القاهرة في 19 يناير/أ ش أ/ أكد الأستاذ أيمن عدلي أمين لجنة التثقيف بنقابة الإعلاميين، أهمية الدور المحوري الذي تلعبه مصر على الساحة الإقليمية والدولية، حيث نجحت الجهود المصرية مؤخرًا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مما أسهم في تهدئة الأوضاع المشتعلة وإنقاذ الأرواح وسط تصاعد التوترات في القطاع..لتأتي هذه المبادرة لتؤكد من جديد المكانة الرائدة التي تحتلها مصر كركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط .
وقال عدلي - في مقال بجريدة "الجمهورية" - "لعبت مصر دورًا محوريًا في التوسط لحل النزاعات بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، وقد اكتسبت سمعتها كوسيط موثوق نظرًا لحيادها السياسي وخبرتها الدبلوماسية العميقة، فمنذ عقود تُعد مصر ركيزة أساسية في دعم القضية الفلسطينية، سواء عبر جهودها لإعادة إعمار غزة أو من خلال استضافة جلسات الحوار بين الفصائل الفلسطينية، بما يعكس تفانيها في تحقيق السلام الشامل والعادل".
وأوضح أنه في الأزمة الأخيرة، قدمت القاهرة نموذجًا متفردًا للدبلوماسية الإقليمية، حيث سخّرت علاقاتها الدولية والإقليمية للتواصل مع جميع الأطراف، فمن خلال مباحثات مكثفة ومستمرة تمكنت مصر من التوسط بين الجانب الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، مما أثمر في نهاية المطاف عن وقف التصعيد العسكري الذي كان يهدد بتفاقم الوضع الإنساني في غزة.
وأشار عدلي إلى أن الدور المصري لم يقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل شمل أيضًا أبعادًا إنسانية بالغة الأهمية، فمن خلال فتح معبر رفح الحدودي في بداية الحرب قامت مصر بإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، بما في ذلك الأدوية والإمدادات الطبية والغذائية، كما وفرت القاهرة الدعم الطبي لاستقبال الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية، في لفتة تعكس التزامها الأخلاقي تجاه أشقائها في غزة
ولفت عدلي إلى أنه لا يمكن النظر إلى الجهود المصرية بمعزل عن رؤيتها الأوسع لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، حيث تدرك القاهرة أن استمرار النزاعات المسلحة في المنطقة لا يقتصر تأثيره على الأطراف المباشرة فقط، بل يمتد ليشمل زعزعة استقرار الشرق الأوسط ككل.. لذلك وضعت مصر نصب عينيها هدفًا واضحًا يتمثل في كسر حلقة العنف وخلق بيئة مواتية للحوار والتفاوض.
ونوه بأن الدور المصري في الأزمة الأخيرة يعكس قدرة القاهرة على استخدام علاقاتها القوية مع اللاعبين الدوليين، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتعزيز الحلول الدبلوماسية، وقد ساعد هذا التوازن بين الانفتاح على العالم والتمسك بالهوية الإقليمية في ترسيخ مكانة مصر كقوة محورية في تحقيق التهدئة وإعادة بناء الثقة بين الأطراف.
وأضاف أن الجهود المصرية لوقف الحرب في غزة أثبتت مرة أخرى أن القاهرة ليست مجرد وسيط، بل هي لاعب رئيسي يمتلك أدوات تأثير فاعلة على الساحة الدولية، ومن خلال مزيج من الحنكة السياسية والدبلوماسية الهادئة، أكدت مصر أنها تظل قوة داعمة للاستقرار وقلبًا نابضًا للعروبة في المنطقة..واليوم، يقف العالم شاهدًا على الدور المصري الذي لا غنى عنه في الشرق الأوسط، وهو دور لا يهدف فقط إلى تحقيق تهدئة مؤقتة، بل إلى بناء مستقبل يعمه السلام والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
ن ه ل
أ ش أ
الإعلامي أيمن عدلي: مصر تقود المنطقة نحو السلام وتقدم نموذجا فريدا للدبلوماسية الإقليمية
مصر/مقال/سياسة
You have unlimited quota for this service