القاهرة في 21 أكتوبر/أ ش أ/ أطلق مركز "الحبتور" للأبحاث مبادرة "أمن اللغة، أمن العرب" لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه اللغة العربية في العالم العربي.
جاء ذلك خلال احتفال مركز الحبتور للأبحاث بمرور عام على تأسيسه، في حفل مميز أقيم بالقاهرة، بحضور نخبة من رموز الفكر والثقافة إضافة إلى عدد من المسؤولين وكبار الإعلاميين والخبراء المتخصصين من مصر والوطن العربي.
وأكد مؤسس المركز ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة "الحبتور" خلف بن أحمد الحبتور أهمية مراكز البحوث في المنطقة وأهمية دعمها لتقديم حلول مبتكرة للتحديات المعاصرة، وقال "فخور بعمل المركز بعد مرور عام، وقد اخترت مصر لتأسيسه لأنها منبع العلم والفكر، ولأننا من خلال هذا المركز نخدم عالمنا العربي"، مشددا على ضرورة التحدث باللغة العربية، قائلا "علينا أن نبدأ بأنفسنا وعائلاتنا، لأن الحفاظ على لغتنا هو مسؤوليتنا جميعاً".
وبعد ذلك، أعلنت المدير البحثي للمركز الدكتورة عزة هاشم إطلاق مبادرة بعنوان "أمن اللغة، أمن العرب: مبادرة الحبتور للحفاظ على اللغة العربية"، مستعرضة الوضع الراهن للغة العربية، وتطرقت إلى أسباب تراجعها في المجتمعات العربية وتأثير ذلك على الأمن القومي العربي.
وأكدت الدكتورة عزة هاشم، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن اللغة هي قضية أمن قومي بامتياز، وذكرت أن المبادرة التي أطلقها المركز تسمى "أمن اللغة، أمن العرب"، وبالتالي فإننا نتعامل مع بقاء اللغة العربية باعتباره أمنا قوميا عربيا.
وتابعت بالقول "نطرح سؤالا استنكاريا ماذا لو اختفت اللغة العربية هل سيكون هناك عرب بلا عربية هل سيكون هناك وجود للوطن العربي بلا لغة عربية"، مشيرة إلى أنه يتم التركيز خلال المبادرة على اللغة العربية باعتبارها بعدا أمنيا وسياسيا.
ولفتت إلى أن تراجع اللغة العربية هو قضية أمنية في المقام الأول قبل أن تكون قضية فكرية أو تعليمية، محذرة من تراجع الاعتماد على اللغة لأن هناك مجتمعات تلاشت تماما بمجرد تلاشي لغتها وانصهارها في لغات أخرى، مشددة على أن قضية اللغة هي قضية أمن قومي.
من جانبه، ذكر المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي أن الحبتور اختار أن يوظف هذا المركز في خدمة اللغة العربية، وهي مبادرة كريمة تعبر عن هويتنا ولغتنا، واعتبر أن اللغة هي عماد القومية، وعندما نتحدث عن القومية العربية، فهي ليست فقط وحدة الدين أو الثقافة العامة، بل وحدة اللغة، لافتا إلى أن اللغة هي المعيار الذي يستند إليه الجميع، فلدينا لغة ثرية قادرة على مواكبة العصور، ولهذا فإن الاهتمام باللغة العربية أمر أساسي لابد أن نعتني به.
ونظم المركز جلسة نقاشية موسّعة أدارها الدكتور عيسى بستكي رئيس جامعة دبي، بمشاركة نخبة من المتخصصين الذين استعرضوا أبعاد قضية تراجع اللغة العربية وتأثيراتها على مختلف المجالات.
وركزت الجلسة على الآثار السياسية والأمنية المرتبطة بتراجع اللغة العربية في المجتمعات العربية، وتطرقت إلى دور الإعلام والثقافة في مواجهة هذا التحدي بما يضمن استعادة اللغة مكانتها كعنصر أساسي في الحفاظ على الهوية العربية.
وتم فتح باب النقاش للحضور ووسائل الإعلام، حيث قُدّمت تساؤلات ومداخلات أثرت النقاش حول المبادرة وأهميتها في سياق التحديات التي تواجه المجتمعات العربية.
وعلى هامش الحفل، قال إسلام كمال غنيم الرئيس التنفيذي للمركز "نحن فخورون بما حققناه خلال العام الأول، ونسعى لمواصلة مسيرتنا من خلال مبادرات نوعية تسهم في مواجهة القضايا الملحّة في عالمنا العربي، وفي مقدمتها قضايا اللغة والثقافة".
حضر الحفل السيد عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والسفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق لجمهورية مصر العربية، والدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي، والمستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي المصري.
ويهدف مركز الحبتور للأبحاث (AHRC)، هو مؤسسة فكرية مستقلة، تأسس في القاهرة عام 2022، في المقام الأول إلى دعم صانعي القرار، ورفع الوعي، وتعزيز الحوار العام المفتوح بشأن القضايا الشرق الأوسطية والعالمية على حد سواء، وتتضمن جهود المركز الأساسية التنبؤ بالأزمات القادمة، بالإضافة إلى بناء فهم عملي للعالم، ويتم تحقيق هذه الأهداف من خلال مجموعة من ورقات البحث والتحليلات والتقارير المعدة بعناية، من قبل فريق مكرس من الخبراء والباحثين.
ح م د/ن ه ل
أ ش أ
خلال الاحتفال بمرور عام على تأسيسه..مركز "الحبتور" للأبحاث يطلق مبادرة للحفاظ على اللغة العربية
مصر/احتفال/العالم العربى
You have unlimited quota for this service