• الكاتبة والأدبية العراقية سارة السهيل
    الكاتبة والأدبية العراقية سارة السهيل

القاهرة في 27 يناير/أ ش أ/ حديث أجراه: حمدي المليجي
أكدت الكاتبة والأدبية العراقية سارة السهيل أن معرض القاهرة الدولي للكتاب قلعة شامخة للثقافة والإبداع الفكري والأدبي والعلمي والفني.
وقالت السهيل – في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الاثنين ـ إن "معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد نافذة عربية وعالمية نطل منها على أحدث الإبداعات الفكرية الأدبية التي تصدر في العالم، ونتواصل بها مع أحدث الأفكار والمعلومات والمعارف التي ينضح بها عباقرة العالم في شتى المجالات المعرفية، فلا غرو أن يحتل المركز الدولي الثاني بعد معرض فرانكفورت الدولي ببرلين".
وأضافت أن معرض القاهرة للكتاب تجاوز في رحلته نصف قرن من التواصل العلمي والثقافي، ما جعله من أقدم المعارض العربية للكتاب فهو معلم رئيسي من معالم القاهرة الثقافية، والتي حرص زواره من شتى بقاع العالم على حضوره ومتابعة أنشطته ومناظراته وندواته ولقاءاته الفكرية، ومناقشة تطورات صناعة الكتاب والقضايا العربية والعالمية الملحة.
وسارة السهيل هي روائية وشاعرة وكاتبة عراقية اهتمت بقضايا إنسانية واجتماعية متعددة رغم أنها تنحدر من عائلة سياسية، بينما وجدت نفسها وهي ابنة الزعيم الوطني العراقي والمناضل وشيخ قبيلة بني تميم الممتدة بين الدول العربية (الشيخ طالب علي السهيل) في الإبداع والأدب.
وتعد السهيل مبدعة متعددة المواهب، فهي تكتب الشعر والقصة وتعمل بالنقد الأدبي، وهي مهمومة بكل كبيرة وصغيرة في العالم العربي حتى أنها تؤكد قائلة "أنا الوطن العربي كله.. شئونه وشجونه".
وتذكرت الأديبة العراقية "كيف كان معرض القاهرة للكتاب فاتحة خير عليها ومحفزا لها على مواصلة كتاباتها عندما أقامت ندوة بالمعرض لمناقشة أول مجموعة قصصية للأطفال وهي /سلمى والفئران الأربعة/، وكيف تحولت المجموعة القصصية لعرض مسرحي لعبت بطولته النجمة الراحلة دلال عبد العزيز"، لافتة إلى أنها لا تنسى معرض القاهرة الدولي للكتاب وفضله، في تواصلها مع كبار مثقفي ومبدعي مصر والعرب، من هذا المنطلق فإنها حرصت على مدار سنين طوال على طرح أعمالها ومناقشتها في معرض القاهرة الحيوي والخصب.
وتابعت بالقول:" لطالما كان معرض القاهرة للكتاب محضنا للكتاب الشباب، وأسهم كثيرا في ذيوع شهرتهم ونضج تجاربهم، بجانب الزخم الكبير الذي يحظى به معرض القاهرة للكتاب من خلال استضافته لكبار المبدعين العرب سويا مع المبدعين المصريين، أمثال نزار قباني وسميح القاسم وسعدي يوسف، فضلا عن الندوات والأنشطة الإبداعية التي شارك فيها كبار المفكرين من مختلف دول العالم".
وذكرت أن معرض القاهرة للكتاب لم يترك قضية حيوية ثقافية أو علمية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية إلا وناقشها بحضور قامات الفكر والإبداع والمتخصصين في كافة المجالات حيث ناقش قضايا الطفل والمرأة والكتابات الجديدة، وقضايا السوشيال ميديا وقضايا الكتاب الورقي والرقمي وغيرها من القضايا المهمة ، معتبرة أن معرض القاهرة للكتاب طوال فترة انعقاده يبدو وكأنه خلايا نحل تمتص رحيق الكتب لتنتج لنا عسل المعرفة والنشاط الثقافي المتنوع بما فيه حفلات التوقيع للكتب الحديثة.
