ثمن المشاركون في مؤتمر اتحاد كتاب مصر حول تطوير التعليم، جهود الدولة للنهوض بمؤسسات التعليم الجامعي وما قبل الجامعي والتعليم الفني، وطلبوا بالمضي قدما في هذا المسار الذي يعد صماما للأمن القومي من خلال بناء الإنسان المصري المؤمن بقيم وطنه ومجتمعه والمتأهل علميا ودراسيا للإسهام في نهضته.
جاء ذلك في ختام فعاليات المؤتمر السنوي الأول الذي عقدته لجنة التنمية الثقافية المستدامة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر حول قضايا التعليم والذي بدأت أعماله أمس الأربعاء بمقر الاتحاد وبمشاركة نخبة من خبراء التعليم والمفكرين.
وأكدت أوراق العمل التي نوقشت في المؤتمر أن التعليم هو باب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والذي من شأنه أن يزيد القوة الناعمة للبلاد، والخشنة إذا لزم الأمر.
وقال الدكتور علاء عبد الهادي رئيس اتحاد كتاب مصر "نحن أمام أهم تحديات العولمة وهي قضية الهوية الوطنية، أما التحدي الثاني هو الذكاء الاصطناعي وما يفرضه على العملية التعليمية".
وقال عبد الهادى إن هناك تراكما كبيرا من الأزمات عبر عقود مضت يتم الآن التعامل معها بهدف إنتاج الخريج القادر على مواكبة تطور أسواق العمل والمتسلح بالمهارات العلمية والتنفيذية المتطورة.
وأضاف أنه أمام تحديات العولمة وما يفرضه الذكاء الاصطناعي من مشكلات على الهوية الوطنية في بلدان العالم، صار التحدي الأكبر في مصر هو بناء الوعي اللازم لمنع خروج الذكاء الاصطناعي عن تحكم الإنسان، مؤكدا أهمية التركيز على الهوية الوطنية في العملية التعليمية وفي مقدمتها اللغة العربية كمنهج للتفكير والتعبير.
وشدد المؤتمر على ضرورة تعزيز المناهج التربوية في مؤسسات التعليم ما قبل الجامعي وبما يعزز الهوية الوطنية، مشيرا إلى أهمية تطوير التعليم الفني كأحد المحاور الأساسية لزيادة الإنتاجية ومواكبة التكنولوجيا والحد من البطالة.
كما دعا المشاركون في المؤتمر إلى ضرورة تكثيف برامج تحسين البنية التحتية، والاهتمام بالمناهج والشراكة مع القطاع الخاص من أجل إعداد المصانع لتدريب خريجي التعليم الفني، وتزويد المعلمين بالتدريب المتخصص وتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للابتكار والإبداع.
واستعرض المؤتمر نماذج في دول جنوب شرق آسيا نهضت بالتعليم، ملقيا الضوء على مفاهيم عولمة التعليم وخطورتها على الهوية والثقافة الوطنية للدول، مشددا على أهمية المضي قدما في خطه مواجهة العجز في إعداد المدرسين وتعزيز الميزانيات الموجهة لتطوير المعلم ورفع كفاءته بصورة دائمة وبما يمكنه من أداء رسالته.
وأكد المؤتمر على أهمية تطوير التعليم الجامعي بما يمكن الجامعات من القيام بدورها في إنتاج المعرفة والتوسع في مجال البحوث والابتكار وتوظيف قدرات الجامعات الأهلية والأجنبية العاملة في مصر بما يعود بالنفع على خطط التنمية الشاملة للدولة والاستفادة من بحوث الدراسات العليا.
وطالب المشاركون بإنشاء مفوضية عليا للتعليم تكون وظيفتها مراجعة تطوير المناهج التعليمية بالإضافة إلى وضع استراتيجية عامة وسياسات للتعليم يقوم بتنفيذها الوزراء المختصين .
كما طالب حضور المؤتمر بتعزيز البحث العلمي في الجامعات، مؤكدين أن عشرات الجامعات التي أنشئت خلال العقود الثلاثة الماضية ينبغي أن تهتم بصورة أكبر بالبحث العلمي وإنتاج الأبحاث التطبيقية التي تسهم في دعم خطط الدولة للتنمية.
مؤتمر اتحاد كتاب مصر: التعليم الجيد يعزز الهوية الوطنية ويبني الإنسان القادر على الابتكار
مصر/اتحاد كتاب مصر/مصر
You have unlimited quota for this service