يشهد قطاع الكهرباء ثورة هائلة، مدفوعة باستراتيجية شاملة تهدف إلى تأمين احتياجات الطاقة وتعزيز الاستدامة والتحول الرقمي، وتتجلى هذه النجاحات في العديد من الإنجازات الملموسة، ورغم التحديات المؤقتة التي يشهدها القطاع، تظل هذه الإنجازات قاعدة قوية للمستقبل.
وتعود هذه الإنجازات إلى استراتيجية شاملة وضعتها الدولة المصرية، وبدعم راسخ من القيادة السياسية، تضمنت الاستثمار في مشروعات جديدة وتطوير البنية التحتية وتنويع مصادر الطاقة وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، لتصبح شبكة الكهرباء المصرية أكثر استقراراً وكفاءة.
ونجحت وزارة الكهرباء، وفي وقت قياسي، في إضافة قدرات كهربائية من 17 مشروعًا جديدًا بإجمالي قدرات تتجاوز 28 ألف ميجاوات وذلك من خلال تحويل محطات التوليد الغازية الست إلى دورات مركبة بإجمالي قدرات 2440 ميجاوات، وإنشاء 5 محطات توليد بنظام الدورة المركبة بإجمالي قدرات 17400 ميجاوات، وإنشاء 5 محطات توليد بخارية بإجمالي قدرات 5200 ميجاوات، بالإضافة لمشروع إنشاء محطات ضمن الخطة العاجلة بإجمالي قدرات 3636 ميجاوات.
بالتوازي، تم تنفيذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة الضخمة، بما في ذلك محطات طاقة شمسية وطاقة رياح، وهو ما أدى لارتفاع القدرات المركبة من الطاقات المتجددة إلى 6,6 جيجاوات، بمشاركة بلغت حوالي 35% من جانب القطاع الخاص الذي يعمل إلى جانب ذلك على تطوير مشروعات إضافية تشمل إنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرات تتجاوز 42 جيجاوات.
وارتفعت إنتاجية الطاقة الكهرومائية خلال عام 2023 إلى 14967 جيجاوات/ساعة، بينما سجلت مشروعات طاقة الرياح حوالي 5616 جيجاوات/ساعة، فيما بلغت الطاقة المنتجة من الخلايا الشمسية المتصلة بالشبكة حوالي 4535 جيجاوات/ساعة، ليصل إجمالي الطاقة المتجددة المنتجة من المشروعات القائمة إلى 25800 جيجاوات/ساعة، أسهمت في تجنب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون 10.7 مليون طن ثاني أكسيد كربون، وتوفير نحو 4.54 مليون طن بترول مكافئ.
وتضم أبرز مشروعات طاقة الرياح، محطة رياح في خليج السويس بقدرة 250 ميجاوات والتي افتتحت الشهر الماضي، كما تم إنشاء وتطوير محطة رياح الزعفرانة التي تضم 7000 توربين بإنتاجية تصل إلى 545 ميجاوات، وكذلك محطة رياح جبل الزيت التي تتألف من 3 محطات فرعية: محطة جبل الزيت (1) بقدرة 240 ميجاوات بالتعاون مع بنك التعمير الألماني وبنك الاستثمار الأوروبي والمفوضية الأوروبية، ومحطة جبل الزيت (2) بقدرة 220 ميجاوات بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، ومحطة جبل الزيت (3) بقدرة 120 ميجاوات بالتعاون مع الحكومة الإسبانية.
وفيما يتعلق بمشروعات الطاقة الشمسية، تعد محطة "بنبان" في أسوان أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية في إفريقيا والشرق الأوسط، ويستهدف المشروع إنتاج 2000 ميجاوات من الكهرباء، ويبلغ حجم الألواح الشمسية المستخدمة في المحطة نحو 200 ألف لوحة شمسية تنتج 50 ميجاوات من الطاقة النظيفة التي تكفي لإنارة 70 ألف منزل.