وأردفت بالقول :" ليس من السهل بمكان أن يكتسب معرض عربي للكتاب الصفة الدولية إلا إذا كان مكتسبا للمقومات التي تؤهله لهذه المكانة الرفيعة، وقد اكتسى معرض القاهرة الدولي للكتاب ثوب العالمية والدولية بما امتلكه من مقومات العالمية، وكان نشاط الدولة ضيف الشرف من أهم الأنشطة للتواصل الدولي والانفتاح الثقافي وهو النشاط الذي بدأه معرض القاهرة للكتاب منذ عام 2006 بدأت إدارة المعرض، وكان اختيار ألمانيا لتكون أول دول ضيف الشرف اختياراً موفقا للغاية؛ لأنها تنظم أهم معرض للكتاب في العالم، وفي المقابل تم تصنيف معرض القاهرة للكتاب ليكون المعرض الدولي الثاني الأهم في العالم بعد معرض فرنكفورت، وهو تصنيف يستحقه معرض القاهرة عن جدارة".
وحول اختلاف فعاليات المعرض حاليا عن الفعاليات في السنوات الماضية ، قالت الأديبة العراقية إنه تم استحداث فعاليات أخرى أكثر ملائمة مثل برنامج مؤتمر اليوم الواحد، والذي يضم عدة مؤتمرات في اليوم الواحد، ويكفي للتدليل على نجاح معرض القاهرة أنه لا يزال يسجل أعلى نسبة حضور تتجاوز خمسة ملايين شخص ما بين عارض وزائر وضيف ومبدع ومفكر.
وقدمت الأديبة العراقية سارة السهيل عددا من المؤلفات للمكتبة العربية من أهمها دواوين "صهيل كحيلة" تضمن أشعارا بالعامية غلبت عليها اللهجة الخليجية، و"نجمة سهيل" تضمن أشعارا بالعربية بالفصحى، و"دمعة على أعتاب بغداد" وقصة: "سلمى والفئران الأربعة"، وكتب مقدمتها الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولي، وتم ترجمتها باللغة الإنجليزية وتحولت لمسرحية للأطفال بطولة دلال عبدالعزيز، و"نعمان والأرض الطيبة" التي طبعت بعد ذلك بطريقة برايل للمكفوفين، و"ليلة الميلاد" وكتب المقدمة لها البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية الراحل، و"قمة الجبل"، "قصة حب صينية أو سور الصين الحزين" باللغتين العربية والصينية، و"اللؤلؤ والأرض" مهداة للطفل الفلسطيني والقضية الفلسطينية وتم ترجمتها للغة الفرنسية، وكتاب (تصريح دخول) ويعد من أهم الكتب التي تحدثت عن مشكلة اللاجئين والنازحين في الدول العربية
وفيما يتعلق بآخر أعمال الأديبة العراقية ، قالت السهيل :" انتهيت من كتاب (معا ضد العنف) وهو يضم عشرات المقالات التي عالجت فيها ظاهرة العنف اللفظي والمعنوي، وعنف الحروب، والعنف المذهبي والطائفي والعنف ضد الطفل وضد المرأة وضد الرجل، والعنف الأسري والمدرسي والعنف الطبي، والعنف ضد الطبيعة، والعنف ضد الحيوان وضد البيئة العنف القانوني، وعنف الألعاب الإليكترونية وعنف أفلام الكرتون، وعنف السوشيال ميديا وغيره الكثير من أشكال عنف في حياتنا مع استعراض مخاطر العنف على الفرد والمجتمع في الحاضر والمستقبل، مع طرح مبادرات لعلاجه، أو على الأقل تقليص مظاهره في حياتنا الاجتماعية، حتى ننعم بالسلام والأمان في أوطاننا".
وكان الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة افتتح في وقت سابق من اليوم معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال56 والتي تقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتستمر حتى 5 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية.
وتقام الدورة ال56 من معرض الكتاب تحت شعار "اقرأ..في البدء كان الكلمة" بمشاركة 80 دولة عربية وأجنبية، 1350 دار نشر و 6000 عارض، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف هذا العام، وتم اختيار اسم العالم المصري أحمد مستجير شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض الطفل.
ويشهد المعرض ، الذي يقام هذا العام على مساحة هي الأكبر منذ نقله إلى مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، عقد سلسلة من اللقاءات الثرية بين الكتاب والمفكرين التي تناقش مختلف القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية بمشاركة العديد من مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني.
ح م د/س.ع
أ ش أ