "سوما العصر وكل العصور".

(نجمات عرب ومصريات)
لم تكن أم كلثوم وحدها في هذا المعرض الذي أقيم بالأردن وفتح أمام الزوار منذ نوفمبر الماضي وحتى فبراير الجاري، بل قدم العديد من مقتنيات وإكسسوارات نجمات مصريات وعربيات أيضا مثل فيروز هي الوحيدة بينهن التي لا تزال على قيد الحياة من بين النجمات اللاتي يشملهن المعرض، فيما كانت للفنانة الجزائرية وردة جناحا مميزا أيضا تضمن عرض جواز سفرها، وبعض المقتنيات والفساتين ولقطات مصورة لأغانيها المميزة.
أسمهان وسامية جمال وداليدا وسعاد حسني وفاتن حمامة وصباح وغيرهن والمخرج المصري يوسف شاهين، كانوا أيضا حاضرين في أروقة المعرض بمقتنياتهم الثمينة وملابسهم النادرة، حيث تتضمن المعرض أيضا مقابلات حصرية، تكشف عن حياة وتجارب هؤلاء الفنانات، اللواتي تركن بصمة فارقة لم تتكرر حتى اليوم في تاريخ الفن العربي والعالمي.

(هدف المعرض)
ويهدف معرض النجمات العربيات من "أم كلثوم إلى داليدا"، إلى تكريم النساء الرائدات في مجالي الموسيقى والسينما والمسرح وفن الرقص، إذ يضم مجموعة مختارة من الصور النادرة، وملصقات الأفلام، والرسوم البيانية، وفساتين المسرح، والأغراض الشخصية، طبقا للمشرفين على تنظيم العمل داخل المعرض، كما يسلط الضوء على دور النساء في الثقافة العربية، ويحتفي بالأداء النسائي في الأفلام والموسيقى، والتأثير الدائم الذي تركته هؤلاء النجمات على الثقافة والفن العربي وسط حنين شعبي عربي ليوم من زمن الفن الجميل.