وتعد المحطة الشمسية الحرارية في الكريمات، من المشروعات الرائدة في قارة إفريقيا، وتبلغ القدرة الإجمالية للمحطة 140 ميجاوات منها 20 ميجاوات من الطاقة الشمسية، ووحدة بخارية بقدرة 40 ميجاوات ووحدة غازية بقدرة 80 ميجاوات، كما بدأت مصر التشغيل التجاري لمحطة خلايا فوتوفلطية في كوم أمبو بطاقة 26 ميجاوات، بتكلفة 19 مليون يورو، وذلك من خلال تحول الطاقة الحرارية الناتجة من الشمس إلى طاقة كهربائية، يتم تجميعها في مجموعة من الكابلات لتوصيلها إلى مناطق الاستهلاك.
وتسعى وزارة الكهرباء لاستكمال إجراءات مشروع محطة الضخ والتخزين بجبل عتاقة المكون من 8 وحدات قدرة بإجمالي قدرات 2400 ميجاوات بالتعاون مع إحدى الشركات الصينية، وتم الانتهاء من التعاقد على الأعمال الاستشارية مع مكتب استشاري فرنسي، وتصل مدة تنفيذ المشروع إلى 7 سنوات.
كما تُولي الدولة المصرية اهتماماً كبيراً بتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، حيث وقعت العديد من الاتفاقيات مع شركات عالمية لإنشاء مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بهدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين، وتتوقع مصر أن يصل إجمالي الاستثمارات الأجنبية في مشروعات الهيدروجين الأخضر إلى نحو 81.6 مليار دولار بحلول 2035، وتستهدف الحكومة المصرية التوسع في مشروعات الهيدروجين الأخضر كجزء استراتيجية الطاقة 2035.
وفي إطار الخطة الموضوعة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، تم اتخاذ العديد من الإجراءات لاستكمال مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية لتبادل 3000 ميجاوات، بتكلفة إجمالية 1.8 مليار دولار، ومن المقرر الانتهاء من المشروع عام 2026، مما سيربط مصر بدول الخليج العربي ويحقق 98% من الربط الكهربائي العربي، ويسمح بإنشاء بورصة عربية للكهرباء.
كما تم تشغيل المرحلة الأولى من مشروع الربط بين مصر والسودان بقدرة 80 ميجاوات، ويجري الإعداد للمرحلة الثانية لرفع القدرة إلى 240 ميجاوات بعد تركيب أجهزة معوضات القدرة من الجانب السوداني، مع إمكانية رفعها إلى 300 ميجاوات، فضلا عن توقيع مذكرات تفاهم بين مصر وقبرص واليونان لتعزيز الربط الكهربائي عبر جزيرة كريت، ويجري حاليًا دراسة تدعيم ورفع جهد الربط الكهربائي بين مصر والأردن وليبيا.
وفي سبيل تنويع مصادر الطاقة وتوفير مصدر طاقة نظيف ومستدام، أطلقت مصر مشروعاً ضخماً لإقامة أول محطة نووية لتوليد الكهرباء بالضبعة بالتعاون مع روسيا، تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميجاوات بإجمالي قدرات 4800 ميجاوات بتكلفة إجمالية تصل إلى 20 مليار دولار.
إن الإنجازات التي حققها قطاع الكهرباء المصري هي نتاج التخطيط السليم والاستثمار الجيد والعمل الدؤوب من قبل جميع العاملين في هذا القطاع، وتُعد هذه الإنجازات شاهداً على التزام مصر بتحقيق التنمية المستدامة وتوفير احتياجات الطاقة للأجيال القادمة.
30 يونيو..إرادة شعب ومسيرة وطن..إنجازات قطاع الكهرباء تُضيء طريق التنمية المستدامة
مصر/الكهرباء/تقرير إخباري/اقتصاد
You have unlimited quota for this service