القاهرة في 12 فبراير /أ ش أ/ يعد كتاب "زايد.. رجل بنى أمة"، واحد من أهم المراجع التي توثق لإنجازات مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فضلا عن أنه يتناول جانبا مهما في تاريخ الدولة.
الكتاب الواقع في نحو 800 صفحة من القطع المتوسط، يتناول سيرة الراحل الشيخ زايد منذ عام 1971 وحتى وفاته في عام 2004، ويعكس جانبا من الشخصية السياسية لمؤسس الإمارات، من دون أن يغفل الجانب الإنساني لقائد أحب شعبه وقربه، وظل على مدى سنوات حكمه يُفضل القرب من مواطنيه.
ويضم الكتاب وجهات نظر عديدة معمقة لشخصيات عاصرت الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعملوا تحت إمرته، كما اعتمد على الأرشيفات الوطنية والعالمية.
وخط الكتاب الكاتب غريم ويلسون بأسلوب سلس لم يخل من تشويق كي ينهل القارئ من حكمة الشيخ زايد عبر مواقف عرج عليها الكاتب.
ويستعرض الكتاب الصادر عن المركز الوطني للوثائق والبحوث في وزارة شؤون الرئاسة الإماراتية، التحديات التي واجهها الراحل في بناء الاتحاد وكيفية تجاوزه لها، خاصة تلك التي فرضتها معطيات داخلية وأوضاع سياسية عالمية في هذه الفترة.
ويقول ويلسون، في مقدمة الكتاب، إن زايد رمز لعمل الخير والعطاء والقيادة ومثال للتسامح والانفتاح، ومع تعيينه ممثلا للحاكم في المنطقة الشرقية ذاع صيته بعد إنعاشه للاقتصاد الزراعي لتلك المنطقة بموارد بسيطة.
وأضاف أنه وقع اختيار العائلة عليه ليكون حاكما لإمارة أبوظبي، بعدها تسارعت الأحداث وأعلنت بريطانيا عزمها الانسحاب من المنطقة وإنهاء التزاماتها السياسية فيها، وفي ظل كل تلك التحديات والتحولات الجسام بنى زايد أمة كاملة.
ويسلط الكتاب في فصوله الثلاثة والأربعين حال أبو ظبي قبل وصول الشيخ زايد إلى الحكم، والعوامل التي جعلت الأنظار تتوجه إليه ليكون حاكما لهذه الإمارة، ثم يستعرض تاريخ الإمارة وقصة اكتشافها ومسيرة حكم آل نهيان والظروف السياسية التي شابت كل حقبة والكيفية التي رسخت فيها القبيلة نفسها فيها كقوة سياسية قادرة على التعايش مع كل التحديات.
وضم الكتاب في إطلالته على السنوات الأولى من حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مجموعة نادرة من الصور التي تؤرخ لمسيرة المؤسس الذي انشغل بـ "بناء الأمة" عبر عمل متواصل يصل إلى نحو 20 ساعة في اليوم.
ولم يغفل الكتاب الإشارة إلى التغيرات التي شهدتها الإمارات مع اكتشاف النفط الذي استثمر الشيخ زايد عائداته في بناء نهضة الإمارات، عبر تحصين الفرد وتطويره، وحرص على الإشارة إلى استخدام الراحل الكبير "أبنائي" و "عيالي" في وصف شعبه، حتى باتت عبارة "عيال زايد" مفخرة لكل إماراتي.
ويلحظ الكاتب السرعة التي استطاع فيها مؤسس الإمارات القضاء على الفقر والجهل وانعدام الأمل ثم يعرج على أغوار العلاقات السياسية ولعبة التوازنات التي برع فيها الشيخ زايد، من دون إغفال وصف تفاصيل مراحل بناء الدولة.
ووصف الكاتب نهج الشيخ زايد في إدارة السياسة بأنه أقرب إلى "دبلوماسية الصحراء"، المتمثلة في الوضوح التام والشفافية المطلقة في اتخاذ القرار، ثم ينقلنا إلى جهود الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في دعم الوحدة وحل الخلافات الداخلية ثم دور الشيخ زايد في لمّ الشمل على الساحة الخليجية قبل أن ينقلنا لمواقفه على الساحة العربية.
وقدّم الكتاب الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وهو قال في تقديمه للكتاب: "تقاس عظمة الرجال بما قدموا لأمتهم وللإنسانية من جلائل الأعمال وفضائل الآثار، وما تركوا من إنجازات تزدهر بها البلاد، ويسعد في ظلها العباد".
وأضاف أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان أحد أعظم القادة، فقد أسس وطنا، وعمر بلدا على أسس راسخة من قيم الإيمان، وقواعد صلبة من المبادئ الإنسانية النبيلة، والأعراف والعادات الإسلامية العربية بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات، لافتا إلى أن الكتاب يكشف عن جوانب كثيرة من سيرة الشيخ زايد ويبرز بالأحداث والوقائع جوهره النفيس.
ا ع/ م ر و ا ن / م م ر
أ ش أ
"زايد.. رجل بنى أمة".. كتاب يوثق لإنجازات مؤسس دولة الإمارات
مصر/فن وثقافة/منوعات
You have unlimited quota for this service