• مشروع توشكى.. طفرة تنموية وزراعية تجعل الصحراء جنة خضراء
    مشروع توشكى.. طفرة تنموية وزراعية تجعل الصحراء جنة خضراء "تسر الناظرين"

توشكى "أسوان" في 25 يونيو /أ ش أ/من .. محمد موسى :
"من صحراء إلى جنة خضراء".. هكذا أصبحت منطقة توشكى التي باتت وجها مشرفا لكل مصري، نظرا لما تشهده من طفرة وتنمية في مجال استصلاح الأراضي وزراعتها.
وفي ظل الاهتمام الذي يوليه الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة للزراعة واستصلاح الأراضي، فقد تم إنشاء الشركة الوطنية لإستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية كإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، بهدف استصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية وتقليل الفجوة الغذائية وخلق فرص عمل للشباب وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة، وهي الشركة التي تتولى مشروع توشكى فضلا عن عدد كبير من مشروعات زراعة واستصلاح الأراضي الصحراوية مثل شرق العوينات والفرافرة وعين دالة.
وتنفيذا لتوجه القيادة السياسية بإعادة إحياء مشروع توشكى لتدب فيه الروح من جديد، فقد وضع القائمون على هذا المشروع الخطط والأسس البناءة لتتحول الأرض الجدباء الصفراء إلى جنة خضراء فاقع لونها تسر الناظرين.
وبين المساحات الخضراء الشاسعة التي لا يكاد البصر يدركها، أجرت وكالة أنباء الشرق الأوسط جولة في مشروع توشكى الذي يمثل المستقبل للأجيال المقبلة، وسط منظومة متكاملة من العمل والكد والنشاط، حيث السواعد التي تشرفت بغرس الأرض بالخير، وعزيمة رجال حملوا الأمانة على أعناقهم بأن تكون بلادنا "أد الدنيا".
وفي هذا الإطار..يقول اللواء أركان حرب توفيق سامي توفيق رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية : إن الشركة وكافة العاملين بها يضعون مصلحة الوطن فوق أي اعتبار .. منوها بالجهود التي يبذلها القائمون على المشروعات الزراعية في توشكى والتي تأتي استكمالا للجهد الذي بُذل من قبل.. مشيرا في هذا الصدد إلى شهادة الرئيس السيسي التي تعد وساما على الصدور حينما قال "توشكى اللي كان وقفها قبل كدا مش عيب في الاختيار ولا عيب في التخطيط ولكن عدم القدرة على التنفيذ".
وأضاف اللواء توفيق سامي أن منطقة توشكى تعد منطقة واعدة لما تزخر به من إمكانيات يجعلها قادرة على الدخول في مجال التصنيع الزراعي الذي يعد بوابة للأمل والمستقبل..منوها بأن الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية تسلمت مشروع توشكى عبارة عن 400 فدان لتصل مساحة هذا المشروع اليوم إلى نحو 420 ألف فدان فيما تسعى الشركة إلى الوصول إلى مستهدف نحو 600 ألف فدان.
وأشار إلى أن القائمين على مشروع توشكى لم يخاطروا بالعمل فيه دون دراسات بحثية، حيث تم إجراء تجارب عديدة خارج حدود المشروع للتأكد من ملاءمة المناخ الخاص بمنطقة توشكى والعوامل البيئية بالمحاصيل التي سيتم زراعتها في المشروع.
ودعا رئيس الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية كافة المستثمرين إلى الدخول في الاستثمارات بمنطقة توشكى باعتبارها منطقة واعدة تمثل مستقبل الزراعة في مصر نظرا لما تمتلكه من إمكانيات .. منوها بأن الشركة تقدم تسهيلات عديدة للمستثمرين لجذب الاستثمارات للمنطقة.
وتابع اللواء توفيق سامي : أن منطقة توشكى كان يواجهها تحد كبير في السابق يتمثل في إقناع الرأي العام بأن تلك المنطقة صالحة للزراعة ، ولكن اليوم بفضل سواعد الرجال المخلصين للوطن تم تحقيق الإنجازات بالوصول إلى مساحات منزرعة تصل إلى أكثر من 400 الف فدان .. مشددا على أن "هذا المشروع لا يقبل الفشل".
وأبرز أن مشروع توشكى يعتمد بشكل كبير على المهندسين والعمال والفنيين المدنيين، حيث يتواجد نحو 4 آلاف موظف مدني فيما يتم الاعتماد على العنصر المدني بنسبة 100% في فئة المهندسين والمحاسبين.
وجدد اللواء توفيق سامي التأكيد على أن مشروع توشكى له بعد اجتماعي وآخر اقتصادي، حيث تم إنشاء مدينة توشكى على أساس هذا المشروع وأصبحت تزخر بعدد كبير من الوحدات السكنية.
ومن جانبه .. يقول المهندس ممدوح أحمد محمد سليمان المهندس الزراعي بقطاع القمح في مشروع توشكى إن محصول القمح يعد استراتيجيا ويحظى باهتمام كبير على المستوى المحلي والعالمي ايضا، لذلك فقد حرصت الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي على إدخال سلالات جديدة من القمح للوصول إلى أعلى إنتاجية ممكنة للفدان وبجودة عالية.
وأوضح المهندس ممدوح أحمد ، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، أن المساحة المنزرعة لمحصول القمح في توشكى وشرق العوينات والفرافرة وعين دالة بلغت حوالي 500 الف فدان الأمر الذي يعكس الأهمية الإستراتيجية لهذا المحصول ودوره في سد الفجوة الغذائية.
وأبرز أن الشركة حريصة كذلك على إدخال زراعات محاصيل أخرى مثل الذرة الشامية التي تستخدم في الاعلاف فضلا عن البطاطس والفول السوداني..منوها بجودة الأرض في منطقة توشكى والتي تسمح بزراعة عدد كبير من المحاصيل الزراعية، وهو الأمر الذي يتم دائما العمل عليه من خلال التجارب والأبحاث المستمرة.
وشدد على أن الجميع في مشروع توشكى يعملون على قلب رجل واحد بعزيمة لا تلين من أجل تحدي الصعاب وقهر المستحيل للنهوض بالدولة المصرية في كافة المجالات.
وفي السياق ذاته .. يقول المهندس الحسين عبد الرحمن المسؤول بقطاع النخيل في مشروع توشكى : إن زراعة النخيل تعد من الزراعات ذات الجدوى الاقتصادية لذلك فإن هناك هدفا بزراعة 2 مليون و600 ألف نخلة داخل مشروع توشكى..منوها بأنه تم بالفعل زراعة مليون و600 ألف نخلة من الرقم المستهدف.
وقال المهندس الحسين عبدالرحمن ، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، إن هناك تنسيقا مستمرا مع مراكز البحوث الزراعية فيما يتعلق بالمتابعة والإشراف على كافة تفاصيل الموسم الزراعي الخاص بكل محصول .. لافتا إلى أنه يتم الاستفادة من المساحات البينية بين النخيل لزراعة محاصيل أخرى للحصول على أكبر عائد اقتصادي بأقل تكلفة ممكنة.
ونوه بأن زراعة النخيل تقوم عليها صناعات كثيرة جدا مثل صناعة التمور والأخشاب وغيرها..مشددا على أن هناك هدفا تم وضعه يتعلق بدخول مصر إلى الأسواق العالمية بصناعة التمور وتصديرها..منوها بأن مصر تعد من أولى دول العالم في زراعة النخيل وإنتاج التمور لذلك فإن هناك حرصا على الحصول على أفضل منتج بأعلى جودة ممكنة للمنافسة في الأسواق العالمية.
ومن جهته .. يقول المهندس محمد علي أحمد علي المهندس المسؤول بمشروع العنب في مزرعة توشكى : إن مشروع العنب وما يزخر به من أصناف متعددة يلقي اهتماما كبيرا من القائمين على مشروع توشكى، لما له من أهمية اقتصادية كبيرة.
وأبرز أن منطقة توشكى تحظى بمميزات عديدة تمكن من زراعة أصناف متعددة من العنب والتي تصل إلى نحو 6 أصناف متنوعة الألوان فضلا عن تنوعها في نسبة السكر داخل المنتج..مشيرا إلى أن مزرعة توشكى بها نحو 200 فدان من محصول العنب، وسيتم بداية من شهر أغسطس المقبل التوسع في زراعة مساحات أخرى بالتنسيق مع مركز البحوث الزراعية الذي سيعمل على توفير الشتلات التي تتناسب مع طبيعة التربة ونظم الري المستخدمة والمناخ.
وأشار إلى أن هناك دعما غير محدود من قبل الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية ومن قبل الدولة المصرية بكافة القطاعات داخل مشروع توشكى حيث هناك حرص كبير على توفير أفضل المستلزمات الزراعية واجود أنواع الأسمدة والمبيدات، فضلا عن حرص المسؤولين بالمشروع على تذليل كافة الصعوبات والتحديات حتى وإن كانت خارجة عن الإرادة مثل ارتفاع درجات الحرارة.
ونوه بأن إنتاجية الفدان من العنب تكون حوالي 10 اطنان، وهناك سعي دائم على تطوير وتحديث البحوث والدراسات للوصول إلى أفضل إنتاجية ممكنة للفدان.
ومن ناحيته..يقول المهندس عبدالسلام أحمد المهندس الزراعي المسؤول بقطاع المانجو في مزرعة توشكى: إنه تمت زراعة نحو 12 صنفا من المانجو في منطقة توشكى وشرق العيونات ، حيث تتميز الأصناف التي تمت زراعتها بالإنتاجية العالية للفدان والتي تصل في متوسطها إلى حوالي 10 أطنان فضلا عن ارتفاع عمر الشجرة والتي يصل إلى حوالي 100 عام.
وأشار المهندس عبدالسلام احمد ، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، إلى أنه تم وضع خطة للتوسع في زراعات أصناف المانجو تشمل أسسا ومحاور مختلفة منها التوسع بالزراعة داخل الصوب، والتوسع في زراعة المانجو داخل زراعات النخيل..منوها بأن هناك هدفا بالوصول بالمساحة المنزرعة بالمانجو إلى 10 آلاف فدان في توشكى وشرق العوينات.
وتطرق إلى الحديث عن أوجه الدعم الذي يلقاه العاملون في قطاع المانجو من قبل المسؤولين في الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي، حيث يتم دائما تحديث أساليب الزراعة لتتواكب مع الطرق والنظم العالمية، وذلك بالتعاون مع مراكز البحوث، فضلا عن توفير أحدث المعدات والآلات الزراعية.
وهكذا، يتبارى الجميع داخل مشروع توشكى في أداء عملهم بنشاط دائم وسعي حثيث نحو مستقبل أفضل يفيض بالخير والنماء، لتحقيق الهدف الأسمى والغاية الغالية التي طالما أكد عليها الرئيس السيسي وهي "بناء الإنسان".

م و س/ا ج
/أ ش أ/